اكتشفت – ليس فجأة – أن المسلم (نفعي)!! صحيح أن نفعيته تكون طمعا في ما عند الخالق سبحانه وتعالى،ولكنها نفعية!! حتى اللقمة يضعها في فم امرأته،يبحث عن "أجر" – منفعة – من ورائها،إن استحضر النية. ولولا تلك (النفعية) لما جلست أكتب هذه الأسطر،وقد (حم القضاء).هذه الأسطر التي تأتي بعد خبر (جواز) الاختلاط في الصفوف الابتدائية الأولى – من الصف الأول حتى الثالث – في بعض المدارس تمهيدا لتعميم الأمر. هذا القرار الذي جعلنا مثل ذلك (العملاق) الذي وصفه ابن الرومي بأنه كأنما صفع مرة،وأحس بثانية فتجمعا!!! نسأل الله أن تكون أعمالنا خالصة لوجهه الكريم،فلاشك أنني أفضل أن أعيد قراءة (إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس) أو (المستطرف في كل فن مستظرف)،أفضل – لاشك- إعادة قراءة تلك الكتب عشر مرات،عن كتابة هذه الأسطر،فأضيع وقتي ووقتكم.ولكن – طبعا ولكن – مما يجرني إلى الكتابة جرا،أن الكتابة نوع من التنفيس،وإبراء الذمة في المناصحة. هنا تنبت "ولكن" أخرى لم تكن في الحسبان،بينما كنت أفتش في أوراقي،نبتت وردتان : الوردة الأولى : من أعظم ما يزهدني في الكتابة في هذا الموضوع أنني أزعم أنني أرى بكل وضوح إلى أين تتجه عجلة التأريخ،أو نتيجة استنساخنا لتجارب الغرب.هل تعرفون الأمريكية (كاثلين)؟ ولا أنا!! لكن أختا لنا قابلتها : ("كاثلين" تخرجت من الثانوية العامة عام 1951م (..) كنت في سنتي النهائية في الكلية عام 1955م (..) ففي ذلك الوقت لن تعمل النساء في مهنة المحاماة،وانحصرت وظائفهن تقريبا في التدريس والتمريض،لذلك أصبحت مدرسة){ ص 23(نساء في سجون الحرية) / منيرة ناصر آل سليمان / الرياض / مكتبة العبيكان / الطبعة الأولى / 1430هـ / 2009م}. من الماضي الأمريكي،إلى الحاضر السعودي،نستشف سير عجلة التأريخ،وسيرنا الحثيث نحو (جحر الضب)،هنا نبتت الوردة الأولى،في سنة 1926م : ( ألغى رضا بهلوي الحجاب الشرعي،وكانت زوجته أول من كشفت عن رأسها في احتفال رسمي،ثم أمر الشرطة بمضايقة النساء اللواتي رفضن الاقتداء بملكتهن وخرجن محجبات(..) وعندما سئل الملك عن سبب ضغطه على النسوة مع أن عجلة التاريخ قد تضمن له تحقيق أهدافه،أجاب : "لقد نفد صبري،إلى متى أرى بلادي وقد ملئت بالغربان السوداء"؟!" .){ص 92 (وجاء دور المجوس : الأبعاد التاريخية والعقائدية للثورة الإيرانية) / عبد الله محمد الغريب "الشيخ محمد سرور زين العابدين" / دون ناشر / 1408هـ / 1988م}. الشاه هنا يقدم القدوة – وإن تكن سيئة – فيجعل زوجه أول من تكشف رأسها،ثم يجبر النساء على خلع الحجاب .. ومع ذلك لازالت المرأة الإيرانية محتفظة – رغم بعض التغيرات – بحجابها .. والله غالب على أمره. الوردة الثانية : وأنا أفتش في أوراقي – أيضا – وجدت مقالة للأستاذ عبد المؤمن محمد النعمان،رحمه الله،يقول فيها : (أشار أحد الإخوة الكتاب في بعض صحفنا إلى أن معالي وزير المعارف أجاب على سؤال عن مدى إمكانية الاستفادة من المعلمات في تعليم الفصول الثلاثة الابتدائية للبنين فكان جوابه استعداد الوزارة لذلك إذ ثبت للمختصين أنه ليس هناك مانع شرعي وهي إجابة حكيمة بالطبع (..) نعلم يقينا أن مثل هذه الخطوة تحتاج إلى إقفال بابها فالخطوة الأولى كالكأس الأولى هي مصدر الخطر ونعوذ بالله من خطوات الشيطان التي حذرنا منها القرآن){ جريدة المدينة العدد 12254 في 16/6/1417هـ = 28/10/1996م}. جلسة حائرا .. متعجبا .. فحين أراد خالقنا سبحانه وتعالى،أن يرزق عبده عبد المؤمن من يترحم عليه – ونرجو