ان تكون اسم ينضم إلى سجلات العالم كواحد من البشر هذا شيء عادي ولكن ان تكون اسماً مميزاً منفرداً مجرد أن يذكر تشير الاصابع إليك أنت شخصياً دون غيرك هذا غير عادي.
النشأة
البداية العملية لفورد
استمر فورد بالعمل في شركة أديسون للإضاءة لمدة ثمانية أعوام، هذا إلى جانب ولعه بعالم السيارات ورغبته في الابتكار والتطوير في هذا المجال، ولكن جاء بعد ذلك قرار فورد بالتفرغ لعشقه الأول تصنيع السيارات.
تأسيس شركة "فورد"
عقب محاولتين فاشلتين لتأسيس شركته، تمكن فورد من النجاح وقام بتأسيس شركة "فورد" عام 1903، وأصبح فورد نائب الرئيس ورئيس المهندسين بها، وبدأت الشركة نشاطها بتجميع عدد قليل من السيارات وكان العمل يتم على أساس أن تقوم مجموعة تضم اثنين أو ثلاث عمال بتجميع أجزاء السيارة سواء التي تم تصنيعها بالشركة أو التي تم جلبها من شركات أخرى.
وصدرت السيارة موديل A 1903، ثم توالى إنتاجه للسيارات والتي تركزت في خلال السنوات التالية في سيارات السباق والتي سجلت أرقام قياسية، حتى أنه قام هو بنفسه بقيادة بعض منها في عدد من السباقات.
السيارة موديل"T" تغزو الأسواق
جاء إنتاج السيارة موديل "T" بديترويت في الأول من أكتوبر عام 1908، هذه السيارة التي وضع فيها فورد حلمه في صنع سيارة بسعر معقول وسهولة في الاستخدام، ومع مجيء عام 1918 غزت السيارة موديل "T" الأسواق فأصبحت نصف السيارات التي تسير بشوارع أمريكا من هذا الموديل.
ولتلبية الطلب المتزايد على هذه السيارة قرر فورد افتتاح مصنع أكبر بهاي لاند بارك بولاية ميتشجان عام 1910، كما قام بدراسة مراحل تجميع السيارة والوقت المستغرق في ذلك، هذا في محاولة منه من أجل تحقيق المزيد من التطوير وابتكار وسيلة تؤدي إلى إنجاز العمل بالدقة المطلوبة وبالسرعة المناسبة، وبالفعل توصل فورد لفكرة مناسبة تحقق له ما سبق وقامت فكرة فورد على أساس أن يكون هناك "خط تجميع متحرك"، ويهدف من هذا الخط أن يمر هيكل السيارة على سير أمام عدد محدد من العمال المزودين بعدد من القطع والمطلوب منهم مهمة معينة وفي وقت محدد، وعندما تمر عليهم السيارة يقوم كل عامل بتنفيذ المهمة وتركيب الجزء المطلوب منه، وتم حساب الوقت المطلوب فيه تنفيذ المهمة بدقة عالية حتى يسير العمل بالشكل المطلوب، وتصل السيارة مجمعة في نهاية رحلتها على خط التجميع.
وقد حققت فكرة فورد الكثير من النجاح فبالفعل تم تقليل الزمن الذي يتم فيه تجميع السيارة مما أدى إلى خفض سعرها وجعلها في متناول الكثير من الأفراد من الطبقة العادية، كم أرتفع أجر العمالة لديه، ونافس فورد الشركات الأخرى بقوة بسبب فكرة "خط التجميع" والتي جعلته الأسرع في إنتاج السيارات والأقل في ساعات العمل.
حققت السيارة "موديل T" الكثير من الشهرة والتي أقبل الكثير من الأمريكيين على شرائها، فخلال التسعة عشر عام التالية لبداية إنتاجها، قامت فورد بإنتاج وبيع 15 مليون سيارة من هذا الموديل، والذي حقق الاستمرار والشهرة لفترة طويلة وذلك بعد البيتلز لشركة فولكس فاجن، واستمر فورد بإدخال بعض التعديلات والتطويرات على التصميم الأصلي للموديل "T".
