يستعد "أسطول الحرية" للتوجه إلى قطاع غزة اليوم رغم قرار إسرائيل بأنها ستعترض السفن المشاركة فيه وتمنع المتضامنين على متنها من الوصول للقطاع الذي تحاصرة بشدة منذ ثلاث سنوات.
وقال مراسل الجزيرة عباس ناصر، الموجود على متن إحدى سفن كسر الحصار قبالة شواطئ قبرص، إن قرار مغادرة الأسطول لغزة لم يتخذ بعد مشيرا إلى أن المنظمين عقدوا اجتماعا للتعامل مع السيناريوهات المتوقعة لتنفيذ إسرائيل تهديداتها بمنع القافلة الدولية من الوصول لوجهتها.
وأشار المراسل إلى أن القارب الذي يقل ستة من البرلمانيين الأوروبيين انضم للقافلة أمس بعد أن كانت السلطات القبرصية منعتهم من المغادرة عبر موانئها.
وأدان بيان صدر عن المتضامنين، الذين حاولت قبرص منعهم من المغادرة عبر موانئها، موقف الحكومة القبرصية الذي قالوا إنه ناتج عن ضغوط إسرائيلية، ووصفوا هذا القرار بأنه "خارج عن جميع الأطر القانونية".
وكان رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية المشرف على سفن الحرية قال للجزيرة أمس إن الانطلاق في اتجاه غزة سيكون اليوم الأحد ظهرا، والوصول إلى قبالة سواحل غزة صباح يوم الاثنين.
وأوضح أحمد أمين في مقابلة مع الجزيرة أن الأسطول سيصل ظهر الاثنين -حسب تقديره- وهي المرحلة التي وصفها بالحاسمة، حيث سيقابل هناك ما تتوعد به إسرائيل.
ولكنه أضاف "إسرائيل ربما تكون قد بدأت تراجع حساباتها" لأن الضغوط عليها ازدادت اليومين الأخيرين، وربما تتراجع عن ضرب السفن واعتقال من فيها. ونبه إلى أن المنظمين عرفوا من الإعلام أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يدعم الأسطول، وأنه طالب إسرائيل بعدم التدخل لمنعه من الوصول إلى هدفه.
وأكد مراسل الجزيرة على السفينة التركية المشاركة بالأسطول عثمان البتيري أن وصول السفن التي تشكل الأسطول قد اكتمل، وهي تستعد للانطلاق في اتجاه القطاع. وأشار إلى أن عدد السفن أصبح ست سفن بعد أن كانت ثماني سفن، ونبه إلى أن السفينة الإيرلندية التي كانت منتظرة لم تصل في النهاية.
إسرائيل تشوش من جهتها قالت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" إن بعض سفن أسطول "الحرية" تتعرّض بين الحين والآخر لمحاولات إسرائيلية للتشويش على عملية الاتصالات بينها، وهو ما يتفق مع ما قالته مصادر إسرائيلية من أن الجيش الإسرائيلي يعتزم التشويش على البث المباشر للسفن.
وأفاد العضو المؤسس في "الحملة الأوروبية" أمين أبو راشد بأن السلطات الإسرائيلية تحاول التشويش على وسائل الاتصال اللاسلكي الذي يستخدم بين السفن، وذلك في إطار تحركاتها الهادفة لمنع الأسطول من الوصول إلى هدفه. وقال إن ذلك يبدو محاولة من إسرائيل للتأثير على ممرات سير السفن المحددة مسبقا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الفنيين على متن السفن يحاولون تجاوز تلك الإشكاليات.وأعلنت إسرائيل مسبقا أنها لن تسمح بوصول السفن إلى قطاع غزة، وأقامت خياما في ميناء أسدود لنقل المتضامنين إليها بعد احتجاز سفنهم. وبحسب مراسل الجزيرة وليد العمري فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصيا أصدر أمرا صريحا إلى البحرية الإسرائيلية بمنع السفن من الوصول إلى القطاع. ولخص قائد البحرية الإسرائيلية إليعازر تشي ماروم ما أنيط بقوة الكوماندوز المعدة لقطع الطريق على السفن في عرض البحر، بقوله "لدينا مهمة علينا تنفيذها، وهي منع الأسطول من الوصول إلى قطاع غزة". وأعلنت إسرائيل السواحل المقابلة لغزة منطقة عسكرية مغلقة، وتعتزم نقل المتضامنين إلى ميناء أسدود تمهيدا لطردهم إلى بلادهم باعتبارهم مهاجرين غير شرعيين، واعتقال من يرفض التعريف بنفسه والتوقيع على تعهد بعدم العودة. واكتملت في غزة الاستعدادات لاستقبال الأسطول التي اطلع عليها رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، وقال بهذه المناسبة إن غزة على بعد لحظات تاريخية من كسر الحصار المفروض عليها من قبل إسرائيل. وأكد هنية أن "الحصار الذي فرض على القطاع بقرار دولي ظالم سيكسر الآن بقرار دولي عادل".