وصل العالم الايراني شهرام اميري الذي خطفته المخابرات الامريكية قبل 14 شهرا أمس الي العاصمة طهران. وظهر اميري مبتسما وملوحا بشارة النصر، وكانت في استقباله زوجته وحسن قشقوي نائب وزير الخارجية الايراني. واعلن اميري لدي وصوله انه لم يكن يعمل في المجال النووي. واضاف أنه لم تكن له علاقة بمفاعلي نطنز وفوردو، وهما موقعان لتخصيب اليورانيوم. وأشار إلي أن الأمر كان لعبة من الحكومة الامريكية لممارسة ضغط علي ايران. واضاف أنه لم يقم بأية ابحاث في المجال النووي، مشير إلي أنه باحث بسيط يعمل في جامعة مفتوحة امام الجميع وليس فيها اي سر. واضاف أنه فوجيء بتصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي قالت انه كان حرا هناك وانه ذهب بمحض ارادته، مؤكدا أنه لم يكن حرا، وكان بحراسة رجال مسلحين من الاستخبارات الامريكية. وأشار إلي أنه اختطف من قبل عملاء أمريكيين العام الماضي، موضحا أن المخابرات الأمريكية عرضت عليه 50 مليون دولار مقابل بقائه في الولايات المتحدة، وضغطت عليه من اجل الاسهام في الحملات الدعائية المعادية لبلاده. وأوضح أنه تعرض في الشهرين الاولين لأسوأ عمليات التعذيب الجسدي والمعنوي، مشيرا إلي أن عملاء إسرائيليين حضروا جلسات الاستجواب التي جرت معه.وأشار إلي أن المحققين الأمريكيين طلبوا منه أن يقول إنه انشق وذهب إلي الولايات المتحدة بمحض إرادته وأن يتحدت عن معلومات زائفة حول البرنامج النووي الإيراني. ونفت الولايات المتحدة مجددا أن يكون عالم الفيزياء الإيراني قد أرغم علي المجيء إلي الأراضي الأمريكية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي: "لم يجبره احد علي المجيء الي هنا او علي المغادرة". واضاف أن اميري كان موجوداً في الولايات المتحدة بمحض ارادته منذ بعض الوقت. واشار إلي أنه بالتأكيد حر في الرحيل، موضحا ان اميري ابلغ الولايات المتحدة برغبته في مغادرة البلاد. ولم يوضح كراولي ما اذا كان العالم الإيراني قد قدم معلومات عن طبيعة البرنامج النووي الايراني الذي تستهدفه الدول الغربية وعلي رأسها الولايات المتحدة. كما رفض المتحدث الأمريكي الإدلاء بأي تعليق عن طريقة وصول العالم الايراني الي الولايات المتحدة. وكان كراولي اكد سابقا ان اميري كان يقيم في الولايات المتحدة بصفته مواطنا عاديا، مؤكدا ان تسجيلات الفيديو التي بثت علي موقع يوتيوب عن اميري متناقضة. وكان التليفزيون الايراني قد بث شريط فيديو يظهر فيه رجل عرف نفسه بأنه شهرام اميري يقول انه تعرض للخطف علي ايدي عملاء في المخابرات المركزية الامريكية، واحتجز في مكان قرب توكسون باريزونا. وبعد ساعات نشر علي موقع يوتيوب تسجيل فيديو يظهر فيه رجل يشبه اميري يؤكد انه سعيد ويعيش بحرية وامان في الولايات المتحدة. ولم تؤكد الخارجية الأمريكية صحة اي من هذين التسجيلين. وفقد اميري في السعودية في يونية 2009 بينما كان يؤدي مناسك العمرة. وتؤكد طهران ان الولايات المتحدة قامت بخطفه بمساعدة المخابرات السعودية. ونقلت صحيفة »هاآرتس« الإسرائيلية عن تقرير صادر عن »مجموعة أوكسفورد للأبحاث« أنه إذا هاجمت اسرائيل المنشآت النووية الايرانية فإن ذلك من شأنه أن يطلق حربا طويلة الأمد، وربما لن يمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، ويمكن أن يشجعها علي الحصول علي الأسلحة النووية في نهاية المطاف. واضافت علي موقعها الإلكتروني أمس أن فكرة العمل العسكري ينبغي أن تستبعد كرد علي طموحات ايران المحتملة بالتسلح النووي بعدما قدرت المدة التي تحتاجها طهران لتطوير هذه الأسلحة بين 3 إلي 7 اعوام. وأضاف التقرير ان الحرب سوف تؤدي أيضا إلي عدم الاستقرار وعواقب أمنية لا يمكن التنبؤ بها في المنطقة والعالم، مشيرا إلي أنه من غير المرجح لجوء الولايات المتحدة لعمل عسكري ضد ايران ولكن القدرات الاسرائيلية قد زادت . وأوضح أن رد فعل ايران علي الهجوم الاسرائيلي يمكن أن يشمل الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واتخاذ إجراءات فورية لانتاج اسلحة نووية لردع المزيد من الهجمات ،ويمكن أن يشمل أيضا الهجمات الصاروخية علي إسرائيل وإغلاق مضيق هرمز لإرغامها علي رفع أسعار النفط.