بدت لي فجأة وكأنها مكتوبة بلغة لا أعرف أبجدياتها, ناهيك عن معانيها ليس هذا فقط,بل أن أحداثا عدة جرت خلال الأيام القليلة الماضية وجدتها بالغة الغرابة وعدم المنطقية, وهو الشعور الذي لم ينتب أحدا غيري فمثلا وجدت نفسي أقرأ وأتابع كل ما يكتب ويجري عن الأجور وحدها الأدني, ومتوسطاتها, وحد الكفاف, والمفروض فيها, والمنطقي والواقعي دون أن أفهم كلمة واحدة فالدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الإقتصادية قال إنه بعد دراسات وأبحاث أجريت بين عامي2005 و2008, اتضح ان الحد الأدني للأجور لا ينبغي أن يزيد علي214 جنيها, لكن في ضوء معدلات التضخم وارتفاع الأسعار تم تحديده ب280 جنيها وهذا علي حد علمي المحدود يعني ان الأسرة المكونة مثلا من أربعة افراد( رغم أن متوسط عدد افراد الأسرة المصرية تتتت) وذات العائل الواحد سيكون نصيب الفرد فيها من هذا الدخل جنيهين و30 قرشا يوميا لكن الوزير قال أن الحد الأدني المناسب هو450 جنيها, وهو ما يعني أن نصيب الفرد في الأسرة ذات الأربعة افراد سيرتفع إلي حوالي ثلاثة جنيهات و70 قرشا يوميا وتمنيت أن يشرح الوزير كيف يكون مثل هذا المبلغ كافيا لطفل مثلا يذهب إلي المدرسة, فيحتاج إلي مواصلات وساندوتش, وربما يأخذ دور برد فيحتاج دواء, وقد تزوغ عيناه علي قطعة حلوي علي باب المدرسة, هذا غير ملابس المدرسة وحذائها ودروسها وأكله وشربه بقية اليوم؟ في الاسبوع نفسه, لم أفهم كذلك تكالب البرامج الفضائية علي عرض مقاطع من دماء كليب أو بشاعة كليب وهو الفيلم الذي تم تصويره بكاميرات موبايل وتحميله علي الإنترنت لتتعامل معه بعض الفضائيات كأنه سبق صحفي لها ولم أفهم قرار بث الفيلم الذي يحوي مشاهد غاية في البشاعة قد يختار المشاهد عدم متابعتها لو كان قد أبلغ مسبقا بأنه مقبل علي مشاهدة شيء بهذه البشاعة. لم أفهم كذلك الوعود التي قدمتها عناصر من الشرطة النسائية ـ التي والحق يقال حمت المتظاهرات يوم3 مايو في وسط القاهرة ـ بأن المتظاهرات لن يتم الاعتداء عليهن أو التحرش بهن! هل المفترض أن يتم الاعتداء علي المتظاهرات والتحرش بهن؟ أم ماذا؟ لم أفهم أيضا أن يتم إنهاء العام الدراسي فجأة ودون سابق إنذار في محافظة القاهرة بينما المناهج لم تنته, والمدرسون يصرخون لضيق الوقت اصلا, والتلاميذ متخمون بكم هائل من الدروس, والعام الدراسي غير عاد أصلا نظرا لظروف هوجة أنفلونزا الخنازير, ولكن يبدو ان كله يهون في سبيل انتخابات مجلس الشوري والسؤال أيهما فاجأ المسئولين بقدومه هكذا دون سابق إنذار: موعد الامتحانات أم موعد الانتخابات؟ كما عصلج مخي تماما وأبي ورفض أن يفهم لوغاريتمات قصة الفيلتين المتجاورتين في كينج مريوط في الإسكندرية وحكاية رؤوس الكلاب والحمير التي وجدت علي مقربة من المكان, وما قيل عن أن مالكي الفيلتين يحبان تربية الأسود لأنها ترفه عن أطفالهما وضيوفهما الذين يأتون لزيارتهم وزادت عدم قدرتي علي الفهم إزاء ما قاله أحد المالكين من أنه يضطر أحيانا إلي أن يحرم أسوده من وجبة إذا لم تمتثل لأوامره لها بأن تخفض صوت.. إحم.. زئيرها ولسبب ما تذكرت الكلبين القابعين أسفل البيت الذي أسكنه واللذين يسببان لي صداعا بشعا بسبب نباحهما المستمر ورغم أنني لم أفهم ماورد في الخبر الخاص بالأسود, لكني شعرت فجأة بامتنان تجاه الكلبين اللذين يكتفيان بالهوهوة( النباح) وليس الزئير. سؤال بريء أساله: هو ممكن أي حد يربي أسدا في بيته؟ برجاء لو تمكن أحدكم من فهم أي مما ورد آعلاه ان يراسلني علي. لم أفهم كذلك الوعود التي قدمتها عناصر من الشرطة النسائية ـ التي والحق يقال حمت المتظاهرات يوم3 مايو في وسط القاهرة ـ بأن المتظاهرات لن يتم الاعتداء عليهن أو التحرش بهن! هل المفترض أن يتم الاعتداء علي المتظاهرات والتحرش بهن؟ أم ماذا؟