أ. ولاء الشملول .
أطفالنا هم أعز ما لدينا وأهم شخصيات في حياتنا فهم هبة المولى - عز وجل - لمن يشاء من عباده..والطبيعي أن يُولد الأطفال بحالة صحية طبيعية صحيحة، ولكن أحيانا يُصاب الطفل بإعاقة ما تؤثر على حياته كلها، وحياة أسرته أيضاً، خاصة الأم التي ترعى هذا الطفل وتسعى بكل طاقتها لتحسن حالته، إلا أن بعض الأمهات ليس لديهن الوعي الكافي للتعامل مع ابنها المعاق الذي يحتاج إلى تعامل خاص، لأن لديه ظروف خاصة تستلزم الرعاية الخاصة والتعامل الخاص المختلف عن تعاملها مع بقية أطفالها... ونحن في هذا التقرير نفيدك بكيفية التعامل مع طفلك المعاق عزيزتي الأم:
ضغوط نفسية . تقول الدكتورة منى سند رئيسة وحدة الإعاقة العقلية والتدخل المبكر بمركز معوقات الطفولة بجامعة الأزهر: وجود طفل لديه إعاقة في الأسرة يؤدي إلى تراكم الضغوط النفسية على أفرادها خاصة الأم، ولذلك قام المركز بتنظيم دورة تدريبية لأمهات الأطفال المعاقين لتخفيف الضغوط النفسية عليهن. فقد ظهر في دراسة أعدتها الدكتورة منى أن 72% من أمهات الأطفال المعاقين يعانين من ضغوط أعلى من المعدل الاعتيادي، وترجع هذه الضغوط إلى مجموعتين من المشاكل هما : - مشاكل محورها الطفل حيث يتسبب الطفل الذي يعاني النشاط الزائد في إصابة 68% من الأمهات بالمعاناة، والطفل متقلب المزاج يسبب إصابة 56% من الأمهات بالمعاناة، أما الطفل اللحوح فيؤدي لإصابة 68% من الأمهات بالمعاناة. - مشاكل ناتجة عن ضغوط لوالديه وتمثل 80% مثل الإحساس بعدم الكفاءة كأم أو أب وتمثل 56%، والتعلق الزائد بالطفل والقلق عليه 100%، والإحساس بالاكتئاب 84%، والإحساس بالعزلة الاجتماعية 68%، وتوتر العلاقة من الزوج 52% واعتلال صحة الأم والأب 72%، وتضيف د. منى أن الأرقام السابقة توضح مدى المعاناة التي يواجهها الأمهات والآباء لهؤلاء الأطفال ذوي الإعاقات المختلفة من العديد من الضغوط الناشئة عن وجود طفل معاق في الأسرة وعدم معرفة الطرق الصحيحة للتعامل معه.
محاذير . والتقينا بالدكتور علي شوشان طبيب نفسي الذي يحذر أم الطفل المعاق من القيام بسلوكيات معينة مثل التجاهل أو تجنب التعامل معه ومحادثته أو أن تهمل الطفل المصاب بالإعاقة كما يجب عليها ألا تزيد من اهتمامها به فوق المعتاد أو تدلله بشكل فائق فيؤدي هذا إلى تكريس معنى لدي الطفل أن الإعاقة تحقق له مكاسب وفوائد فلا يعتمد على نفسه فلا تتحسن حالته.
كيف تتعاملين معه؟ وعن كيفية التعامل معه يقول الدكتور علي: يجب على الأم في هذه الحالة أن ترى احتياجات الطفل الخاصة لأنه يحتاج أمورا وأشياء لا يحتاجها طفلها الطبيعي الصحيح، فمثلاً قد يحتاج مدرب للقراءة بطريقة "برايل" لو كان كفيفاً أو يحتاج لعكاز أو متابعة الطبيب باستمرار أو يحتاج تغذية معينة. والأم بحاجة إلى تنسيق هذه الاحتياجات وتنظيمها وبحاجة إلى التعامل المتوازن مع ابنها المعاق بدون تقليل ولا تهويل ولا تهوين. وتحتاج الأم في تعاملها مع طفلها المعاق إلى متخصصين سواء للناحية العضوية أو النفسية لمعرفة ماذا يحدث للطفل نفسياً نتيجة الإصابة ومتابعة هذه الحالة مهم جداً، فالحالة النفسية لها تأثير أكيد على الحالة العضوية، والاهتمام بها مسألة مهمة لمتابعة الحالة العضوية وتحسينها، ويؤثر على أفراد الأسرة أيضاً.
كلمة أخيرة . وفي النهاية يجب الصبر على هذه الإعاقة لأنه قضاء الله - عز وجل - الذي يبتلي عباده ليكفر سيئاتهم ويغفر لهم ذنوبهم أو يعلي من درجاتهم، كما يجب محالة التخفيف عن الطفل باستمرار ليتقبل الأمر الواقع ويعرف أن الله خلقه بصورة مختلفة عن أقرانه لحكمة لديه، وأن حياتنا الدنيا قصيرة سرعان ما تنتهي وسيكتب الله له الجنة إذا صبر على هذا الأمر وتعامل مع حياته بصورة طبيعية. وحاولي عزيزتي الأم تذكيره بقصص العظماء الذين كانوا معاقين مثل الدكتور طه حسين الذي كان كفيفاً والذي كان أديباً مرموقاً وحصل على درجة الدكتوراه في الأدب رغم إعاقته ووصل لدرجة وزير المعارف المصرية باجتهاده وعلمه وصبره.
المصدر : لها أونلاين .