السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، إخوانى وأخواتى فى الله الكرام أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم اليوم موعدنا مع زهرة غالية غُرست فى حقل الإسلام وسُقيت بماء الوحى الطاهر فنثرت عبيرها فى الآفاق على مدار الأيام والأعوام فكانت سيراتها ومازالت تطيب القلوب والاسماع بذكرها . هى من هى ؟ هى اسماء بنت ابى بكر – رضى الله عنهما - وتعالوا بنا نتعرف على هذة الشجرة التى جمعت المجد من أطرافه كلها هى شجرة ثابتة الأصول وأما فروعها فقد بلغت عنان السماء حتى عانقت كو كب الجوزاء . *فأما أبوها فهو خير من طلعت عليه الشمس بعد الأنبياء والمرسلين - إنه أول العشرة المبشرين بالجنة *وأما زوج أختها فهو سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله صلى الله علية وسلم *وأختها لأبيها هى أم المؤمنين عاشئة رضى الله عنها . *وجدها لأبيها - أبو قحافة – الذى اسلم ونال شرف الصحبة على الحبيب صلى الله علية وسلم *وأما عماتها الثلاث من الصحابيات وهن أم عامر وقريبة وأم فروة - بنات أبى قحافة *وأما زوجها فهو حوارى رسول الله صلى الله علية وسلم وابن عمته ( صفية بنت عبد لمطلب ) وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأول من سلَّ سيفاً فى سبيل الله إنه الزبير بن العوام رضى الله عنه . *وأما ابنها فهو عبدالله بن الزبير الذى كان علماً من أعلام العبادة والجهاد . *وأخوها الشقيق هو عبدالله أحد الصحابة النجباء *وأخوها لأبيها هو عبد الرحمن شقيق عائشة - وهو من الشجعان والرماه المذكورين ومن أجل ذلك قيل : لا يوجد فى اى بيت من بيوت الصحابة اربعة رأوا النبي صلى الله علية وسلم وكانوا كلهم صحابة وبعضهم ولد بعض إلا فى بيت ابى بكر الصديق ، فأسماء وأبوها وجدها وأبنها ابن الزبير اربعتهم صحابيون- رضى الله عنهم فكيف نصف هذة الشجرة المباركة التى خرجت أسماء من جذورها وعاشت بين اعضائها . كان ميلاد اسماء بنت أبى بكر بمكة قبل الهجرة النبوية بسبع وعشرين عاماً ونشأت فى بيت والدها الصديق الذى جمع خصال الخير كلها فكان افضل الناس بعد رسول الله صلى الله علية وسلم ، والدها أبو بكر الصديق الذى قال عنه رسول الله صلى الله علية وسلم ما لأحد عندنا يدٌ إلا وقد كافأناه بها إلا الصديق ، فإنه له عندنا يداً يكافئه الله بها يوم القيامة ، وما نفعنى مال أحد قط ما نفعنى مال أبى بكر ، ولو كت متخذاً من الناس خليلاً لأتخذت أبا بكر خليلاً ، ألا وإن صاحبكم خليل الله ( الترمذى 3662 ) عاشت أسماء فى بيت أبيها الصديق فتعلمت منه الأخلاق السامية ونشأت على حب الفضيلة فلما اشرقت شمس الإسلام على ارض الجزيرة كان أبوها أول من أسلم من الرجال ومن ثم فلقد اسلمت اسماء مبكراً وكانت من السابقات إلى الإسلام وكان رقمها فى سجل القافلة الإيمانية ( الثامن عشر ) فلم يسبقها إلى الإسلام إلا سبعة عشر مسلم ومسلمة فكانت بذلك من الذين قال الله تعالى عنهم: بسم الله الرحمن الرحيم (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) صدق الله العظيم (التوبة:100) وشاء الحق عز وجل أن يتزوج أسماء رجل من العشرة المبشرين بالجنة وهو الزبير بن العوام حوارى رسول الله صلى الله علية وسلم وكان فقيراً ولكن حسبة إنه مؤمن بالله جل وعلا . عن أسماء بنت أبى بكر الصديق - رضى الله عنا – قالت : تزوجت الزبير رضى الله عنه وما له فى الأرض مال ولا مملوك ولا شيئ غير فرسه ، قالت : فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته واسوسه و أدق النوى لناضحه وأعلفه واسقيه الماء وأخرز غربه وأعجن ولم أكن أُحسن أخبز فكان يخبز لى جارات من الأنصار وكن نسوة صدق . قالت : وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التى اقطعه رسول الله صلى الله علية وسلم على رأسى و هى التى على ثلثى فرسخ , قالت فجئت يوما و النوى على رأسى فلقيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه نفر من أصحابه فدعا لى : ثم قال إخ .. إخ ً [ يريد إناخة راحلته ] ليحملنى خلفه فاستحييت أن اسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته . قالت : وكان من أغير الناس . قالت : فعرف رسول الله صلى الله علية وسلم إنى قد إستحييت فمضى ، فجئت الزبير فقلت : لقينى رسول الله صلى الله علية وسلم وعلى رأسى النوى و معه نفر من أصحابه فأناخ لأركب معه ، فإستحييت وعرفت غيرتك ، فقال والله لحملك النوى كان أشد على َّ من ركوبك معه . قالت : حتى أرسل إلى َّ ابو بكر بعد ذلك بخادم ، فكفتنى سياسة الفرس فكأنما أعتقنى [ حياة الصحابة للكاند هلوى 2/691 ] إنتهى إلى هذا الحد النص الننقول من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله علية وسلم للشيخ محمود المصرى حفظه الله ولست هنا لأقول أن عائلة ابى بكر الصديق عائلة متفردة بإيمانها وحبها لله عز وجل وحب رسول الله صلى الله علية وسلم لأن هذا واضحاً جلياً لكل مبصر وأعمى ولا تخفى هذة الحقيقة الواضحة وضوح الشمس إلا على الحاقدين . ولست هنا أيضاً لأوضح منزلة السيدة اسماء رضوان الله عليها فلست أنا أهلاً لذلك وهى التى بلغت المجد والشرف والكرامة بإيمانها وأفعالها التى يعلمها الجميع . ولكنى فعلاً أحب فقط أن أعلق على بعض نقاط عامة *تزوجت أسماء من الزبير بن العوام رضوان الله عليهما وقد كان الزبير فقيراً بل لا يكاد يملك شيئاً إلا فرسه فقط ، وكانت اسماء أبنه أبو بكر رضى الله عنه الذى كان من أغنى أغنياء قريش. وذلك لأن العرب القدامى أدركوا أن العلاقات الزوجية تختلف كثيراً عن العلاقات التجارية وأن الرجل طالما مشهود له بدين وحسن خلق وشهامة وحسن معشر فلا يُرد . أما الذى يقول أو تقول أنها تبحث عن تأمين مستقبلها فهى تظن نفسها ماضية إلى علاقة تجارية بحتة . وكثيراً ما سمعنا عن فتيات أردن تأمين مستقبلهن فكانت العاقبة خسران مبين . *أسماء التى كان أبوها غنياً وتزوجت رجلاً فقيراً لم تأنف أن تخدم زوجها بل لم تأنف أن تخدم فرس زوجها وهذة واحدة من مميزات المرأة العربية الأصلية التى تعرف جيداً حق الزوج وتقدره و توقره و لا تقول لزوجها إن طلب منها أكله معينة : سورى فى بيت بابا أنا لم اكن أصنع الطعام ، لا أعرف *وأسماء بنت الرجل الغنى كانت تتفاخر بأنها تخدم فى بيتها حتى أنها تقول وتصف تأثير إهداء أبوها الخادم لها وتصف هذا التأثير بجملة عجيبة حقاً فتقول : فكأنما أعتقتنى هى تحكى عن خدمتها لزوجها وكأنما هى تفتخر بذلك فعلاً *أما الآن فلقد امتلأت بيوتنا بالخادمات من كل الجنسيات وأصبحت سيدة المنزل ورجل البيت يشترطان أن تكون الخادمة هندية أو فليبينية أو ..وطولها .. سنتيمتر وطول شعرها ..سنتيمتر ولون عينها .. وتتحدث عدد ..لغة و..و.. هذة الشروط العجيبة التى نسمع عنها و نقرأها لا تدل إلا على أننا صبحنا نهتم بأمور تافهة فارغة لا تؤخر ولا تقدم . وكم كنت أتمنى أن يكون من بين الشروط أن تكون مسلمة وحافظة لبعض كتاب الله عز وجل وبكل اسف تنازلت الأم عن أحلى ما تتمتع به من الأمومة الحانية الدافئة مع الصغار وحرمنا الصغار من مداعبة الآباء فخرج الصغار وكأنهم أفراخ مزارع فلا انتماء للبيت ولا يعرفون عن دينهم شيئاً بكل اسف . العالم كله يقوم بإعداد الأجيال ويخططون لهذا جيداً بل أنى منذ فترة قرأت خبراً أن انجلترا تفكر فى الحصول على كأس العالم فى كرة القدم عام .. لهذا اسندت مهمة إعداد الفريق لخبير فى الكرة وهذا الفريق مكون من أطفال يتم تدريبهم ليكونوا أبطال العالم فى كرة القدم مستقبلاً ونحن نترك اطفالنا لتربيتهم المربية الفليبينية . اين نحن من إعداد جيل جيل النصر المنشود . كنت أتمنى بشدة أن نُعِد جيلاً من الأطفال لتحرير القدس الشريف مثلاً ونأتى لهم بمدرب هو شيخ يحفظهم القرآن ويعرَّفهم ربهم عز وجل ليحملوا هم هذا الدين على غرار ما تفعلة إنجلترا للحصول على كاس العالم لكرة القدم . هل كاس العالم لكرة القدم أهم عند إنجلترا من تحرير القدس الشريف عندنا ؟؟ هو سؤال يبحث عن إجابة لدى العقلاء . *الأنصار وما أدراك ما الأنصار ...أشهد الله عز وجل أننى أحب الأنصار وأحفادهم حباً كبيراً . نساء الأنصار كن يساعدن السيدة اسماء لأنها كانت لا تحسن صنع الخبز . اين حقوق الجار اليوم ؟؟؟ اين الود بين المتجاورين ؟؟ وصفتهم السيدة اسماء بانهم نساء صدق اللهم اغفر وأرحم وأرضى عن الأنصار وأحفادهم وأعلموا يا أحفاد الأنصار أن لكم فى القلب مكانة عالية ومحبة فى الله كبيرة *وتعالوا الآن إلى نقطة هامة فعلاً . أن المرأة العربية تعرف جيداً أن الرجل العربى الشرقى يغار على زوجته غيره شديدة لهذا امتنعت اسماء رضى الله عنها عن الركوب خلف النبى صلى الله علية وسلم وهو وسط أصحابة الأطهار رغم كون أسماء هى أخت أم المؤمنين عائشة زوجة الرسول صلى الله علية وسلم و رغم الإرهاق والتعب الذى كانت تشعر به من حمل النوى من مكان بعيد نعم امتنعت حفاظاً على مشاعر زوجها الغيور أن المرأة سكن لزوجها ويجب عليها أن تراعى مشاعره بأن تحفظ نفسها وعرضها وتصون كرامة الزوج وهذة الصفات هى الأخلاق الفطرية للمرأة العربية الأصيلة وكذلك الزوج العربى غيور شديد الغيرة على أهل بيته وهذة حقيقة مؤكدة بل منقبة رائعة فى كل من هو عربى أصيل وهنا أحب أن أعرف فعلاً ما هى جنية النساء اللاواتى يظهرن فى قناة روتانا فى برنامج " ست الستات " وبغض النظر عن جنسياتهن فهن لا ينتمون إلى عالم الأمة العربية الشرقية المتحشمة بل ويحق لهم أن يسموا هذا البرنامج بآسم آخر واقترح أن يكون " أقذر الستات " هم يريدون فعلاً أن تفقد المرأة العربية حياءها ولكن هيهات لهم فالمرأة العربية بطبعها وفطرتها تميل إلى الحياء والخجل وصون نفسها وعرضها وهى ليست فاترينة عرض ليتفرج عليها المارون فى الشوارع . المرأة العربية محترمة مهذبه ذكية محتشمة دينها عندها أهم من أى شيئ آخر . أعترف أنى قد أطلت وربما أثقلت علكم فأعذرونى .