المذيع التليفزيونى قاتل زوجته فى عيون زملائه..جمال الشاعر يؤكد: الشاشة تتحكم فى حياة المذيع وأسرته.. وسهير شلبى: ضغوط الحياة وراء الجريمة
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
انتصار سليمان ورانيا فزاع
| المصدر :
www.youm7.com
مظهره براق، وعمله يتمناه أى شخص، يظهر على الشاشة فيجذب العيون، وتسمعه فيسرق الآذان، إنه المذيع.. تلك المهنة التى ظهرت منذ حوالى 50 عاما هى عمر التليفزيون المصرى، ولكن هذا المظهر البراق خلفه إنسان يعانى من ضغوط الحياة وضيق ذات اليد والخلافات العائلية، مشاكل كثيرة كشفها حادث قتل المذيع إيهاب صلاح لزوجته.. اليوم السابع استطلع آراء عدد من المذيعين زملائه والخبراء فى أسباب ارتكابه لهذه الجريمة.
تقول نهى توفيق مذيعة بقطاع الأخبار وإحدى زميلات إيهاب صلاح المتهم بقتل زوجته، إنها من بداية عملها فى القطاع منذ عام ونصف لم تشهد من صلاح شيئا سوى احترامه لكل زملائه، فكان مشهورا بحبه للمرح والحياة، وكل ما تعرفه عن ظروفه الشخصية أنه كان متزوجا من زميلته دعاء بقناة التنوير، ثم انفصلا، ولم يعرف أحد بعد ذلك أنه تزوج غيرها، كما أن كل زملائه كانوا يعلمون أنه ثرى ولديه أموال كثيرة ورثها عن والده اللواء السابق. وأكدت أن الجميع كان يعرف أن إيهاب يمتلك محلا خاصا به وليس ملكا لزوجته كما قيل.
وأوضحت أنه فى الفترة الأخيرة لم تظهر عليه أى معالم للعنف أو العصبية الزائدة، بل على العكس كان هادئ الطباع، ولم يسبق لها أن شاهدته يتحدث عن مشاكله الشخصية.
وأضافت استقبلنا خبر قتله لزوجته بذهول شديد، ولم يتوقع أحد حدوث ذلك وتحولت قاعة الأخبار بعد الحادث إلى مأساة.
وحول طبيعة العمل بالتلفزيون أكدت أنه توجد مساحة كبيرة من المناقشة والحوار مع الرؤساء، حتى إن الجميع يعبرون عن مشاكلهم بحرية تامة ويلجأون لحلها، كما أن العمل فى التليفزيون الآن مريح وكل مذيع يعمل حوالى أربعة شيفتات يوميا، ولا أرى أى دور للنقابة حتى الآن فى حماية حقوق المذيعين أو حتى العمل على حل مشاكلهم حتى إنها لا تعرف أسماء المسئولين بها.
وأكدت أنها كانت لديها ميعاد معه فى يوم الحادث لبث نشرة الساعة الثانية ولكنها فوجئت باتصال من أحد المسئولين يؤكد لها أنه لن يخرج ليلقى معها النشرة.
وأضافت أنها قدمت معه حوالى 10 أو 15 نشرة على الهواء مباشرة، لم تلحظ مرة واحدة أنه يشعر باكتئاب أو حتى اضطراب نفسى.
ومن جهته، قال جورج رشاد المذيع بقطاع الأخبار مقدم النشرة الاقتصادية إن إيهاب معروف بتواضعه وأخلاقه المهذبة فى تعامله مع الجميع ولم تظهر مرة واحدة عليه معالم العصبية، لكنه كان يشعر بأنه غير حاصل على حقه كاملا فى العمل، حيث إنه يعمل منذ فترة طويلة ولم تتم ترقيته، لذا حصل على إجازة طويلة على أمل أن يعود له حقه كاملا ثم عاد مرة أخرى للعمل كمذيع عادى ودون الحصول على أى امتيازات، مضيفا أنه لم يعتد الحديث عن أحواله الشخصية كثيرا ولا يتكلم إلا فى إطار شىء من "الفضفضة".
