طوّر باحثون في شركة "HP - هيوليت باكارد" الأمريكية العملاقة لصناعة الكمبيوتر والطابعات نوعاً جديداً من رقائق الذاكرة، تتمتع بإمكانيات عالية جدًّا تفوق قدرة رقائق الذاكرة (فلاش) في الاستخدام واسع النطاق، ويمكن أن تحاكي وظائف المخ البشري. وقالت الشركة مؤخّراً إنها تتوقع أن يتم طرح تلك النوعية من رقائق الذاكرة التي تعرف باسم "ميموريستور" في الأسواق في غضون ثلاث سنوات. وقال "آر ستانلي ويليامز" -مدير مختبر المعلومات والنظم الكمية: "إن الأجهزة الجديدة المصنوعة من مقاومات إلكترونية دقيقة سوف تمكّن من تطوير أجهزة الكمبيوتر كي تعمل إلى حد كبير مثل العقل البشري". وبالإضافة إلى فائدتها كوسائط للتخزين، يمكن أن تجري الرقائق الجديدة حسابات منطقية بما يسمح بأن يتم إنجاز الحسابات في أحد الأيام في الرقائق؛ حيث يتم تخزين البيانات فيها بدلاً من إجرائها بوحدة معالجة مركزية متخصصة. وأعلن في البداية علماء في شركة "HP" عن وجود ذاكرة ميموريستور عام 2008، وأصبح لديهم الآن تكنولوجيا متقدّمة إلى مدى يمكن عنده طرحها تجارياً في غضون عدة سنوات. كما صمم الباحثون هيكلاً جديداً يمكن من خلاله وضع عدة طبقات متعددة من ذاكرة ميموريستور فوق بعضها في شريحة واحدة. وقالت الشركة إن هذا التقدّم سوف يسمح لتصميم رقائق الكمبيوتر بأن يستمر في التطوّر بما يسمح بتصنيع أجهزة محمولة بذاكرة تبلغ عشر مرات الذاكرة المثبتة حالياً، وقدرة أعلى بكثير لأجهزة الكمبيوتر العملاقة وإجراء الأبحاث الجينية والوراثية بشكل أسرع بكثير عما يمكن إنجازه بالتكنولوجيات الحالية. وأضافت "HP" أن من الميزات الأخرى لهذا النوع الجديد من الذاكرة أنها تستهلك طاقة أقل عن الذاكرة (فلاش)، وتتمتع بقدرة على التخزين ما لا يقل عن ضعف حجم البيانات في المنطقة نفسها، كما يمكن لها أن تخزن المعلومات دون الحاجة إلى تيار كهربائي، وهي تتمتع بمناعة من الإشعاعات، وتستطيع أن تمكّن أجهزة الكمبيوتر من العمل والإغلاق مثل مفتاح الإضاءة.