جواب الحيارى عن حكم الاختفال والتهنئة بأعياد الكفار والنصارى

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : أبوبكر يوسف لعويسي | المصدر : www.propheteducation.com

 
جواب الحيارى

 
عن حكم الاحتفال والتهنئة بأعياد الكفاروالنصارى


 
بسم الله الرحمنالرحيم

المقدمة:
إن الحمـــد للــه نحمــده ونستعينــه ،ونستغفــره ونتـــوب إليه ، ونعوذ بالله مــن شــرور أنفسنا وسيئــات أعمالنــا ،مــن يهدي الله فهــو المتهـدي، ومــن يضلل فلا هادي لـــــه ، وأشهــد أن لاإلــــــه إلا الله ، وحــده لا شريك لــه ، القائل في كتابه الكريم : { وأن هــذا صــراطي مـستقيما فاتبعــوه ولا تتبعـوا السبل ، فتفرق بكم عن سبيــله ، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون } الأنعــام : 153 / ، وأشهــد أن محمدا عبده ورســــــوله ،بلغ الرسالــة ، وأدى الأمــانة ونصــح الأمــة ، وحــذرها من البدع والتشبــه بالكفــار فقال ... >> : إياكم ومحدثات الأمــور ، فإن شر الأمور محدثاتها، وإنكل محدثة بــدعة وكل بدعــة ضــلالة>> [1]وقال: << لتتبعن سنن مــن كان قبلكم شبرا بشبـر وذراعا بــذراع حتى لو دخــلوا جحــر ضب لدخلتمــوه. قالـوا يا رسول الله، اليهود والنصـارى قال: فمــن>>[2]وصلى الله عليه وعلى آلــه وأصحــابه، ومن اهتــدى بهديه واقتفى أثـره إلى يوم الدين.
إن مسـألــة الأعياد، والاحتفالات المبتدعة، مــن أشـد وأخطــر ما تساهــل فيه المسلمـون، بعـد القرون الفاضلـة، فقد ســارع كثيــر منهم إلى التشبه بالأمــم الأخـرى، في أعيادها،واحتفالاتهــا .
--------------------
1 - حديث صحيح رواه بهذا اللفظ وأتم منه وأطول ابن ماجة (ح 46 ) ورواه بألفاظ متقاربة كل من أبي داود( 4607) وأحمد ( 4/ 126ـ 127) والترمذي (2678 ) والحاكم (1/ 95ـ 97).
2 -هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة المستفيضة في الصحاح والسنن والمسانيد وقد أخرجاه في الصحيحين من طرق وألفاظ متعددة.

صفحة [2]
فأحدث بعضهم بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، والاحتفال بليلــة الإسراء والمعراج والنصف من شعبان، ورأس العام الميلادي والهجري، وهــذه الأعيادالوطنيــة والقوميــة، وغيرها.. التي تزداد يوما بعد يوم بين المسلمين، حتى كادت السنة أن تكون كلها أعيادا، مما ابتليت به الأمــة الإســلامية مما لم ينزل الله به سلطــــان.ولقد هالني ما رأيت وقرأت من المنكرات، وقول الزور والبهتان على الله، والانتكاسات التي كانت سببا في هذا الانحطاط الذي تعيشه الأمة، حتى أصبح البون شاسعا، والمسافـة بعيدة جــدا بين ما أراده الإسلام للمسلمين أن يكونوا عليه،وما أرادوه هـم لأنفسهم، لذا أجريت القلم لأبين بعض الحقائق التي غشنا فيها بعض الأغرار من المتعالميـن وقلبوا وجـه الحق فيها، ومن أهمهـا وأخطرها هذه المسألة: << الاحتفال بأعياد الجاهلية والتشبه بأهلها من أهل الكتاب>> التي تكلم فيها الكثير في هذه الأيام وسالت أقلامهم بالجهل بمناسبة حلول رأس السنة وكتب فيها الكثير ممـن يهرفون بما لا يعرفون، ويقولون ما لا يعلمون.
لقد حز في نفسي كثيراأن يصدر مثل هذا الخلط والخبط في فهم النصوص وتحريفها من بعض ممن ينتسب إلى العلم وللأسف الشديد، وهذا من أكبر الدوافع التي حفزتني أن اكتب في الموضوع وأجليــه، على قلة البضاعة وضعف الهمة، وضيق الوقت، والله أسال الإعانة فيما توفيت من الإبانة، إنه بالإجابة جــدير وهو على كل شيء قدير، كما أسأله سبحانه أن ينفع به كاتبه وقارئه وأن يجعله ذخرا لي يوم الورود على الحـوض يوم يقول النبي صلى الله عليه وسلم:<<ألا سحقا لمن بدل ألا سحقا لمن بدل>>وفي رواية: << لمن أحدث>>[1 ].

--------------------
1- رواه البخاري [13 / 3 فتحالباري ]


يتبع إن شاء الله .....