طهران: بعد مناورات بحرية ضخمة استمرت ثمانية أيام وصفتها إيران بأنها "إنذارا" لمن يريد المغامرة ضدها ، خرج رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحي بتهديد صريح للولايات المتحدة بالقضاء عليها إذا ما أقدمت على عملية عسكرية للقضاء على البرنامج النووي الإيراني. وقال صالحي في حوار لجريدة "الأهرام" المصرية "إننا نستبعد أن يجرؤ أحد على مهاجمة إيران ، ولكن إذا ما حدث ذلك ، فإيران مستعدة تماما ، فهي تعتبر أن التهديدات يمكن أن تتحقق، ونحن لسنا نائمين ، لكن أؤكد أن العواقب ليست سهلة ولا معلومة". وأضاف "إذا قامت أمريكا بأي هجوم سيكون هو آخر هجوم تقوم به في تاريخها، وقدرة إيران العسكرية ضخمة، لكن لا تتقارب مع أمريكا ، الا أنه إذا ضربت أمريكا إيران بوكس، ممكن تضربها طهران صفعة، وتكون الصفعة أقوى من البوكس!!"، على حد قوله. واستطرد صالحي بالقول "إيران مستهدفة سياسياً ، والولايات المتحدة تريد منها الدوران في فلكها، وإذا ما قبلنا ستقول لنا خذوا القنبلة النووية، أما مسألة الملف النووي، فهي وهم لا وجود له".
وأضاف" هم يؤكدون سعينا لتطوير صواريخ من الممكن في المستقبل أن تحمل قنبلة ذرية، وهذا شيء غريب، حقاً لأنه يؤسس لأمر مبني على النيات، وليس على الواقع، خاصة وأن جزءاً من الأزمة مرتبط بموقفنا من القضية الفلسطينية". وشدد صالحي على سلمية البرنامج النووي الايراني، قائلا" لدينا قناعة دينية تمنعنا من محاولة امتلاك القنبلة الذرية، فلقد حرم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي إنتاج القنبلة النووية أو تخزينها أو الاستفادة منها بأي شكل من الأشكال". وحول مبادلة اليورانيوم في أي دولة خارج إيران، قال: "نحن قدمنا عرضاً آخر بأن يتم التبادل على الأراضي الإيرانية، وتحديدا في جزيرة كيش، القريبة من الحدود الإيرانية ـ التركية، ولكنهم رفضوا". وبرر رفض طهران عرض تركيا باجراء المبادلة على ارضيها ، بالقول "إننا نخشى من تحويل دفة الأزمة مع الغرب الى محاولة أمريكية لإيجاد مشكلة مع تركيا، والدخول معها في مواجهة، وهذا ما لا نريده". وقال : "اذا وصلنا الي طريق مسدود، فسنقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 %، ولدينا القدرة على ذلك، وقد بدأنا، إلا أننا نفضل الاستيراد من الخارج لأن انتاجه داخلياً مكلف لنا، ونؤكد أنهم اذا وفروا لنا الوقود سنوقف التخصيب". ولفت المسئول الإيراني إلى أن طهران لن تتنازل عن برنامجها النووي ، قائلا "إذا كان الغرب متعقلاً، فسيقبل الاقتراحات الايرانية وتنتهي المشكلة". وختم صالحي أن "الغرب سيتفاهم حتماً مع إيران لأنها دولة قوية، ونحن الآن أقوى من ذي قبل، ولدينا قناعة واطمئنان بذلك، ولا يوجد أي حلول غير التفاهم". مغامرة خطيرة وكان وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي قال أمس الأربعاء ،في ختام مناورات استمرت ثمانية أيام في مياه الخليج العربي وبحر عمان ومضيق هرمز عرفت باسم الولاية 89، "هذه المناورات تمثل انذاراً جادا ا لكل من يريد ارتكاب مغامرة في المنطقة". وقال وحيدي نحن نعتقد أن الأمريكيين لهم من الحكمة ما يعصمهم من القيام بعمل طائش ضد الجمهورية" ، مضيفا "الا أن التهديد الامريكي باستخدام أسلحة نووية ضد ايران يعكس مدى التخبط الذي يعيشه رجال الادارة الامريكية". وقامت إيران خلال هذه المناورات باختبار مختلف الاسلحة "من بينها نسخة معدلة من صواريخ كروز الاستراتيجية"، خلال مناوراتها التي حضرها قادة عسكريون من سلطنة عمان وقطر والعراق. واختبرت ايضا نسخة معدلة لصاروخ "ساحل- بحر" متوسط من طراز "نور"، ويطلق من منصة متحركة ومن على متن السفن ويتمتع بدقته في اصابة الاهداف البحرية المتحركة والثابتة ، فضلا عن صواريخ "فجر خمسة" قصيرة المدى "ارض- بحر" يبلغ مداها 75 كيلومترا . كما اطلقت احدى الغواصات البحرية المشاركة "ولاول مرة"، طوربيدا في بحر عمان، يتميز بدقته الفائقة في اصابة الاهداف، بالاضافة الى سرعته وقدرته التدميرية الكبيرة. وتم اطلاق الطوربيد عبر نظام توجيه ذكي، ومن خلال غواصة من طراز كيلوكلاس. دون قيمة ومن جانبه ، قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في رسالة إلى القوى الكبرى "يجب أن تعلموا أن قراراتكم لا قيمة لها". وأضاف في خطاب أمام حشد في جنوب غرب إيران "إذا حسبتم أن في امكانكم من خلال إثارة ضجة ومن خلال الدعاية أن تجبرونا على التراجع فأنتم مخطئون. الأمة الإيرانية لن تتزحزح قيد أنملة عن موقفها." وأعلن أحمدي نجاد "نهاية الهيمنة الأميركية الشيطانية" ، قائلا" على القوات الأجنبية أن تغادر الشرق الأوسط وإلا تلقت "صفعة على وجهها". وكان الرئيس الإيراني يوجه حديثه إلى الدول الست الكبرى التي تناقش فرض المزيد من العقوبات الاوسع نطاقا على إيران.