المساعدة السيكولوجية للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : د. بديع عبد العزيز القشاعلة | المصدر : www.almostshar.com


المساعدة السيكولوجية للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة .

 

د. بديع عبد العزيز القشاعلة .

 

من هم الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة ؟


هم من فئة الأطفال الذين يحتاجون إلى معاملة وتربية خاصة وذلك من اجل الاستمرار في النمو والتقدم والتطور . يختلف هؤلاء الأطفال عن الأطفال الأسوياء في النواحي الجسدية , العقلية , المزاجية , الاجتماعية , إلى الدرجة التي تتطلب القيام بعمليات التأهيل الخاصة (عمر نصر الله 2002 ) .

إعاقات النمو وفقاً لفيجوتسكي .

مما لا شك فيه ان الكثير من العلماء والباحثين في مجال علم النفس تطرقوا إلى مجال نمو الأطفال في حالات السواء وحالات اللا سواء , كجان بياجية وجيزل وآخرون . الحقيقة ان هذه الابحاث كان لها الدور الكبير والهام في نمو وتطور العلوم السلوكية, وخاصة علم النفس النمو وعلم النفس الطفولي. عندما نذكر هذه الفئة من العلماء لا يمكننا ان ننسى ليف سيمونيفيتش فيجوتسكى العالم الروسي الذي كان له باع طويل في هذا المجال .


لقد ركز فيجوتسكي في ابحاثه على العامل الثقافي والاجتماعي في نمو الأطفال . وهو يشير إلى ان العامل الاجتماعي هام في عملية تطور الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة     (( I.I.mamaijuk 2001) .

لقد وضع فيجوتسكي نظرية مناقضة للنظرية البيولوجية في تلك المرحلة التي تشير إلى إن الأطفال ذوي الإعاقات في النمو يمرون في مراحل نمو خاصة , وهي تعتمد في اساسها على العوامل البيولوجية . فيجوتسكي يقول إن العامل الاجتماعي يؤثر على نمو الفئتين , وهو هام في عملية النمو النفسي والسلوكي . كما ويساهم في بناء النشاطات المعرفية .( I.I.mamaijuk 2001)

نظرة فيجوتسكي هذه جعلته يصنف فئة إعاقات النمو إلى مجموعتين :

1. مجموعة متعلقة بالعوامل البيولوجية . وذلك لكون أسباب الإعاقة تعود إلى جذور بيولوجية وفيزيولوجية (مثال : الإعاقة السمعية,البصرية,الحركية,أو تلف دماغي) .

2. مجموعة متعلقة بالأسباب الثقافية والبيئية .

يشير فيجوتسكي إلى عاملين هامين في تحديد اعاقات النمو:

- عامل الزمن الذي تحدث فيه الإعاقة . إن معظم إعاقات النمو تحدث في فترات الحمل او في الفترات الأولى بعد الميلاد.


- درجة الإعاقة ومدى تأثيرها على النشاطات المعرفية .

ان المساعدة السيكولوجية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تعتبر هامة جدا في عصرنا الحالي وهي جزئ لا يتجزأ من منظومة التصحيح والتعديل السلوكي .
ان مساعدة هؤلاء الأطفال تحتاج إلى الاخذ في الحسبان الامور التالية :


1. شكل الإعاقة ونوع الإعاقة .
2. درجة الذكاء .
3. الخصائص الانفعالية والعاطفية .

تشير البروفيسوره ايرينا ايفانوفنا مامتشوك من جامعة سانت بطرس بورغ في أبحاثها حول هذا الموضوع إلى ان اختيار نوعية المساعدة السيكولوجية الصحيحة يحتاج إلى مراعاة الفروق والخصائص الفردية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة,الأمر الذي يساعد اكثر على تنمية القدرات العقلية والمعرفية لديهم ( I.I.mamaijuk 2001) .


ان المساعدة السيكولوجية لهذه الفئة من الأطفال تقوم على مبدأ تعزيز الجوانب التالية: الجانب الاجتماعي , الاستقلالية ,الجانب الأخلاقي والمهارات المعرفية , والتي تلائم قدرات الطفل العقلية والجسمية .

إن المساعدة السيكولوجية ذات أشكال مختلفة ومتنوعة . هذا التنوع يتعلق بالأهداف التي يقوم عليها المختص ( المربي, الأخصائي النفسي, العامل الاجتماعي, الطبيب وغيرهم ) وكل شكل من هذه الإشكال يعتمد على نظريات مختلفة في مجال علم السلوك .

ترتكز المساعدة السيكولوجية لذوي الاحتياجات الخاصة على الجوانب التالية ( 2002 I.I.mamaijuk ):

1- توصيات لأطر تربوية وتعليمية ملائمة .


2- توصيات لبرامج وأساليب تعليمية وتربوية ملائمة .


3- توصيات للمراهقين بأطر مهنية ملائمة .


4- تحديد جاهزية الطفل للمدرسة وللتعليم ومعرفة أسباب التأخر الدراسي .


5- بناء برنامج علاجي سلوكي .

إن المساعدة السيكولوجية ليست حصراً على الأخصائيين النفسيين بل يساهم فيها أيضا عدد كبير من المختصين مثل : الأطباء النفسيين , أطباء الأعصاب , العاملين الاجتماعيين والمربين .

أشكال المساعدة السيكولوجية :

- الشكل التربوي , الذي يبنى على مساعدة ودعم الأهل في تعاملهم مع أطفالهم . وبناء الخطط والبرامج التربوية المشتركة .

- الشكل التشخيصي , والذي يقوم على عملية تشخيص الأطفال وإجراء تحليل شامل عن وضعهم , ويتضمن التشخيص عدة أخصائيين , تربويين , أطباء ونفسيين.

- الشكل الاجتماعي , والذي يقوم على مساعدة العائلات اجتماعيا كعملية التعارف بين العائلات التي لها أطفال ذوي احتياجات خاصة , تعريفهم بالجمعيات للحصول على المساعدة وأمور على هذا النحو .

- الشكل الطبي , ويتضمن المساعدة الطبية بكل أشكالها .

- الشكل النفسي , ويتضمن المساعدة النفسية والسلوكية , كتعديل السلوك والصحة النفسية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة .

ان هذه الفئة من الأطفال تحتاج من الاهتمام والرعاية , وعلى المسئولين التربويين والسياسيين توفير مؤسسات مختصة في التعامل معهم ومحاولة علاج الحالات التي يمكن علاجها مع إمكانية دمجهم في المجتمع .
 


هذا والله ولي التوفيق .