ساويرس والنبوى ومتعب!

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : نصر القفاص | المصدر : www.almasry-alyoum.com

أول كلامى سلام.. على المهندس «نجيب ساويرس» الذى أحمل له تقديرا شديدا، رغم أننى لست من المقربين منه أو إليه.. ثم سلامى على صديقى الفنان «خالد النبوى» أصغر عجوز فى مصر.. ويأتى السلام لآخر عنقود الموهوبين «عماد متعب» نجم ملاعب كرة القدم المصرية والإفريقية.

سلامى على المهندس «نجيب ساويرس» المتحدث فى برنامج «مانشيت» عبر قناة «أون تى فى»، قال كلاما يستحق التقدير والاحترام فى أكثر من موضوع.. يؤسفنى أننى لا أملك إعلان التأييد الشديد له.. فلو أننى أكدت انحيازى تماما لأفكاره.. سيتهمنى المقربون إليه– قبل الطامحين فى القرب منه– بمحاولة خطب وده.. الحقيقة أن الود بيننا متصل منذ سنوات، رغم أن كلينا لم يخطب ود الآخر.. فالمهندس «نجيب ساويرس» الذى قال كلاما فى السياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع والدبلوماسية، يستحق كل التقدير.. كرر أنه لا يصلح لممارسة السياسة والدبلوماسية، باعتباره رجلا حادا فى طباعه ومواقفه.. لكننى رأيته سياسيا ودبلوماسيا على نهج «مهاتير محمد» صانع التجربة الماليزية.. وكذلك «رجب طيب أردوغان» رائد الحكاية التركية الجديدة.. فكلاهما لديه منهج واضح، قدر ما يملكه المهندس «نجيب ساويرس» والفارق– فقط– يكمن فى التوقيت.. بين حالتنا المصرية والحالة التركية أو الحالة الماليزية!!

يهمنى فى كل ما قاله «نجيب ساويرس» أنه أعلن استعداده للاستثمار والبناء فى غزة.. دون أدنى ربح أو جنى مكاسب.. شريطة أن تغطيه جامعة الدول العربية.

دعنا من كل ما قاله «نجيب ساويرس» عما يحدث فى مصر ورأيه فى أحوالها.. لكنه أكد بجرأة غير مسبوقة أن: «لو الإخوان المسلمين وصلوا للرئاسة.. باى باى ديمقراطية».. تلك حقيقة لا تقبل نقاشا.. واسألوا أخونا «إسماعيل هنية» الذى يعيش أروع وأجمل وأمجد أيام حياته باسم النضال ضد إسرائيل تحت الأرض وعبر الميكروفونات.. دون داع لتذكر اسم مولانا الإمام «خالد مشعل» الذى ينتظر الأوامر من أعلى فى طهران، أو أعلى فى دمشق!!

ثم تعالوا لنقرأ صفحة الصديق الفنان «خالد النبوى» وكنت وصفته بأنه «أصغر عجوز فى مصر» قبل ١٣ عاما.. فهو قومى عربى – ناصرى – حتى النخاع، هجر التمثيل.. هاجر وطنه إلى تجربة أقل من إمكانياته.. ذهب إلى الخليج ليعمل مذيعا تليفزيونيا.. نجح بما يفوق الوصف.. وإن كانت المسألة جمع أموال، فقد كان يمكنه الاستمرار لسنوات طوال.. لكن موهبته عاندت الثروة وجمع المال.. مواقفه المصرية والعروبية شديدة الأمانة والإخلاص دفعته للعودة.. تآمروا عليه بالصمت حينا، وبالتجاهل أحيانا.. خطبت وده السينما العالمية.. ذهب إليها متسلحا بموهبته وما يملك من مقدرة وصمت الكاظمين الغيظ.. نجح نجاحا مدويا.. عتمنا عليه.. تجاهلناه.. حاولنا إذلاله.. لم ينكسر.. نجح نجاحا يفوق الوصف.. منعنا صدى صوت نجاحه، فى أن يصل إلينا.. باءت كل محاولات الذين أجادوا لعبة «قتل الموهبة جنينا» بالفشل الذريع.. لم نجد غير الكذبة سابقة التجهيز.. الفنان «خالد النبوى» يمارس عادة سرية اسمها «التطبيع»!!

.. ثم يأتى الحديث عن نجم نجوم الملاعب المصرية والإفريقية «عماد متعب».. آخر عنقود الموهوبين – مع احترامى الكامل للنجم طاهر أبوزيد – فقد جاء ليملأ فراغا تركه الإعلامى حاليا – بكل معنى الكلمة – «طاهر أبو زيد» وسبق أن قلت عنه إنه آخر عنقود الموهوبين.. لم أكن أدرى أن مصر قادرة على إنجاب «محمد أبوتريكة» و«عماد متعب» و«أحمد حسن» و«عصام الحضرى» و«أحمد فتحى» و«عمرو زكى».. وغيرهم من الموهوبين الذين رفعوا راية مصر خفاقة بقيادة «إمام الموهوبين» حسن شحاتة. الحكاية أن عماد متعب قرر الذهاب إلى عالم الاحتراف فى الخارج.. تعاقد ليلعب مع ناد كبير فى بلجيكا.. فوجئت بخبر عن دعوى قضائية لمحام – لا أذكر اسمه – يطالب بإسقاط الجنسية المصرية عنه لأنه سيلعب مع لاعب كرة قدم إسرائيلى.. هذه ليست نكتة.. لكنها خبر نقلته صحف ساذجة وعبيطة!!

إذا قال «نجيب ساويرس» كلاما محترما.. فهو متهم بالتطبيع.. إذا نجح «خالد النبوى» نجاحا مدويا.. فهو متهم بالتطبيع.. إذا حاول «عماد متعب» الذهاب باسم مصر عاليا فى ملاعب كرة القدم.. فهو متهم بالتطبيع.. إذا أبدع مؤلف أو صحفى أو كاتب موهوب.. فهو متهم بالتطبيع.. تلك جريمة سابقة التجهيز يفجرها بالدخان والدموع فى وجهنا، كل قصار القامة وعديمى الموهبة. وبما أننى أرفض إسرائيل وأعتبرها كيانا مغتصبا جرؤت على القول إن بضاعتكم مغشوشة.. صراخكم لم نعد نسمعه.. أرقام الشيكات التى تقبضونها لدينا بيان بتفاصيلها.. لا يمكن أن يكون كل عاقل أو مبدع أو طموح فى هذا الوطن العظيم متهما بالتطبيع من أصحاب الصوت العالى والحنجرة التى لا تختلف عن صوت «الفوفوزيلا» التى تعكر صفو مونديال ٢٠١٠ فى جنوب إفريقيا. فيا أصحاب «الفوفوزيلا» المصرية نسألكم الخجل والصمت.. لا تعتقدوا أننا لا نسمعكم أو لا نفهمكم!!