استقبل الرئيس حسني مبارك بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة أمس رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي يزور مصر في اطار جولة له في المنطقة ضمت المملكة العربية السعودية وسوريا والأردن بالاضافة إلي تركيا. وقال الحريري في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء أمس انه حرص علي لقاء الرئيس مبارك والاستماع إلي حكمته ورؤيته للاحداث في المنطقة وذلك قبل زيارة الحريري المرتقبة للولايات المتحدة الأمريكية. وقال ان الرئيس حسني مبارك أكد له دعم مصر للجهود اللبنانية لتحقيق الاستقرار خاصة بعد نجاح لبنان في تشكيل الحكومة الجديدة ومساندتها في مشروعات التنمية والاعمار كما استمع من الرئيس مبارك لتقييمه للموقف في منطقة الشرق الأوسط وجهود احياء عملية السلام في المنطقة وامكانية دفع المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصولا إلي تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يشمل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للفلسطينيين. وأكد رئيس الوزراء اللبناني انه ليس هناك حل في منطقة الشرق الأوسط الا بتحريك عملية السلام بشكل جدي مشيرا إلي وجود جهود في الوقت الراهن لاطلاق العملية باعتبارها الحل الوحيد للمشكلات التي تعانيها المنطقة. وطالب الحريري المجتمع الدولي والولايات المتحدة بشكل خاص بممارسة الضغط علي إسرائيل من أجل التوصل إلي حل سلمي يتضمن اقامة الدولة الفلسطينية وضمان حق العودة وان تكون القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة وفقا لقرارات الشرعية الدولية وأوضح الحريري انه استمع خلال اللقاء إلي آراء الرئيس مبارك الثاقبة وحكمته حول ضرورة استئناف عملية السلام في أسرع وقت ممكن لتجنيب المنطقة مخاطر العنف والارهاب وأشار الحريري إلي أن عملية السلام هي قرار استراتيجي من جانب دول المنطقة لتحقيق الأمن والاستقرار والمضي قدما في عملية التنمية من أجل صالح شعوبها. وردا علي سؤال حول المطالب اللبنانية التي سيحملها رئيس الوزراء اللبناني خلال زيارته المرتقبة إلي واشنطن قال الحريري ان السلام هو الوسيلة الوحيدة لكفالة الحماية للبنان والمنطقة العربية بأكملها موضحا ان عدم التوصل إلي حل سلمي يفتح الباب أمام قوي العنف والتطرف في المنطقة لاستغلال التعنت الإسرائيلي ورفضها المضي قدما في خيار السلام واشار إلي انه لو كان السلام قد تحقق منذ انعقاد مؤتمر مدريد قبل 20 عاما أو تحقق منذ عام 1996 الذي شهد قمة صانعي السلام لكانت الأمور قد اختلفت الآن وتحقق الأمن والاستقرار في كامل المنطقة ولكانت كل المشكلات قد وجدت طريقها للحل. وناشد الحريري المجتمع الدولي وكل الدول والقوي المحبة للسلام بأن تتضافر في مكافحة الارهاب وان تسعي لتحقيق السلام والاستقرار مثلما تجمعت تلك الدول لكي تتجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية مشيرا إلي أن هناك قضية مركزية للعرب والمسلمين وهي قضية فلسطين والقدس التي تشهد حاليا تهويدا لمعالمها والاستيلاء علي أراضيها كما طالب الحريري بايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وعودة الأراضي العربية المحتلة إلي أصحابها بما في ذلك الجولان لسوريا ومزارع شبعا في لبنان وان يتحقق السلام العادل وفق مباديء المبادرة العربية. واضاف الحريري ان زيارته إلي الولايات المتحدة تستهدف ايضا دعم العلاقات الثنائية بين أمريكا ولبنان كما انها ستتناول المساعدات الامريكية للاقتصاد والجيش اللبناني وكذلك المشروعات التي تدعمها واشنطن في لبنان إلي جانب جهود احياء عملية السلام. وردا علي سؤال حول موقف لبنان من المناورات العسكرية التي يجريها الجيش الإسرائيلي خلال الايام المقبلة قال الحريري انه ينبعي علي إسرائيل ان تخفف من مناوراتها وتطرح الأمور علي طاولة المفاوضات لتحقيق السلام مشيرا إلي أنه يري انه ليست هناك فائدة من المناورات العسكرية في هذا التوقيت وتساءل الحريري كيف يقوم الجانب الإسرائيلي بإجراء مناورات عسكرية في الوقت الذي تتواصل فيها الجهود لاحياء عمليةالسلام واضاف هل يمكن أن يتجه أحد إلي التفاوض مع الفلسطينيين بينما يجري في الوقت ذاته مناورات عسكرية؟! وردا علي سؤال حول قيام العديد من الوفود الأجنبية بزيارات إلي لبنان خلال الآونة الأخيرة قال الحريري ان هذه الزيارات كانت محددة مسبقا وهي تشير إلي تعافي لبنان ونجاحه في تشكيل حكومة وحدة وطنية مشيرا إلي أن هذه الوفود تزور ايضا الدول المجاورة مثل مصر والسعودية وسوريا في اطار جهود احياء عملية السلام. ورداً علي سؤال حول ما إذا كانت المباحثات مع الرئيس مبارك قد تطرقت إلي موضوع اخلاء منطقة الشرق الأوسط من الاسلحة النووية قال الحريري انه ناقش بالفعل هذه القضية مع الرئيس مبارك مؤكدا ان مصر ولبنان مهتمتان باخلاء المنطقة من السلاح النووي.