بيني وبين التبغ علاقة وطيده .. لا بل وقديمة .. وصلت الي درجة الصداقة المتينة .... لا بل تعدت مراحل الصداقة فأقتربت من العشق، فكلما أقرر أن أبتعد تراني أحن الي حضنها، أعود مجبرا مرة ومحبا مرات .... أعشق منها السيجار، وأجد متعة بالبحث عن أجوده وأرقاه .... حقيقة أن السيجارة ملازمتي ولكن للسيجار نكهة فريدة .... ولكني أعطي للنرجيلة (الشيشة أو الأرجيلة) حقها أيضا .. فأنا أحب أن أعدل أو علي الأقل أن أقترب من العدالة بكل أموري.
من عاداتي أن أحترم كل القوانين .. فأنا دائما أسفل القانون لا أعلاه، وأرفض أن أكون ممن يتعدي عليه .... كان لي معاملة حكومية أضطررت علي أن أقوم بإكمالها .... ذهبت الي المبني الحكومي، وتركت علبة سجائري بالسيارة كالعاده ... فالقوانين لدينا تمنع التدخين بالأماكن العامة والحومية بالذات ....
مضت ساعتين وأنا أنتظر دوري .... الكل بالقاعة يتفنن ببث الدخان من سجائرهم، وأنا جالس ملزم نفسي بالقانون مجبرا، فقد تركت علبة سجائري بالسيارة ... وأيضا أنا أرفض أن أطلب من أحد سيجارة ..... فحرام أن أزيد من سيئات أحد ....!!!
حضر صديقا لي فجأة الي نفس القاعه .... تكرم وقدم لي سيجارة فأشعلتها متلهفا ... شاكرا له أنقاذي من حرماني الذاتي .... نطقت الألة برقمي ... تقدمت لأجلس أمام الموظف المسؤول ... أنتفض غاضبا ... وصرخ بي لأحترم قانون التدخين بالمبني ....
ضحكت بعمق .... ملأت ضحكاتي القاعه .. تعجب ونظر لي ... فلم ينطق بما يبرر فعلتي !!!! نظرت اليه بغضب !!! والله ما ضحكت من كلامك أو من المشرع !!! ولكن هالني ما تقول فكيف تطلب مني أحترام قانون أنت تخالف نصه وأنت المسؤول !!!!!
ألا ترون معي أن إصلاح المجتمع يبدأ من إصلاح الذات؟ ألا ترون أن تهذيب النفس أساس تهذيب المجتمع؟ ألا تجدون أن الشخص المسؤول هو أولي الناس بإحترامه!!! أليس القانون ملزم للمسؤول قبل الفرد العادي !!!!
القانون ملزم للناس سواسية ... كبيرهم قبل صغيرهم .... لا يمكن أن ينهض مجتمع إن كان هناك تفرقة في التطبيق ...
لا يجب أن يكون لسان حالنا "أنا ابن الأكرمين" والله من وراء القصد