طموح هنري فورد
لم يكتفي فورد بما وصل إليه وإنما رغب بالمزيد من التطور، فسعى من اجل خفض ثمن السيارة والاكتفاء الذاتي بتصنيع جميع أجزاء السيارة داخل شركته، ولتحقيق هذا الاكتفاء كان لابد من امتلاك مناجم للحديد ووسائل نقل كالسفن والسكك الحديدية ومصانع لتصنيع أجزاء السيارة من محرك وشاسيه وإطارات وغيرها، ومع قدوم عام 1920 أصبحت شركة "فورد" تملك مزارع مطاط في البرازيل, وأساطيل سفن, سكك حديد, ومناجم للفحم والحديد، وغيرها، وجاء عام 1925 وقد أصبح فورد ينتج عشرة ألاف سيارة خلال الـ 24 ساعة.
تعرض فورد لعدد من النزاعات مع المساهمين بالشركة، وذلك بسبب إصراره على إدارة الشركة بطريقته الخاصة هذا بالإضافة لخططه من اجل التوسع وتقليل سعر السيارة، إلى جانب نزاعاته مع نقابة العمال.
تراجع وهبوط استمر فورد في إنتاج السيارة موديل "T" وظل ينتج نفس الموديل بنفس اللون الأسود دون إحداث أي تطور، مما أنعكس سلباً على مبيعات سيارات فورد والتي بدأت في خسارة جزء من السوق لصالح شركة جنرال موتورز، وأصبحت سيارات فورد موديل "T" من الموديلات القديمة، التي لا تحقق تنافس إلى جانب السيارات الأخرى ذات الألوان المختلفة والإمكانيات الأكثر تطوراً. قرر هنري أن يتخذ خطوة جادة في التطوير وإنتاج موديل جديد وهذا ما حدث حيث قام بإغلاق شركة فورد لمدة خمسة أشهر ثم قدم السيارة موديل "A 1927" وحققت هذه السيارة نجاح متوسط، أعقب ذلك تقديم شركته لسيارة أخرى رخيصة الثمن ذات المحرك "V-8" عام 1932، واتجهت شركات فورد للتصنيع الحربي أثناء الحرب العالمية الثانية. وخلال الثلاثينات استمر الهبوط والتراجع في مبيعات فورد حتى أن بعض الأشخاص شككوا في قدرة هنري فورد الإدارية، وانتقلت إدارة الشركة إلى احد أحفاده عام 1945. في حياة فورد متحف هنري فورد بالإضافة لعشقه للميكانيكا والسيارات كانت لفورد مساهماته في الحياة السياسية والعامة، تقدم لانتخابات مجلس الشيوخ مرشحاً عن الديمقراطيين بولاية ميتشيجان في عام 1918 ولكنه لم يحقق الفوز، كان لفورد العديد من المساهمات الخيرية في الحياة العامة مثل "مؤسسة فورد" للمساهمة في المنح الخاصة بالأبحاث والتعليم والتطوير، وهي من اكبر المؤسسات في العالم وأصبحت هذه المؤسسة منظمة قومية عام 1950 وتوجد لها فروع في عدد من الدول الأخرى، كما قام فورد ببناء مستشفى "هنري فورد" في ديترويت بتكلفة 7 مليون دولار، وأصبح ناشر لمجلة ديربورن إيندبندنت، كما قام ببناء مدارس في مجالات مختلفة لتوفير خبرة تعليمية باستخدام تقنية التدريس الحديث, والتعليم من خلال المشاركة. كما قام فورد بإنشاء متحفين متحف "جرينفيلد فيلج"، ومتحف "هنري فورد" في ديربورن بولاية ميتشجان. في 13 يناير عام 1942 حصل هنري فورد على براءة اختراع لتصنيع سيارة ذات جسم من البلاستيك وزنها أقل 30% من السيارة المعدن. توفي هنري فورد عام 1947 وهو في الثالثة والثمانين من عمره، بعد أن جعل السيارة ليست وسيلة للرفاهية للرجل الغني فقط، ولكن وسيلة للتنقل والاستخدام من قبل الرجل العادي أيضاً.