في حواره مع الأهرام الذي تنشره اليوم, وضع وزير الزراعة أمين أباظة نقاطا عديدة فوق حروف حائرة, وأجاب بمنتهي الشفافية عن كثير من التساؤلات, ولعل أهم ما سيخرج به القارئ من كلمات الوزير أن الزراعة المصرية بخير. ومن ثم فلا صحة لما يحلو للبعض ترديده عن تدهور أو انهيار أو غيرهما من الألفاظ الكبيرة, وعلي سبيل المثال رد الوزير علي القائلين بضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر من القمح, فأوضح أن ذلك أمر مكلف جدا, حيث إن الحفاظ علي نسبة الـ56% من الاكتفاء الذاتي الحالي للقمح يقتضي استصلاح450 ألف فدان سنويا, فكيف يمكن تحقيق ذلك؟ إن علينا ألا نعول كثيرا علي التصريحات الرنانة, والشعارات النارية التي لن تخدم أحدا! أما بالنسبة للحوم فقد جاءت كلمات الوزير مطمئنة ومبشرة, حيث أكد أن أسعار اللحوم البلدية ستتراجع خلال شهور, وأن الفزع المنتشر حاليا بين المواطنين لا مبرر له أبدا, وأن التجار الجشعين هم السبب في هذا المناخ سعيا منهم لمضاعفة مكاسبهم, وإذا عدنا إلي جذور مشكلة إنتاج اللحوم في مصر فسنجد أن عمرها يعود إلي ما قبل أربع سنوات من الآن( في عام2006), وذلك عندما أصيبت الثروة الحيوانية عندنا بالأمراض مما أدي إلي لجوء المزارعين إلي ذبح الحيوانات, لكن الآن, ومع بدء احتفاظ الفلاحين بحيواناتهم وعدم ذبحها فسوف تعود الثروة الحيوانية إلي ما كانت عليه, علي كل حال فإن من يقرأ كلمات الوزير أباظة فسيجد كلاما منطقيا يبشر بالأمل في الزراعة المصرية.