جدل في مصر بعد قرار الكنيسة نشر اللغة القبطية بين المسيحيين
الناقل :
elmasry
| المصدر :
www.moheet.com
القاهرة: ذكرت تقارير صحفية أن قرار الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بإحياء اللغة القبطية ونشرها بين المسيحيين، بعد قرون من اقتصار تداولها على رجال الدين فقط داخل الكنائس والأديرة، قد أثار جدلا واسعا ين القوى السياسية والدينية.
وانتشرت في أوساط الأقباط أخيراً منشورات دعائية تدعوهم إلى تعلم اللغة القبطية مجاناً ودون اشتراط مؤهل دراسي أو علمي محدد.
وبدا لافتاً الظهور المكثف لتلك المنشورات أمام أبواب الكنائس، وعلى جدرانها، لإعلان تدريس اللغة القبطية في أحد المعاهد المتخصصة في هذا المجال، الذي يتبع الكنيسة المصرية مباشرة، وتحظر الدراسة به لغير الأقباط.
كما انتشرت تلك الدعوة في عدد من المواقع الإلكترونية القبطية على شبكة الإنترنت، وتضمن بعضها أبواباً ثابتة لتعليم اللغة القبطية، ومن بين تلك المواقع موقع "الأقباط أحرار" وموقع "كنيسة مارجرس والعذراء".
ونقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن وكيل إدارة البطرخانة في الكاتدرائية المرقصية بالعباسية القمص سرجيوس سرجيوس، قوله: إن "تعلم اللغة القبطية له أهمية دينية للمواطن المسيحي".
الناشط السياسى القبطى جمال اسعد
واشار إلي أن "أجزاء كثيرة من الإنجيل مكتوبة بالقبطية، وتعليمها كنسياً يهدف إلى المشاركة في تلاوة المراسم والأناشيد الدينية القبطية".
وحول السماح لغير الأقباط بتعلم اللغة القبطية، قال سرجيوس: "إذا كان مسموحاً لطالب قبطي أن يتعلم في الأزهر، فستسمح الكنيسة لطالب مسلم أن يتعلم القبطية في معاهد الكنيسة".
وكشف سرجيوس عن افتتاح قسم خاص لتعليم اللغة القبطية بالجامعة الأميركية في مصر، يعمل على نطاق ضيق منذ سنوات قريبة من خلال تنظيم دورات تدريبية غير منتظمة لتعليم القبطية مجاناً.
في المقابل، قال المفكر القبطي العلماني وعضو مجلس الشعب السابق جمال أسعد إن التوجه الذي ذهب إليه سرجيوس خطأ، مؤكداً عدم وجود ارتباط بين اللغة القبطية والديانة المسيحية، وأن اللغة القبطية قديمة وتراثية، وهي ملك لكل المصريين من جميع الأديان.
وأضاف أن "تلاوة الصلوات بها في الكنائس في لحظة تاريخية سابقة لأنها كانت اللغة المستعملة وقتذاك لا يعني إبقاءها والتمسك بها، بل وإعادة إحيائها، رغم أنها لغة ميتة، ولا علاقة لها بالواقع حالياً، كما أن الصلوات تتلى بالعربية أيضاً".
د.رفيق حبيب
ويؤكد أسعد أن "الإصرار على تعليم القبطية بهذا الشكل المتعمد يُعد نوعاً من إظهار قوة دور الانفصاليين الأقباط الذين يدعون أن مصر قبطية وملك للمسيحيين، وأن العرب المسلمين غزاة، وهنا تصبح اللغة القبطية في تصورهم البديل للعربية والعمل على استدعاء التراث القبطي ليكون في مواجهة التراث العربي الإسلامي".
وتابع: إن ذلك "يؤدي إلى إحداث فرقة حقيقية داخل المجتمع المصري تمهيداً لتقسيم مصر"، مؤكداً أن "اللغة القبطية يجري تعليمها على نطاق واسع في كل كنائس مصر".
ويتفق معه المفكر القبطي رفيق حبيب، موضحاً أن "فكرة نشر تعليم القبطية ظهرت مع دعوات لاستعادة الهوية القبطية السابقة في محاولة لتمييز الجماعة القبطية عن كل المجتمع الإسلامي، إذ أرادوا أن يعتبروا أن اللغة العربية ليست هوية وإنما لغة لسانية، بينما اللغة القبطية هي الهوية".
وينفي حبيب أيضاً صلة اللغة القبطية بالروح الدينية المسيحية، مؤكداً أن "الكتاب المقدس حالياً متاح باللغة العربية واتجاه تعليم اللغة القبطية هكذا، قد يكون الهدف منه جعلها لغة تواصل بين المسيحيين الأقباط بعضهم مع بعض.
مؤكدا أن هذا التوجه سيؤدي إلى "إضعاف التواصل أكثر بينهم وبين المسلمين، مما يعني وجود قوميتين مختلفتين مستقبلاً وليس نسيجاً وطنياً واحداً".