نيويورك (رويترز) - قالت السلطات الامريكية يوم الثلاثاء انه تم القاء القبض على أمريكي من أصل باكستاني تبين أنه قاد سيارة ملغومة الى ساحة تايمز سكوير في نيويورك في محاولة تفجير فاشلة مساء السبت الماضي في حين يواصل المحققون تتبع خيوط القضية. وقال مسؤولون محليون واتحاديون ان المشتبه به ويدعى فيصل شاه زاد اعتقل حوالي الساعة 11.45 مساء الاثنين (0345 اليوم بتوقيت جرينتش) في مطار جون اف. كنيدي الدولي في نيويورك بينما كان يحاول اعتلاء طائرة متجهة الى دبي. وقال وزير العدل الامريكي اريك هولدر في مؤتمر صحفي عقده في ساعة مبكرة يوم الثلاثاء "من الواضح أن النية وراء هذا العمل الارهابي كانت قتل أمريكيين." وجاء في بيان أصدره ممثل الادعاء بريت بارارا والضابط بمكتب التحقيقات الاتحادي جورج فنيزيلوس ومفوض شرطة نيويورك ريموند كيلي أن شاه زاد (30 عاما) سيمثل أمام المحكمة الاتحادية في مانهاتن في وقت لاحق يوم الثلاثاء لمواجهة اتهامات لدخوله تايمز سكوير بسيارة ملغومة مساء الاول من مايو ايار. وفي اسلام اباد قال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك لرويترز ان بلاده ستتعاون مع الولايات المتحدة في جمع معلومات عن الرجل وتقديمه للعدالة. ويعتقد أن شاه زاد اشترى السيارة الرباعية الدفع التي استخدمت في نقل العبوة الناسفة البدائية الصنع والتي اشتملت على وقود وألعاب نارية الى ساحة تايمز سكوير وهي من طراز نيسان باثفايندر انتاج 1993 . وجاءت محاولة التفجير الفاشلة في وقت امتلات فيه ساحة تايمز سكوير التي تشتهر بمسارحها ومتاجرها بالناس في ليلة سبت دافئة وكان يمكن أن تودي بحياة كثيرين ان هي نجحت. وقال مكتب التحقيقات الاتحادي في بيان يوم الثلاثاء ان السلطات فتشت منزل شاه زاد في بريدجبورت بولاية كونيتيكت باذن من المحكمة. ولم تقل متحدثة باسم المكتب ما الذي عثرت عليه السلطات. وقال هولدر "هذا التحقيق مستمر وكذلك محاولتنا جمع معلومات مفيدة ونواصل تتبع عدد من الخيوط." وتابع "من المهم أن يبقى الشعب الامريكي يقظا."
وبالنسبة لسكان نيويورك الذين عانوا من هجمات 11 سبتمبر أيلول التي نفذها مقاتلون من تنظيم القاعدة عام 2001 كانت محاولة التفجير الاخيرة بمثابة تذكير لهم بأن مدينتهم التي يعيش بها ثمانية ملايين نسمة تحت تهديد مستمر. وقالت مصادر أمنية لرويترز ان محاولة الهجوم ربما اشترك فيها أكثر من شخص وربما كانت لها خيوط دولية. وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان شاه زاد عاد في الفترة الاخيرة من زيارة لباكستان. وقالت حركة طالبان في باكستان يوم الاحد انها زرعت المتفجرات ثأرا لمقتل أكبر قائدين لتنظيم القاعدة في العراق وكذلك تدخل الولايات المتحدة في بلدان مسلمة. وعبر بعض المسؤولين عن تشككهم في صحة هذا الزعم لكن بروس ريدل المحلل السابق بوكالة المخابرات المركزية (سي.اي.ايه) الذي أشرف العام الماضي على مراجعة الادارة الامريكية للاستراتيجية القائمة في أفغانستان وباكستان حذر من اغفال امكانية قيام طالبان بدور. وقال قبل اعلان القبض على شاه زاد "لقد قالوا انهم يريدون الهجوم داخل الولايات المتحدة" مضيفا أن هناك "احتمالا قويا جدا" لضلوع "أمريكي من أصل باكستاني لم يسبق له تلغيم سيارة في حياته قط وانما جرى تلقينه كيفية فعل ذلك اما بالهاتف أو الانترنت." وباكستان حليف رئيسي للولايات المتحدة والدول الاخرى في حلف شمال الاطلسي التي تقاتل طالبان في أفغانستان لكن ينظر اليها أيضا على أنها ساحة لتدريب الاسلاميين المتشددين. ومحاولة تفجير السيارة الملغومة هي ثاني مؤامرة كبرى تستهدف مدينة نيويورك خلال تسعة شهور. فقد أقر المهاجر الافغاني نجيب الله زازاي بضلوعه في تدبير حملة تفجيرات انتحارية استهدفت شبكة مترو الانفاق في مانهاتن في سبتمبر أيلول الماضي. وأحبطت السلطات الامريكية الخطة قبل أن يتمكن زازاي وشركاؤه من تنفيذها. واعترف رجل اخر أفغاني المولد بضلوعه في الخطة. وقال هولدر "لن نركز خلال سير التحقيقات على مجرد الامساك بالمسؤولين عنها ( محاولة التفجير) وانما أيضا على الحصول على أي معلومات عن المنظمات الارهابية في الخارج."
وتشرف قوة المهمات المشتركة لمكافحة الارهاب التي تقودها وزارة العدل على مهمة تتبع الخيوط والمشتبه فيهم في حين عكف المحققون على التدقيق في تسجيلات كاميرات المراقبة والنظر في تفاصيل السيارة وأجزاء العبوة الناسفة. وكان باعة جائلون يبيعون قمصان (تي. شيرت) وحقائب قد نبهوا الشرطة مساء السبت الماضي الى دخان ينبعث من سيارة نيسان باثفايندر متوقفة ومحركها دائر وانوارها مضاءة بالقرب من مسرح في برودواي كانت تعرض فيه مسرحية "الاسد الملك" لوولت ديزني. والسيارة التي تحمل لوحات أخذت من سيارة توجد الان في ورشة تصليح في كونيتيكت كانت ممتلئة بغاز البروبان واسطوانات الغاز وعبوات البنزين وأسمدة وألعاب نارية وأجهزة لضبط الوقت. ووصف مايكل بلومبرج رئيس بلدية نيويورك محاولة التفجير الفاشلة بأنها أشبه بعمل الهواة لكن السلطات قالت انها كان يمكن أن تودي بحياة كثيرين لو انفجرت السيارة. من ميشيل نيكولز وجيريمي بيلوفسكي