سقوط الأقنعة
في كل يوم يمر يسقط قناع من أقنعة الفساد التي يلبسها المفسدون في الأرض، الهادمون لقيم الأمة، المروجون لفسادها، لبس تلك الأقنعة فن يجيده أولئك ليظهروا أمام الناس بمظهر الباكي على أحوال الأمة، الحريص على مصالحها، وبعد أن ينتهي من مهمته أو يفشل فيها، يُسقط القناع ليلبس قناعاً آخر جديداً ليبدأ مهمة جديدة.
. ويتوالى مسلسل لبس الأقنعة وسقوطها بطريقة سريعة منظمة يعجز العقل عن تفسيرها أو متابعتها إن لم يصاحبه نظر شرعي وقراءة في كتاب الله عزّ وجل، الذي يبين حقيقة النفاق والمنافقين في المجتمع المسلم، والذين يعيشون بين المسلمين بأجسادهم، وقلوبهم وعقولهم تعيش في عالم الكفر والضلال " وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ " وكل أفعالهم ضرب في الإسلام وفتٌّ في عضد المسلمين، وهم يدَّعون الإصلاح والحرص على مصلحة الأمة " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ".
هل سمعتم من أحد أنه يقول عن نفسه إنه يريد نشر الفساد؟! لا أحد يقول ذلك بلسانه، لكن أفعاله تخبر بذلك رغماً عنه، وما القناع الذي يلبسه إلاستار لوجهه القبيح حتى لا يراه الناس فينفروا منه.
إنَّ الدعوة المستعرة اليوم لتحرير المرأة ـ زعموا ـ تحمل من أنواع الفساد والإفساد ما لا يخفى على عاقلٍ مدركٍ لطبيعة الصراع بين الحق والباطل، ولكنه يخفى على الكثير من العامة بسبب الأقنعة التي يرتديها مروجو تلك الدعوة والذين تفننوا في صناعة تلك الأقنعة لتبدو مألوفة بل محببة للناس تدغدغ عواطفهم وتلامس حاجاتهم، فمن الأقنعة رفع الظلم عن المرأة.. إعطاء المرأة حقوقها.. تشغيل الرئة الثانية للمجتمع..
استغلال نصف المجتمع المعطل.. رفع الحرج عن المرأة عند شراء ملابسها.. إعطاء الثقة لفتياتنا.. منح الفرصة للفتاة للدفاع عن نفسها.. ويتم ختم كل تلك الأقنعة بديباجة لا يختلف عليها اثنان (وفق الضوابط الشرعية).. ما هي الضوابط الشرعية؟ وأين المرجعية لتلك الضوابط؟ ومن يتابع تنفيذها؟؟ أسئلة لا يستطيع الإجابة عليها سوى لابس ذلك القناع، ولكن بعد أن يُسقط قناعه ويظهر على حقيقته!!