أستاذى العزيز.. شكرا

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : رندة أبوالعزم | المصدر : www.almasry-alyoum.com

حاولت الابتعاد عن السياسة والحراك والانتخابات والتوريث ومرشح الحزب الوطنى للرئاسة والاعتصامات والإضرابات.. وتسابقت مع الزمن لأتمكن من أن أفرغ من عملى فى التصوير والمونتاج واللحاق بنشرة الأخبار..

ونجحت أخيراً فى الوصول ولو متأخرة بعض الشىء لحضور حفل تكريم أستاذى العالم الكبير د. جورج سكانلون، حفل أعاد إلى ذكريات وحنيناً لأيام دراسة الماجستير فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى الفن والعمارة الإسلامية، حفل أقامه المجلس الأعلى للآثار فى لفتة هى الأولى من الطلبة المصريين والأجانب عن روعة الحضارة والفن الإسلامى.

مئات ممن تتلمذوا على يد العالم الكبير حضروا الحفل فى حب وشوق لسماع ورؤية هذا العالم الذى هو بحق لمن لا يعرفه حجة فى مجاله ولكل من يعرفه ترك أثراً فى حياته. «جميل أن تكرم فى حياتك وسط أحبائك وليس بعد رحيلك» جملة سمعتها تتكرر من الكثيرين. مرّ على لقائنا الأخير أكثر من عشر سنوات تساءلت بينى وبين نفسى هل سيتذكرنى أستاذى ذو الثمانية والثمانين عاماً وهو الأستاذ الذى تتعاقب عليه الأجيال والطلبة؟

نعم لقد كنت «كما أعتقد» إحدى تلميذاته النجيبات وعملت مساعدة له فى أحد الفصول الدراسية ولكنى لم أره منذ عقد من الزمان. دخلت الحفل متأخرة بعض الشىء كان يجلس فى الصف الأول رمقنى بنظرة فيها مزيج من الابتسام والعتاب وكأنه يقول لماذا تأخرت؟

جلست بصعوبة وسط حشد من تلاميذه لأستمع لكلمات من يكرمونه إلى أن حان الدور عليه.. وقفنا جميعاً بكل حب فى وصلة من التصفيق النابع من القلب وبدأ الأستاذ فى إلقاء كلمته. هنا توقفت عندما ذكر وبمنتهى التلقائية «أن أعظم حضارتين فى العالم هما الحضارة المصرية ذات السبعة آلاف عام والحضارة الصينية ذات الثمانية آلاف عام» جملة عندما نسمعها من البعض قد تكون جوفاء خاصة عندما تأتى ضمن تصريحات المسؤولين، ولكنه عندما ذكرها أحسست بمدى صدقه وإيمانه بهذه الحضارة العريقة.. ولكننى كدت أدمع عندما ذكر وبكل ثقة أن «مصر حتماً ستقوم وتنهض من كبوتها وقد يكون بعضكم ولد فى الزمن الخطأ».

نعم هو لم يتحدث صراحة فى السياسة ولكنه استلهم التاريخ ليتنبأ بالمستقبل ودلل على مقولته بما يحدث الآن من تقدم فى الصين. نعم حاولت الابتعاد عن السياسة ولكنها طاردتنى، فالتاريخ لكل من يدرسه بكل جوانبه من فن وآثار وحضارة سيجد أنه يعيد نفسه ما بين انحسار وانكسار تعقبه فترات مجد ورخاء..

هذا هو حال العالم الذى نجد أنفسنا الآن فيه مصريين وعرباً ومسلمين فى فترات انحساره وانكساره ولكنه مع كلمة هذا العالم الأمريكى المحب بل العاشق للفن الإسلامى ننتبه لما قد يغيب عن بعضنا ويعيد إلينا الأمل والثقة واليقين.. وشكراً لأستاذى العزيز.