جدة :معلومات جديدة حقنتها الجمعية السعودية لمرضى الإيدز في وريد نحو 30 أسرة سعودية مثلت الأسبوع الماضي في ورشة تدريبية بهدف توعية أسر المتعايشين في التعامل مع المصابين بمرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز". وحسب جريدة الوطن السعودية فقد ركزت الدورة التي تقام للمرة الأولى على تقديم معلومات خاصة بالطرق السوية للمخالطة الصحية للمصاب بالايدز وتقديم الرعاية الصحية و الدعم النفسي اللازم له , وإزالة ما من شأنه أن يشكل عارضاً نفسياً قد يحول دون الاهتمام بالمريض أو التخوف من مخالطته والعيش معه. وفوجئت رئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز الدكتورة سناء فلمبان بأسئلة بعض الأسر، التي جاءت على نحو (هل ينقل لدغ الحشرات المرض؟ أو هل استخدام المناشف يؤدي للإصابة؟) قائلةً "بدا الأمر وكأنهم لا يعرفون شيئاً عن المرض, ومثل هذه الدورات ستساهم بالتأكيد في تعريفهم بالمرض وطرق انتقال العدوى والأهم بناء أرضية معلوماتية في أسلوب العيش مع المريض". وأضافت فلمبان "هناك أسر تتعاطى بوعي كبير مع إصابة أحد أفراد الأسرة , لكن الكثيرين يجهلون الطريقة التي يجب أن يخالطوا بها المريض أو يتعايشوا معه سواء داخل المنزل أو في العمل". وجاءت الدورة التدريبية المكثفة، والتي شاركت فيها جهات تعاونية مختلفة بينها المؤسسة الخيرية للرعاية المنزلية، ومعهد إعداد الكوادر، لترمي بحجر جديد في بئر الفجوة الاجتماعية تجاه المرض، والوصمة السلبية التي يعانيها المصابون في تعايشهم مع أفراد المجتمع. وقالت الدكتورة سناء فلمبان إن التنسيق للدورة وإقناع المشاركين بأهمية الحضور كان النقطة الأصعب في الأمر، مشيرة إلى أن الدورة التي أقيمت في مقر الجمعية السعودية لمكافحة مرض الإيدز، تم التخطيط لها وسط تحوطات معلوماتية دقيقة، لتشجيع الأسر على القدوم وتلقي المعلومات بشكل مباشر من مختصين في الرعاية الصحية، وأطباء مشرفين على حالات مصابة بالمرض. من جهته قال أبو أنس أحد المخالطين لمصاب بالمرض، وممن شارك في الأسئلة بحماس واضح، إن الفائدة بدت كبيرة خاصة في إمكانية التعايش مع مريض الإيدز مضيفاً" لقد كان واضحاً في عيون الآخرين كمية المعلومات الجديدة التي عرفوها, ثم أن حسن تعامل المسؤولين عن الدورة وحرصهم على إيصال كل المعلومات اللازمة في كيفية المخالطة والتعايش مع مريض الإيدز ساعد على ذلك كثيراً". وأضاف مجدداً أنه تفاجأ بمعلومات جديدة لم يكن يعرفها من قبل من أهمها إمكانية مريض الإيدز الحياة بشكل طبيعي مع المخالطين له والأكل والشرب من نفس الإناء ومشاركته في العمل مشيراً إلى أن معلوماته السابقة كانت تنحصر في ضرورة عزل مريض الإيدز وعدم التعامل معه بشكل مباشر. وأشار أبو أنس إلى أنه من خلال طرح الأطباء تبين أن مرض الإيدز ليس إلا مرضاً مزمناً وأن هنالك أمراضاً أخرى تبدو أشد خطورة منه، مبدياً رغبته بعد ذلك في التطوع لدى الجمعية الوطنية لمرضى الإيدز ضمن مجموعات الدعم للمتعايشين بعد أن تحصلوا على كل المعلومات المتعلقة بمخالطة مريض الإيدز وإمكانية التعايش معه ومشاركته في كل التفاصيل اليومية دون خوف من انتقال عدوى المرض إليه، وبالتالي مساندته نفسيا في مواجهة أموره الحياتية. يذكر أن الورشة التدريبية لأسر المصابين تمثل باكورة أعمال الجمعية الوطنية لمكافحة مرض الإيدز والتي تستعد لافتتاح مقرها رسميا خلال الأسابيع القليلة القادمة، لتعمل على مجموعة من البرامج الموجهة لدعم المتعايشين وأسرهم، ماديا ومعنويا ومهنيا واجتماعيا.