خاض طلاب المرحلة الأولى من الثانوية العامة، وعددهم 400 ألف طالب اليوم، الاثنين، امتحانا فى مادة اللغة الإنجليزية وصفوه بـ "التعجيزى"، فبمجرد انتهاء الوقت المحدد للامتحان بدأ الطلاب والطالبات فى الصراخ والبكاء والعويل أمام اللجان التى شهدت بعضها إغماءات وانهيارات استلزمت تواجد سيارات الإسعاف أمامها، مثلما حدث فى لجنة "المنيرة الإعدادية بنين" المجاورة لوزارة التربية والتعليم التى يؤدى فيها طالبات مدرسة "السنية الثانوية بنات" امتحاناتهن.
وصف الطلاب والطالبات الامتحان بأنه تعجيزى وغير مباشر وغير متوقع، ولا يمكن لأى طالب حله كاملا حتى المتفوقين، وأكدوا أن أسئلة "القصة" و"الاختيار من متعدد" و"الترجمة إلى الإنجليزية" و"القطعة" كانت الأصعب فى الورقة الامتحانية، لأنها احتوت على جزئيات لم يدرسوها أما باقى الأسئلة فلم تخل من تعقيدات، وأضافوا أنهم بدءوا فى الإجابة عن الأسئلة بعد مرور 30 دقيقة على الأقل بسبب اكتشافهم صعوبة 80 % من الورقة الامتحانية.
وسيطرت حالة من الغضب الشديد على أولياء الأمور المتواجدين أمام لجنة "المنيرة الإعدادية بنين"، وانهار بعضهم بسبب رؤيتهم لأبنائهم، وهم يبكون من شدة صعوبة الامتحان، ودعا أولياء الأمور على الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، ووصفوا ما حدث بـ "المجزرة"، وأكدوا أن "بدر" بتغييره لمستوى الورقة الامتحانية، وفق رأيهم، سيتسبب فى ضياع مستقبل الطلاب، وقالت ولية أمر "حرام على الوزير اللى بيعمله فى ولادنا.. يا ريت يحل الامتحان بنفسه قبل ما الطلبة تحله"، قال ولى أمر الوزير: "منك لله يا زكى يا بدر .. دى مش وزارة الداخلية عشان يعمل فى الطلاب كده".
فيما أفاد عدد من الممتحنات من مدرسة السنية الثانوية بنات بأن زميلة لهن أصيبت بإغماءة مع بدء الامتحان، وأضفن أن سيارة إسعاف وصلت إلى اللجنة لنقلها إلى إحدى المستشفيات، فيما أوضح عدد من معلمى الإنجليزية أن الامتحان ملىء بالجزئيات الغامضة وغير المباشرة، وأكدن أن الزمن المحدد لحل الأسئلة لا يتناسب مع مستوى الورقة الامتحانية.
من جهته صرح مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم بأن المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى، التابع للوزارة، أعد لجنة من خبرائه لتقييم مستوى امتحان اللغة الإنجليزية بشكل عاجل وفورى، لبيان مدى صحة شكاوى الطلاب من الورقة الامتحانية.
وفى سياق متصل خلت لجان المرحلة الثانية من الثانوية العامة فى امتحان التفاضل والتكامل "رياضيات 2"، اليوم الاثنين، من الطلاب إلا من عدد ضئيل جدا لم يتعد الـ 5 داخل كل لجنة، وذلك بسبب حلول سنة الفراغ فى السنة النهائية للتعليم الثانوى هذا العام.
وأوضحت طالبات مدرسة السنية الثانوية بنات أن الامتحان احتوى على أسئلة متوسطة المستوى بنسبة 50 % وأخرى صعبة ومعقدة بالنسبة نفسها، خاصة السؤالين الرابع والخامس، حيث أكدت الطالبات أن الأخير تحديدا لم يرد له مثيل لا فى الكتاب المدرسى ولا فى نماذج التقويم، وأضفن أن الوقت المحدد للامتحان "ساعتين" لا يكفى للإجابة عن الأسئلة الأربعة التى طلب واضع الامتحان حلها.
وأكدت الطالبات أنهن عجزن عن فهم المطلوب حله فى السؤال الخامس، وتمنَّين ألا تأتى اختبارات باقى فروع المادة بهذا المستوى، كما أوضحن أنهن لم يستطعن مراجعة مقرر التفاضل والتكامل بسبب ضيق الوقت، حيث إنهن أديَّن يوم أمس، الأحد، امتحانا فى مادة اللغة العربية.
واشتكت الطالبات من عقد امتحان التفاضل والتكامل فى تمام الواحدة ظهرا وحتى الثالثة، وأكدن أن خوضهن الامتحان فى ظل حرارة الجو التى تسود فى مثل هذا التوقيت تؤدى إلى فقدهن التركيز وارتباكهن داخل اللجان التى وصفوها بأنها سيئة التهوية وغير مزودة بالمراوح.