زيف الحرية

الناقل : heba | المصدر : www.lahaonline.com

يوما بعد يوم يتضح زيف الحرية المزعومة لدى الغرب ويبدأ بمحاولاته لترميم الصورة المتهالكة وإعادة بناء أسوار الحصن المتصدعة التي اتخذها حجاباً للحافظ على مبادئ الحرية؛ حتى لا تخرج عن الإطار المقصود أو يستفيد منها مخالفوه.

إنّ الغرب أعلنها صراحة أنّ الحرب والمواجهة مع الإسلام أمر لا مفرّ منه، وأنّه العدو القادم.

وفي سبيله لكسب هذه الجولة بدأ الغرب يضحي بقيمه التي طالما تشبث بها وطالب غيره بالتحلي بها، وأصمّ الآذان وأعمى العيون بالدعاية لها ونشر التقارير السوداء ضد مخالفيه تارة باسم الأمم المتحدة وتارة باسم منظمات حقوق الإنسان، وتارة عن طريق الوسائل الإعلامية التي يديرها الغرب بصورة كبيرة دفتها على مستوى العالم.

 

إنهم يريدون حرية مفصلة حسب مقاس محدد لا تصلح لغيرهم إلا إذا غير قياساته هو ليكون مثلهم تماماً وإلا فلا.

من منع الحجاب في فرنسا إلى تدنيس القرآن الكريم، إلى نشر الصور المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، إلى منع المحجبات من التصويت أخيراً في كندا، تبدأ التشققات في الصورة البراقة المبهرة التي رسمها الغرب لنفسه طوال عقود، وتفشل عمليات الترميم والتجميل لتلك الصورة عبر المؤتمرات والندوات وغيرها في جمع شتات تلك الصورة.

 

وتبدأ أحجار أسوار الحصن المتصدع بالتساقط محدثة دوياً تعجز آلة الإعلام أن تغطي عليه أو تشوش على وجوده، فضلاً من استطاعتها إخفاءه أو إيجاد المبررات له ليجد الغرب نفسه في مأزق من التناقض بين الدعوة لمبادئ يقدمها وبين واقع يمارس الغرب فيه دوس تلك المقدسات. إذا كانت لا تصب في مصلحته أو خرجت عن المسار الذي يريده الغرب، أن يكون قائداً فيه وبقية العالم تابع له يميل معه حيث مال.

 

إنّ تكشّف هذا الزيف تجاه الحرية المزعومة يجعل العقلاء يفكرون بجدية تجاه حقيقة ما يريده الغرب من دعواته المتكررة للمسلمين.. والمسلم الفطن يعلم علم اليقين الذي لا شك فيه أنّ الغرب لم ولن يسعى يوماً لغير مصلحته، والله جلّ وعلا أصدق القائلين، حيث يقول:  }وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ {