صفه الإحتقار وطرق العلاج وتنمنيه الفكر والميول

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : MaNdOo | المصدر : www.mahlacity.com

 

 

 

 

انت تحتقر نفسك ؟؟؟؟؟!!!!!!! طيب تعالا هنا


"لستُ مهما".. "الناس لا تحبني".. "ما زلت على الهامش"..
"فلان أفضل مني".. "فلانة أقدر مني على كسب الأصدقاء"..


هل فكرت بمثل هذا من قبل؟.. وهل ترغب في الخلاص من أفكار كهذه؟


ماذا تتوقع مني إذن؟.. وما الذي جذبك في عنوان مقالتي لتقرأها؟
أتظن أن لدي عصا سحرية تخلصك من هذا الشعور؟.. أم أنني سأعطيك وصفة عجائبية تشفيك من اليأس والإحباط؟

سأصدُقك القول يا عزيزي، فلو كانت لدي هذه الوسائل لجمعت بها ثروة طائلة، بيد أني سأسألك بعض الأسئلة، وأغوص معك في أعماق خيالك، ثم أدعك وشأنك.

أخبرني الآن: لماذا تشعر بأن الناس لا تحبك؟
ألِعدم قدرتك على التواصل الناجح؟.. أم لشعورك ببعض الخجل؟
تذكر إذن أن قدرة الآخرين على الحديث ولفت الأنظار ليست حكراً عليهم، بل يمكنك أيضاً أن تدرب نفسك عليها، وأن تسبقهم إن ملكت العزيمة على ذلك.
خصص من وقتك ربع ساعة كل يوم للتحدث بصوت عال في خلوتك، وتخيل أنك تحادث الناس بطلاقة وانفتاح.
لا تفوت فرصة للنقاش والحوار، واحرص دائما على الإفادة من أخطائك بعد كل جلسة، فهذا أفضل من أن تقول كل مساء: "لا فائدة!.. فأنا لا أصلح".
تذكر أيضاً أن هناك حالات أكثر استعصاء وسوءاً من حالتك تم علاجها، وتمكن أصحابها من الخوض في غمار الحياة بنجاح.

عُد إلي الآن لأسألك من جديد: لمَ تشعر بأنك لست مهماً؟
ألأن فلانا أفضل منك في دراستك، أم لأن فلانة أكثر جمالاً منكِ؟
قد تكون محقاً، وقد تكونين أنت أيضاً محقة.. ولكن هل هذا هو كل شيء؟
أعدِمتَ يا صديقي كل مواهبك؟.. وهل نسيت يا أختي أنك لست جسداً فقط؟
ليغمض كل منكما عينيه، وليتفكر في نعم الله عليه، وليخجل من قلة شكره.
أعد ترتيب أفكارك الآن، واجعل هذه النعم على رأس القائمة، ثم ارسم شخصيتك من جديد.. وكُف عن الشكوى من فضلك!

أبقيَ في نفسك شيء؟
حسناً.. أغمض عينيك مجدداً، تأمل معي في هدوء، وابدأ بطرح الأسئلة.
ماذا كُنت قبل أن تولد؟.. كيف وُلدت؟.. لماذ وُلدت؟.. وإلى أين أنت ذاهب؟
دعني أساعدك..
أنت يا عزيزي لم تكن شيئا مذكورا، فخلق الله الكون من عدم، ثم شكّله وحسّنه وضبط موازينه في ملايين السنين حتى يتهيأ لاستقبالك.
ثم خلق آدم من قبضة قبضها من تراب الأرض، فخلقه في أحسن تقويم.
ثم نفخ فيه من روحه، فعجبت منه الملائكة ووقعت له سُجداً، وحسده إبليس حتى أقسم أن يصرف كل عمره وجهده في سبيل التضييق عليه.
وماذا بعد؟..
أخرجك خالق الكون من ظهر آدم وأنت كالذرّ فسألك: ألست بربك؟
قلت: بلى. وأخذ عليك العهد.
ثم نسي أبوك وأمك عهدهما للحظة، فنزلا إلى الأرض، موعودين بالعودة بعد حين.
ومرت آلاف السنين..
وأنت تتنقل في الأصلاب محفوظاً بعين الله.
حتى حانت ساعة نشأتك، فأمر الله ملائكته بنفخ الروح في جسدك.
وهيأ لك وعاء حصيناً في بطن أمك، يمدك بطعامك وشرابك، ويحمل عنك فضلاتك، ويقيك البرد والحر وكل ما قد يسيء إليك في سباتك.
ثم فتحت عينيك، وبدأت بالمشي والكلام، ورأيت الحب في عيون من حولك، وفي عين لا يأخذها النوم إذا نمت، ولا يشغلها عنك شاغل إذا جعت أو مرضت.

فماذا عنك الآن؟!..
أتظن أن هذه العين قد خذلتك؟
أنسيت أنك نمت آمنا ليلة أمس، وأنك لم تشغل بالك في طعام الغد؟
عُد وتأمل في خلقك، واتعظ بآيات الله التي في أعماقك.
تفكر في عجائب صنع هذا الجسد، وتذكر أنك تتقلب كل يوم في ما لا يحصى من النعم.

أتشكو خذلان الناس لك؟
تذكر أنك إن هنت في عيونهم، فأنت عند الله غال..
أنسيت أن لدمك ومالك وعرضك حرمةٌ، كحرمة بيت الله الحرام في شهره الحرام؟
أم نسيت أن زوال الدنيا أهون عند الله من أن يهدر دمك المقدس؟!

قد تشك في كل ما حولك، ولكنك لن تملك إلا أن تسلم بأنك موجود.
أنت كيان قائم بذاته.. لك اسمك، بصمتك، خريطة جيناتك، وعالمك المميز.
أنت خليفة هذه الأرض.
لك رزقك، مكانك الذي تشغله، وهواؤك الذي تستنشقه.
لك وجودك الذي لا ينازعك عليه أحد.

أنت خالدٌ.. شئت أم أبيت.
ومهما فُعل بجسدك واسمك ورزقك.. فلن يخرق أحد القدَر الذي كُتب لك.. ولن يمسك بسوء بعد انتهاء مهلتك على هذه الأرض.

ستعود قريبا إلى وطنك، وستأخذ حقك كاملاً.
ستخلد في عالم آخر، فاحرص على أن يكون خلودك في نعيم.
ستذكر هناك أنك مررت من هنا، فاجعلها ذكرى طيبة.

افتح عينيك الآن، وابدأ من جديد.