فن حل المشكلات

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : أبو الحسن الفطاني | المصدر : www.propheteducation.com

دائما ما نردد في أنفسنا عندما تحل علينا مشكلة (ما) كيف تحل المشكلة ؟

وهذا السؤال مهم للغاية، ويزداد الأمر أهمية إذا كان صاحب المشكلة يرعى مسؤوليات كثيرة وكبيرة ؛ كالمدير أو المسؤول أو المشرف مثلا .


إن فن ((حل المشكلة ))- إخواني – كثير التعلق بعملية التفكير العلمي السليم، ولا انفكاك بينهما أبدا، ويخطئ من يفرق الصلة بينهما، ولذا صاحب المشكلة يحتاج إلى هدوء بال، وسكينة خاطر حتى يحل مشكلته على أسس قوية من التفكير حتى تكون نتيجته بطبيعة الحال سليمة وإيجابية .

ومن هنا يلزم العناية بعملية التفكير العلمي الصحيح في علاج المشكلات، والتدرج في حلها بخطوات مثالية ممكن أن أجملها في نقاط آتية :
1- عليك الاستعانة بالله عز وجل في حل مشكلتك، وفي تفكيرك لعلاجها، وطلب التوفيق والسداد منه سبحانه وتعالى؛ فالله هو المستعان وعليه التكلان، ومنه يستمد الحلول والعلاجات.

2- لا تنسى أن تحضر القلم والورق قبل أن تدخل في حل أي مشكلة، حتى تكتب ما تملي عليك خواطرك تجاه المشكلة وما تفرضها من فرضيات حولها .

3- جميل جدا في حل المشكلة أن تحددها تحديدا دقيقاً بحيث تعرف مكمنها وسببها وأساسها ، وعند ذلك يسهل عليك حلها بفرضيات – يأتي الكلام عليها الآن-. فمثلا : أنت مدير شركة، وتعاني من موظف يسوء التعامل معك ولا يحترمك. فعند التصرف مع هذه المشكلة ينبغي عليك أن تحدد المشكلة بدقة وهي كما في المثال السابق : أن الموظف لا يحترمك ويسوء التصرف معك.

4- بعد تحديدك للمشكلة يلزم عليك أن تفرض فرضيات على تلك المشكلة، وتحاول معرفة صحتها ، باختبارها والتأكد من صلاحيتها وأحقيتها ؛ فمثلا : نرجع إلى مثال المدير، فقد تحدد لديك أن المشكلة عدم احترام الموظف لك، فهنا لابد أن تفرض فرضيات؛ وهي : لماذا لا يحترمني ؟ لعلي أسأت المعاملة معه؟ هذه فرضية. أو أني لم لم أقدره بأشياء مادية أو معنوية كالشهادة مثلا ؟ هذه فرضية أيضا، أو أنه أصلا شخصية لا يعرف التعامل والاحترام ؟ هذه فرضية أخرى.

5- من خلال الفرضيات تعرف الصحيح منها وتتأكد منها حتى تستطيع وضع الحلول المناسبة لها .

6- وأخيراً وعلى ضوء الفرضيات الصحيحة وبعد استشارة أولي النهى والألباب تبحث عن الحلول لتلك الفرضيات . ونرجع إلى مثال المدير : فمثلا في الفرضية الأولى فحلها أن تحسن المعاملة معه حتى يقابل بالمثل، وفي الفرضية الثانية لابد أن تمنحه حوافز معنوية أو مادية ، وفي الفرضية الثالثة فحلها أن تعرف طبيعة شخصيته ونفسياته حتى تتعامل معه بطريقة صحيحة .


هذا، وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يصلح حال الأمة، وأن يعيذها من ويلات المشاكل، وأن يوحد صفوفها وكلمتها على الحق ،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين