كل منا يحب أن يقال عنه إن شخصيته قوية ..ولكن ما هو المعنى الحقيقي لقوة الشخصية؟ البعض يعتبر قوة الشخصية بأنها القدرة على السيطرة على الآخرين .. فهل المدرس الذي يرتعد منه الطلبة ويضبط الفصل قوي الشخصية ؟ وهل كل من يفرض رأيه على الآخرين يعتبر قوي الشخصية ؟ الشخصية المسيطرة التي لا يرفض لها طلب لا تعتبر شخصية قوية ، فقد تكون السيطرة بالتخويف والإرهاب .. فالمدرس مثلا قد يضبط الفصل لأنه يهدد الطلبة ويضربهم وقد تجد نفس هذا المدرس يقف خائفا مرتعدا أمام المدير أو الوزير لذلك لا يمكن اعتباره قوي الشخصية. البعض الآخر يعتبر صاحب الشخصية القوية بأنه ذلك الذي يستطيع كسب المال أكثر من غيره ويصل بذلك إلى مكانة اجتماعية متميزة هذا التعريف يتهم الشرفاء بأنهم ضعاف الشخصية لذلك لا يمكن القبول به. والبعض يعتبر الشخصية القوية بأنها الشخصية التي تستطيع ان تتصرف بنجاح في المواقف المختلفة. والواقع ان التصرف الناجح قد يكون غير أخلاقي في بعض الأحيان فقد ينجح التاجر مثلا في تجارته نجاحا كبيرا بسبب اعتماده على الغش والكذب كوسيلة لتصريف تجارته ويصبح هذا التعريف غير مقبول .. فما هو إذن التعريف الصحيح؟ الشخصية القوية .. هي الشخصية التي تستمر في النمو والتطور فصاحب العقلية المتحجرة .. ضعيف الشخصية ومن لا يستفيد من وقته وصحته وإمكانياته .. ضعيف الشخصية ومن لا يعدل من سلوكه ويقلع عن أخطائه .. يكون أيضا ضعيف الشخصية قوة الشخصية تعني أيضا .. القدرة على الاختيار السليم .. والتمييز بين الخير والشر والصواب والخطأ .. وإدراك الواقع الحاضر .. وتوقع المستقبل .. فالنمو والتطوير شرطان أساسيان لكي تكون شخصيتك قوية ومثمرة في نفس الوقت. سمات الشخصية القوية الشخصية المتكاملة هي الشخصية السوية الموحدة المتزنة ، تتضمن تكامل الشخصية تفاعل سماتها بعضها مع بعض وتآزر بعضها مع بعض ، بحيث إن التغير في سمة من سماتها تنعكس على الشخصية بأكملها فيؤدي إلى تغييرها والتكامل يختلف عن مجرد التآزر شروط تكامل الشخصية : أ. ائتلاف سماتها بعضها مع بعض . ب. خلوها من الصراعات النفسية الشعورية واللاشعورية . ج. تناسق الدوافع المختلفة وتنظيمها على نحو يجنبها التصارع والتعارض . تحقيق هذه الشروط يقتضي وجود وراثة غير مثقلة بالمشكلات ، وتربية رشيدة في مرحلة الطفولة المبكرة ، وإرشادا دقيقا في مرحلة المراهقة ، ومثل الشخصية المتكاملة كمثل أسرة يتعاون أفرادها بعضهم مع بعض يحكمهم غرض واحد يوجه نشاطهم ويؤلف بين قلوبهم ، ومثل الشخصية المفككة كمثل فريق من لاعبي كرة القدم قام بينهم شجار فشغلهم عن الغرض الذي يلعبون من أجله فكانت العاقبة هي الفشل ، تكامل الشخصية ليس بالأمر السهل ، فهو كالصحة الجسمية التامة ، أمر لا وجود له . من علامات تكامل الشخصية : 1- انسجام الشخص مع غيره من الناس ، والمقدرة على عقد الصلات الاجتماعية بشكل مرض دون أي شعور بالاضطهاد أو شكوى من الآخرين ، ودون أن يزعجه النقد الموجه له منهم . 2- وحدة السلوك وثباته واستمراره . 3- القدرة على إحداث إصلاحات في البيئة المحيطة . 4- الاستقرار في حياته الأسرية ، وشعوره بالسعادة و الطمأنينة . غير متكامل الشخصية هو : 1- غير ثابت في عمله ومعاملاته ، متقلب المزاج . 2- سيء التوافق مع نفسه ومع الناس ، لا يستطيع التوفيق بين الماضي والحاضر والمستقبل 3- الانتقال السريع بين هذيان العظمة والشعور بالامتهان . ما الذي يفقد الإنسان ثقته بنفسه؟ الطفولة البائسة إذا نشأ الإنسان خائفاً في طفولته يظل كذلك طوال حياته ما لم يحاول أن يكسر حاجز الخوف، والخوف ينشأ من المعاملة المتسلطة للآباء وعدم احترامهم لطفولته الشعور بالنقص إنه الإحساس الداخلي الذي يملك الإنسان ويشعره بالقصور والنقص إزاء الآخرين فيفقد ثقته بنفسه تماماً التركيز على الآخرين مشكله كبيره انه يربط الإنسان حياته بالآخرين.. فهو بذلك يتخلى عن الاستقلالية.. والتخلي عن الاستقلالية يعني فقدان الثقة بالنفس المكاسب الوهمية في كثير من الأحيان قد يشعر الإنسان بأنه يحقق الكثير من المكاسب نتيجة عدم ثقته بنفسه فعدم الثقة بالنفس تعني السكون والانزواء وعدم المبادرة وتجنب انتقاد الآخرين والفشل..وهنا تجد حجتك الإغراق في المثالية أحياناً يتطلع الفرد إلى تأدية المهام المطلوبة منه على أكمل وجه وبأعلى درجة من المثالية وعندما يفشل في تحقيق هذا المستوى من المثالية يصاب بالإحباط وفي النهاية فقدان الثقة بالنفس الصورة الذهنية عندما يعتقد الإنسان انه لا يستطيع أن يقدم..وعندما يعتقد انه لا يستطيع أن يحقق النجاح الذي حققه الآخرون.. سوف يصبح كذلك بالفعل. لقد اصدر حكماً على نفسه بالفشل ومن ثم سيحصد الفشل التفسيرات الخاطئة هذا الخطأ يرتكبه معظمنا وذلك عندما نصف الشخص فاقد الثقة بنفسه بأنه مؤدب.. شديد الخجل .. عاطفي.. مسالم.. وفي المقابل قد نصف الشخص الواثق بنفسه بأنه مغرور أو أناني أو غير مؤدب أو إنه لا يحترم الآخرين