كشف المحضر رقم "32 أحوال" قسم شرطة الساحل بالقاهرة، وتقرير طبى صادر عن أمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة، ومذكرة على مكتب وزير التربية والتعليم، عن وقوع حادثة عنف بمدرسة "جلال فهمى الثانوية الفنية المتقدمة" بشبرا، بطلها طالب، يدعى "مايكل سمير تامر سرياقوس"، قذف قالب طوب فى وجه زميله "مجدى يحيى معوض"، فأصابه بكسور فى الفك السفلى تحتاج إلى جراحة، فيما اتهم أولياء أمور طلاب بالمدرسة إدارتها بالتكتم على الواقعة خشية وقوع "فتنة طائفية"، واصفين المسئولين عنها بـ "المتسيبين".
سبب الاعتداء الذى وقع قبل 10 أيام، كما أفاد محضر الشرطة، هو رفض الطالب "مجدى" تمرير الكرة إلى "مايكل" أثناء حصة التربية الرياضية، الأمر الذى دفع الأخير إلى "سب الدين" للأول ثم قذفه بـ "قالب طوب" فى وجهه فأصابه، وفق المنصوص عليه بالتقرير الطبى لأمانة المراكز الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة، بكسر بالفك السفلى بالجهة اليسرى من الوجه يحتاج لتثبيت باستخدام شرائح معدنية ومسامير تحت "البنج الكلى" بإشراف من وحدة جراحة الوجه بمستشفى معهد ناصر. ولأن حساسية الواقعة تكمن فى أن أحد طرفيها مسيحى والآخر مسلم، قام والد الطالب المعتدى بتوقيع إقرار على نفسه يفيد باستعداده للتكفل بتكاليف علاج المعتدى عليه فى المكان الذى يختاره والده، ولكن بشرط أن يقر بعدم اتخاذ أى إجراءات قانونية تجاه ابنه، غير أن ولى أمر "مجدى" قال إن ولى أمر "مايكل" تراجع عن التكفل بنفقات العلاج بعد علمه بارتفاعها. ولى أمر الطالب "مجدى" اتهم إدارة مدرسة "جلال فهمى" بالاستهتار، وقال إن مدير المدرسة، ويدعى جمال فرج، لم يستدعِ سيارة إسعاف لنقل ابنه إلى المستشفى فور إصابته ولم يحرر محضر شرطة لإثبات الواقعة، حتى نقله معلم بالمدرسة، وهو ما أرجعه عدد من أولياء أمور الطلاب إلى تخوف إدارة المدرسة من وقوع فتنة طائفية، متهمين إياها بالإهمال فى الإشراف على الأنشطة الطلابية وعدم إنزال العقاب المناسب بالطالب المعتدى. "تساهل المدرسة فى التعامل مع الواقعة" أدى بولِّى الأمر إلى التقدم بمذكرة إلى مكتب الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، وبالفعل بدأت التحقيقات فى الواقعة، وإن لم تخطر الوزارة ولى الأمر بنتائجها للآن، وهو ما دفعه لمطالبة "بدر"، عبر "اليوم السابع"، بالتدخل لإعادة الانضباط إلى المدرسة ومعاقبة "مايكل" دون النظر لاعتباره مسيحيا مع صرف إعانة مالية له حتى يكمل علاج ابنه الذى يرقد الآن بمستشفى بمعهد ناصر. أزمة "مجدى" تتعدى مجرد إصابته بكسور، فهو لا يستطيع التوجه إلى المدرسة لخوض امتحانات نهاية العام التى تبدأ الاثنين المقبل، بسبب عدم تعافيه حتى الآن، غير أن ولى أمره يؤكد "حالته النفسية سيئة وهو متخوف من العودة للمدرسة حتى لا يتعرض للضرب مرة أخرى، لذلك أطلب من الوزير إنصافه، وأسأل إدارة المدرسة لو أن المعتدى عليه مسيحياً كانت ستتكتم على الأمر، وتكتفى بفصل صورى لعدة أيام للمعتدى؟". ويتابع ولى أمر الطالب "مدير المدرسة لم يقم بأى إجراء قانونى تجاه تشويه وجه ابنى، بل تمادى فى التعتيم ولم يتصل بالإسعاف لنجدته، وهذا إهمال متعمد هدفه الهروب من المسئولية"، فى حين يرد جمال فرج، مدير المدرسة، على هذه الاتهامات قائلاً: "ما نقدرش نفصل مايكل أكتر من أسبوع حرصا على مستقبله عشان يقدر يدخل الامتحانات"، غير أنه أوضح أن إدارة المدرسة قررت حجب نتيجة الطالب بالامتحانات حتى يصلها إخطار من إدارة الشئون القانونية بإدارة الساحل التعليمية بشأن العقوبة التى ستوقعها الوزارة عليه، مشددا على أن الحادثة وقعت فى ملعب المدرسة المتسع، وفق وصفه، وهو ما تسبب فى تأخر وصول المشرف الرياضى إلى الطالبين للفصل بينهما، ومضيفا أن التأمين الصحى سيتكفل بنفقات علاج الطالب الذى يلقى عناية المدرسة بدليل زيارة إدارته لها بالمستشفى، وفق قوله. غير أن الطالب "مجدى" قال لـ"اليوم السابع"، وهو على سرير المرض، أنه كان يلعب الكرة مع زملائه دون أدنى متابعة من معلمى المدرسة، وأضاف أن "مايكل" اعتدى عليه بقسوة، وأنه غير واثق من قدرته على خوض الامتحانات، ثم تابع "عايز وزير التعليم يجيبلى حقى من مايكل، لأنى ركبت 3 شرايح و6 مسامير بسببه ولسه محتاج عملية تجميل".