ساعات على انتخابات رئاسة الوفد، وحتى الآن، مفيش حد عارف مين الرئيس القادم.. طبعاً ده شىء طيب وكويس وابن حلال، ولكن خلّونا نعرف مين يكسب فى هذا الماراثون، أولاد الباشوات أم أولاد الأفندية.. بمعنى أبناء أباظة وعبدالنور ومكرم عبيد.. أم أبناء الأفندية، وأصحاب الجلاليب الزرقاء بقيادة سيدالبدوى.. لنصبح أمام طبعة جديدة من حزب الوفد، منقحة ومزيدة، ويستخلص معها «البدوى» الوفد للأبد، من القصر إلى الشعب.. أو يبقى أباظة ومن معه فى قصر البدراوى!
على أى حال، الاستعدادات فى «بولس حنا» على قدم وساق، لعل أهم مظهر حالياً هو حركة رجال الفراشة، الذين يستعدون لتجهيز السرادق الكبير، لاستقبال الهيئة الوفدية، ووسائل الإعلام.. هذا المشهد هو الذى يجعل الساعات أقرب إلى ثوان، تفصل بين منطقين وفكرين وحلمين.. ويا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش، إما أن يستمر «أباظة» لدورة جديدة، أو يأتى «البدوى» ويتسلم مقاليد الأمور، ويحكم الوفد فكر جديد يطوى صفحة الماضى بكل ما فيها!
جميل أننا لا نعرف مَنْ رئيس الوفد القادم بعد ٧٢ ساعة، الأجمل منه أن يستطيع الرئيس القادم الإجابة عن أسئلة كثيرة، أهمها: هل الوفد جزء من النظام، أم بديل قوى له؟. ثانياً: هل الوفد لديه مشروع متكامل للحكم، أم لا؟. ثالثاً: هل الفائز فى الانتخابات سيعمل مع أنصاره وحدهم، أم سيعمل مع الوفديين جميعاً؟. رابعاً: هل الانتخابات داخل الوفد تؤدى إلى حرب أهلية بالضرورة، أم هى تجربة ديمقراطية للوطن؟. خامساً: هل الصراع بين الطرفين قد ينعكس على الجريدة، أم سيبقى بعيداً؟!
وكما أن الرئيس القادم يجب أن يقوم مشروعه على خطتين، إحداهما طويلة الأجل تتعلق بالمستقبل، والأخرى قصيرة الأجل تتعلق بالهيكلة.. فلابد أن يجيب عن مجموعتين من الأسئلة: المجموعة الأولى ذكرنا جزءاً منها بعد الانتخابات، أما المجموعة الثانية فهى الآن، وليس بعد ذلك، لأنها قد تكون مؤشراً كبيراً على الفوز، منها أسئلة تتعلق بأباظة، وهى: لماذا حامت الشبهات حول الوفد فى الفترة الأخيرة، ولماذا ارتبط اسم الحزب العريق بالجمعيات الأهلية، والتمويل الأجنبى؟!. ثانياً: لماذا تراجعت نغمة التغيير أمام حركات كثيرة ظهرت مؤخراً، وما هو الثمن؟!
هناك فى الوقت نفسه أسئلة تتعلق بـ«البدوى» أهمها: لماذا اختفى من المسرح السياسى أربع سنوات، ثم ظهر الآن، وهو انسحاب لا يتناسب مع الدور السياسى الذى يتطلع إليه؟. ثانياً: كيف يتصرف مع النظام الحاكم إذا قرر التضييق عليه مستقبلاً، هل يقرر المقاومة أم يفضل الانسحاب؟، وسؤال أخير: لماذا يرى المتعاملون معه والمحيطون به سيطرة رأس المال على كل تحركاته؟!.. هذه أسئلة تحتاج إلى إجابات مقنعة، من المؤكد أن كلاً منها قد تعرض لها فى جولاته الانتخابية!
لو عرفنا إجابات واضحة عند الرجلين، اللذين يتصدران المشهد السياسى، سنعرف على الفور من هو رئيس الوفد، قبل يوم الجمعة القادم.. فهى انتخابات لا تتأثر بأمراض الانتخابات العامة، مثل البلطجة أو التزوير أو تدخل رأس المال، وإن كان البعض قد أبدى مخاوفه من هذه الناحية، سواء تدخل أموال الجمعيات عند أنصار أباظة، أو البيزنس عند أنصار البدوى.. وربما كان هذا تفسيراً لخطاب تردد فى الأيام الماضية، يخشى أن تتحول الانتخابات إلى حرب أهلية!
أخيراً.. الوعى، وليس المال، هو الذى سيحسم المعركة.. والهيئة الوفدية تستطيع تمييز الخطاب السياسى، من الرشوة الانتخابية، فتقول كلمتها عند الصندوق فقط، ولا يهم من يأتى، المهم أن يتجاوز أخطاء الماضى، سواء كانت سوء الإدارة، أو الانسحاب الكامل من الميدان!!