اختيار الأخ الصديق كثيرا ما يكتشف الإنسان بعد فترة من الزمن عدم نجاحه في اختيار الصديق الحميم الذي يعين عند الحاجة، ويحفظ السر في الحضرة والغيبة، ويدفع ما تجهل وما لا تحتسب. ولعل من أسرار ذلك الفشل، هو عدم قدرتنا على الآتي: عدم معرفة مواصفات الصديق. الاغترار بالمواصفات الزائلة عدم وجود الخبرة التي تعين على الاختيار لا نفرق بين الصداقة الأخوية والمعاشرة أو الزمالة التهاون في الصداقات وعدم الاهتمام بتكوينها التكوين الصحيح.ولذلك ينبغي للإنسان ألا يتخذ من الأخوان إلا من اختبر شؤونه قبل إخائه. وكشف عن أخلاقه قبل اصطفائه. وأدرك أصالة معدنه وحسن دينه وأخلاقه، فإن طبائعه ستؤول وتتحول إليك بالمخالطة والمعاشر، ولذلك قيل: عن المرء لا تسأل واسأل عن قرينه .................فكل قرين بالمقارن يقرن والحذر من مصاحبة الفاسد الخائن، لأن صحبته لا تزيد المرء إلا شرا ونكدا، لفساد أخلاقه وأدبه ودينه.