وتصف سوزان الفضالى معدة برامج بقناة النيل الثقافية العمل الإعلامى بأنه عمل ملتزم ولكن غير منتظم، بمعنى أن عدد ساعات العمل غير محددة وتختلف من يوم لآخر، فأحيانا يكون "شفت ليلى أو نهارى"، وإن كانت عدد ساعاته أقل ولكنه لا يأخذ الإجازات العادية والتقليدية، فهو مثل عمل الصحفى يعتمد على التفكير والالتحام بالناس، ويختلف عنه أن غلطة الصحفى يراها شخص واحد رئيس القسم أو رئيس التحرير بينما غلطة المذيع يراها 100 ألف مشاهد على الأقل، وبالتالى يتعذر تصحيحها، هذه المسئولية تحمل المذيع بصفة خاصة التوتر والقلق والضغط وحرق الأعصاب باستمرار.
وعن رواتب العاملين بالتليفزيون المصرى تقول فضالى منذ عدة سنوات والتليفزيون المصرى يعانى من أزمات مالية، ورواتب العاملين بالتليفزيون سواء المذيعين أو المعدين أو المخرجين لم تتحرك بنفس سرعة الأسعار، ويزيد الأمر سوءا فى العمل الإذاعى فرواتب المذيعين بالإذاعة لا تتعدى 1500 جنيه، بحد أقصى 2500 جنيه للى على درجة مدير عام، مع العلم بأن شفت الإذاعة 6 ساعات كاملة عمل أمام الميكرفون.
وتنتقل فضالى للحديث عن زميلها إيهاب صلاح المتهم بقتل زوجته، قائلة: كانت بالفعل صدمة وحالة زهول لكل من علم بالخبر، وتحمل المسئولية على ضغط العمل والعصبية التى يعيش فيها المذيع، والأهم من ذلك الضغوط المالية والتى تدفع الشخص للانفعال والعنف مع أى شخص حتى وإن كان ليس المسئول عن هذه الضغوط.
ومن جانبه يقول الإعلامى جمال الشاعر رئيس الفضائية المصرية: يعيش المذيع فى حالة شحن أفكار باستمرار، فهو مبرمج على ترددات محددة طول الوقت ويده على الريموت كنترول يتابع الأخبار بشغف واهتمام، حتى فى أحاديثه مع عائلته وأقاربه ممكن يسرح مع نفسه وتيجى له فكرة برنامج، أو يتناقش بشكل معين معاهم فتلاقى اللى يرد عليك "أنت مش على الهوا".
أضاف الشاعر يعانى المذيع من حالة التماهى أى يعيش بشخصيتين المذيع والإنسان، خاصة إذا كان يقدم البرامج الإنسانية، كما أن أسلوبه فى المشاهدة مستفز، أيده على الريموت باستمرار يقلب بين القنوات العربية والأجنبية يبحث عن الجديد اللى ممكن يقدمه، حتى عندما يشترى ملابس جديدة يختار ملابس مناسبة للشاشة، ويتخيل نفسه بهذه الملابس على الشاشة.
وأضاف الشاعر أنه بسبب الشاشة قد يستدين المذيع لكى يظهر بمظهر جيد، يعنى بالفعل ممكن ينطبق عليه المثل الشعبى "أقرع ونزهى" وأحيانا كثيرة لا تكون معه نقود ومع ذلك يشترى بدل وكرافتات وبرفانات خاصة أن الشاشة مرتبطة بالموضة.
ويعدد الشاعر أمراض مهنة المذيع قائلا هى: "جنون الشهرة، فوبيا الابتعاد عن الشاشة، القلق والتوتر من توقف برنامجه، المذيع زى الفنان سواء كان مطربا أو ممثلا فالشاشة هى الأكسجين الذى يتنفسه"، وهذا يؤثر على بيته وحياته الزوجية، حيث تشعر الزوجة بالغيرة الشديدة من الشاشة ضرتها الزوجة الثانية وربما الزوجة الأولى، وتتمنى لو زوجها موظف عادى يتقاضى مرتبا عاليا بس مواعيد عمله ثابتة، ويقضى معها باقى اليوم.
ومن جانبها، أكدت المذيعة الشهيرة سهير شلبى أن ما حدث من إيهاب يعبر عن شىء مؤسف، وإن أى فرد من الممكن أن يقع تحت ضغوط تجعله يفقد عقله فى لحظة ما، وأكدت أنه ليس من المحتمل أن يكون السبب فى الجريمة الأحوال السيئة للتلفزيون ولكن الضغوط الحياتية الأخرى.