أن يدعو له بالرحمة كل من يقرأ هذه الأسطر – قيض لي أن أعثر على كلمته التي نقلت بعضها .. تلك الكلمة الطيبة التي زرعها ذلك الرجل الفاضل – ولا نزكيه على الله – هاهي تنبت دعوات نسال الله أن يتقبلها وأن يعلي بها درجته في الجنة. إذا هذا (النظام) الذي طبق سنة 1430هـ،ليس أكثر من ثمرة لنبتة زرعت سنة 1417هـ،وربما قبل ذلك؟!! إن ما يثير التعجب – رغم أنه ليس كذلك – هو تحديد فئة الأطفال الذكور الذين سمح لهم بالدراسة في مدارس البنات،الصفوف الثلاثة الأُول!! ما هو الفرق (العملي) بين طفل في الصف الثالث،وذلك الذي في الصف الرابع مثلا؟!! ثم ماذا لو أعاد بعض الطلاب سني الدراسة،حتى تجاوزا (السن القانوني) للاختلاط؟!! علما أن هناك دراسة غربية أثبتت أن الأطفال أصبحوا (يبلغون) قبل السن المعتاد،وبفارق ملحوظ،وعزت ذلك – إذا لم تخني الذاكرة – إلى أحد سببين،الأطعمة،والمشاهد العارية. يبدو أن الرحلة سوف تأخذنا مرة أخرى إلى أمريكا،حيث : ( ادعت أمس { ذلك الأمس كان في نفس السنة التي سئل فيها وزير المعارف،ذلك السؤال الذي ذكره الأستاذ "النعمان"رحمه الله} والدة طالبة في التاسعة من عمرها أن ابنتها تعرضت إلى "اعتداء جنسي"خلال ساعات التعليم،الاثنين الماضي مع ثمانية من التلاميذ في غرفة مغلقة في مدرسة ابتدائية في واشنطن "دي – سي". رونالد باركر مدير مدرسة "ونستون"أكد أن أربع فتيات وخمسة فتيان تورطوا "في فعل جنسي جماعي رضائي متبادل"وأن "لا جرائم ارتكبت أثناء ذلك" (..) وقالت الأم : "إنني أشعر أن ابنتي اغتصبت بشكل ما.وأن ما حصل كان يجب ألا يحصل.إننا نرسل أولادنا إلى المدرسة للتعلم ونعتقد أنهم في أمان.ولكن هل صحيح أنهم في أمان؟!" (..) وقال {مدير المدرسة}"إن الجنس تم برضا الأطفال" (..) لقد تركت الفتاة وعمرها 9 سنوات صفها ودخلت إلى غرفة صغيرة مجاورة ثم لحقها التلاميذ في غياب المعلم وحصلت "مناوشات جنسية". ){جريدة الحياة العدد 12462 في 5/12/1417هـ = 12/4/1997م}. نعود إلى الكويت مباشرة،حيث طالعنا تحقيق هذا عنوانه : ( أطفال الكويت ليسوا صغارا على الحب .. يغازلون على الطريق ويدسون أرقام هواتفهم للإناث){جريدة الهدف الكويتية العدد 1375 في 8/10/1994م}. لو كنت مسئولا لأحلت السيدة سميرة الغامدي،إلى التحقيق!! فماذا تقصد بقولها – ونحن في هذه المرحلة الحرجة،والتأريخية – بأن الأطفال يميلون إلى استكشاف الأسماء و(الأعضاء)؟!! وذلك في تصريحها التالي : (نفت عضو مجلس إدارة جمعية حماية الأسرة والمتحدثة الرسمية للجمعية سميرة الغامدي ما ورد في تصريح رئيس فرع هيئة حقوق الإنسان بالمنقطة الغربية حول وجود حالة واحدة مثبتة لتحرش طفل بطفل آخر من أبناء نزيلات دار الحماية بجدة. وأكدت أن ما حدث يعتبر سلوك خاطئ،لكن من المعروف أن الأطفال خلال مراحلهم العمرية المختلفة يميلون إلى استكشاف الأسماء والأعضاء سواء عند أنفسهم أو عند الآخرين ولا يعتبر تحرشا أو مواقعة كما تم وصفه،حيث اتضح أن الموضوع لا يعدو كونه تصرفا فرديا{هل قال أحد بوجود "عمل جماعي"؟!!