إن العلم النافع يصدقه العمل النافع، كما أن الإيمان الصادق مقرون بالعلم الصالح، فلا تكفي عقيدة وعلم مجردان عن العمل النافع الصالح، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من علم لا ينفع فيقول: "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ودعاء لا يسمع، وقلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع" (رواه مسلم). "العلم علمان: علم في القلب فذلك العلم النافع، وعلم على اللسان، فذلك حجة الله عز وجل على ابن آدم"(رواه الترمذي). ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه نظر إلى مصلين فقال: "... ولا يغرّني كثرة رفع أحدكم رأسه وخفضه، ما الدين إلا الورع في دين الله، والكف عن محارم الله، والعمل بحلال الله وحرامه" (جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر).. وعليه فإن التربية في الإسلام ليست مجرد كلام يلقَّن، أو نظريات تطرح في معزل عن مجال التطبيق وواقع الحياة، إنما هي ممارسة فعلية تتحد فيها كل الأخلاق والقيم والحكمة التي تقوم عليها، وتتحقق فيها القدوة الحسنة في المربي، والاتباع الفطن في المتربي.. __________________