كنت بريئة ، جميلة ، لطيفة .. كنت فتاة شبه مثالية يعجب الكل بأخلاقي و يمدح الكثيرون التزامي رغم نظرات بعض الحاقدين و كلمات بعض الحانقين التي كانت تقتلني فعلا و تؤثر علي كلما مررت من مكان سمعتها نعم تلك الكلمة ، هي نفسها ( المعقدة ) كنت أنظر الى نفسي في المرآة لمدة طويلة أخاطب نفسي لم ينادونني هكذا ؟ لم يلقبونني هكذا ؟ أولست مثلهم ؟ و في يوم من الايام طرحت السؤال ذاته على احدى زميلاتي في لحظة غضب فأجابت لا يا منى ، لست مثلنا أنت مختلفة كثيرا فسألتها كيف ؟؟؟ قالت في كل شيء نحن نستمتع بالحياة و نلهو و أنت منغلقة على نفسك و معقدة لا لا لا تقوليها لست معقدة ، اريد أن اصبح مثلكم كيف ؟؟ كيف ؟؟ اخبريني كيف ؟ سأخبرك لكن عليك أن تقومي بكل ما اقوم به فوافقتها و أمضت ايامي ما بين غناء الى تلفاز الى لهو رغم بقية من حياء قليل كان يمنعني من حين لآخر لكن جمال المعصية كان بعيني أكبر فأقبلت على عاملي الجديد و تخلصت من لقبي القديم و اصبحت ما بين عشية و ضحاها فتاة رائعة لا معقدة و في تلك الليلة التي كنا أحدث فيها ليلى عن شريط المطربة الفلانية بادرتني قائلة عندي لك مفاجئة ما هي ؟ سأعرفك على شخص ما شخص ما ؟؟ اتقصدين شابا ؟ طبعا يا غبية لا لا أبي سيقتلني لو علم و كيف سيعلم والدك ؟ ستكلمينه على الهاتف فقط ، ستعيشين في عالم آخر ثقي بي أو ستعودين كما كنت معقدة و ببلاهة شديدة قلت لا لا لا أريد أن أعود ، طيب ، ساكلمه و تحدثنا ، و تعارفنا ، و تبادلنا أحاديث العشاق ( عذرا ) اقصد أحاديث العصاة و أثناء كل هذا بعد عميــق عن فاطر السموات و الأرش و شوق بالقلب يحن الى ما كنت يوما عليه و بعد أيام و ليال طلب الخروج معي مرارا و تكرار و رفضت بشدة ، فما كان له الا أن يقول حسنا سأخرج مع غيرك . قلت بسذاجة تامة : و حبنا ؟ عن أي حب تتكلمين ؟ كيف احب فتاة مثلك ؟ و أقفل الخط و ذهب تاركا بقلبي جرحا عميقا و بعقلي صوتا صارخا و الأكثر من ذلك ترك لي ذنبا كبيرا و بقعا على صفحتي البيضاء أتذكر ما حدث و ابكي حيث لا يجدي البكاء بعد أن فقدت الكثير و الكثير استغفرت ربي و حمدته و شكرته لأنه بعت لي برسالة لأتوب و ما فتئت اردد بعدها ليتني أعود معقدة ليتني أعود صفحة بيضاء