} ينم عن رغبة في الاستطلاع والفضول،وقد يكون أكثر حدوثا من الأطفال الذين تعرضوا للعنف والتحرشات وهذا مثبت علميا ..){جريدة الرياض عدد يوم الثلاثاء 1/11/1430هـ = 20/10/2009م}. وهذه إطلالة على حال الطلاب في بريطانيا العظمى – سابقا – فسبحان من يغير ولا يتغير ،كتب الأستاذ عبد الله باجبير: (.. سن المجرم العنيف تنخفض باستمرار. الحكومة البريطانية قامت بدراسة حول المشكلة الخطيرة التي تهدد المجتمع البريطاني،وقد أوضحت هذه الدراسة أن نسبة الأطفال الذين يقومون بأعمال العنف .. اغتصاب .. سرقة .. إدمان .. في ازدياد مستمر (..) غلام عمره 12 سنة يغتصب فتاة عمرها 11 سنة(..) غلام عمره 13 سنة في مدينة يوركشير يغتصب فتاة عمرها 8 أعوام (..) غلام عمره 13 سنة يطلق النار على مدرسه ويقتله (..) يقول أحد المشتركين في الدراسة لقد بدأت هذه الظاهرة منذ عام 1987 وقد نبهنا السلطة والأسرة معا لخطورة الظاهرة ولكن أحدا لم يهتم .. وعلينا الآن أن ندفع الثمن. وقد تزايد عدد المدرسين الهاربين من مهنة التدريس خوفا من عنف الطلبة،يقول أحد المدرسين وهو يقدم استقالته : إنني لا أستطيع التدريس لمجموعة من الوحوش،يتعمدون إهانتي وإثارتي طول الوقت. والأسباب .. انخفاض المستوى الاقتصادي،ألعاب الفيديو،أفلام العنف،ضعف الأسرة،غياب الآباء والأمهات عن البيت،انتشار المخدرات){جريدة الشرق الأوسط العدد 5965 في 28/10/1415هـ = 29/3/1995م}. إذا عدنا إلى مجتمعنا،ألم يظهر لدينا رأس جبل الجليد من كل تلك المشاكل التي ذكرت في الدراسة البريطانية؟!! والأسوأ أننا نسعى يوما بعد يوم لتطبيق مزيد من النظريات الغربية!! وقد ذهب صوت الأستاذ الدكتور محمد النابلسي – رئيس تحرير مجلة "الثقافة النفسية" – أدراج الرياح،وهو يصرخ بنا : (خطر داهم وأعظم متمثل بنقل أساليب التربية الغربية وتطبيقها على الطفل العربي. حتى دون الأخذ بعين الاعتبار أن هذه النظريات إنما وضعت كي تهيئ الطفل الغربي كي يتكيف مع مجتمعه عندما يكبر. فأي أخطار نعرض لها طفلنا العربي عندما نهيئه تهيئة غربية ثم نطلب منه مواجهة المجتمع العربي المختلف كليا عن بقية المجتمعات؟! إن علائم هذه الأخطار بدأت ومنذ فترة تتبدى واضحة في مجتمعنا. خاصة وأن الأساليب الغربية نفسها تتغير بصورة دائمة في محاولات دائبة لتطويرها.وغالبا ما ننقل أساليب لم يعد الغربيون يتبعوها.){مجلة "الثقافة النفسية" العدد الأول،المجلد الأول،كانون الثاني 1990م}. من التأريخ : ( الجامعات اليوم صارت أربعا،منها اثنتان في القاهرة. وحين طلبت بعض الفتيات المتأخرات(أي المحافظات) اللواتي يذهبن إلى الجامعة للعلم،وتغثى نفوسهن من القذارة الروحية {هكذا}والفكرية التي يمارسها الطلبة والطالبات الذين لا هم لهم غير الصيد،صيد الحيوان،حين طلبت هؤلاء الفتيات أن تخصص لهن جامعة يتعلمن فيها كل العلوم بمعزل عن الفساد،ثارت ثائرة الصحافة التحررية،وقال قائلها : من أين نجيء بالمعامل،ومن أين نجيء بالأساتذة والمدرسين ونحن في أزمة من كل هؤلاء؟ اليوم،لو جمعنا فتيات الجامعات الأربع ألا يملأن جامعة كاملة بل أكثر؟ بنفس المعامل ونفس الأدوات ونفس الأساتذة والمدرسين بلا زيادة ولا تغيير؟ فلنكن صرحاء. (..) لقد زعمت أوربا في القرن الفائت { الثامن عشر} أنها اهتدت لهذا الاختلاط البريء كحل لمشكلة الجنس المكبوت . ثم رأت بنفسها النتائج! وعرفت أنه لا يظل على براءته قيد خطوات،ومن ثم لم يعد دعاتهم يكتبون عن (الاختلاط البريء)كانوا صرحاء مع أنفسهم. قالوا : إنهم يريدون الاختلاط وليكن من نتائجه بعد ما يكون. ونحن ما زلنا نردد الأسطوانة القديمة،الأسطوانة التي بليت من سوء الاستعمال! فلنكن صرحاء .. ونطلب الاختلاط صراحة،بكل ما يترتب عليه من نتائج وما ينشأ عنه من آثار.){ ص 69 – 74 ( لا يا فتاة الحجاز) / محمد أحمد باشميل / الطبعة الثانية / 1380هـ / 1960م}. حكمة زرقاء يقول أحد "زرق العيون" ولا أذكر اسمه للأسف : (( لقد قررت .. فلا تحاول تضليلي بالحقائق ))