الإعلام المصرى.. يسقط إلى الهاوية فى أحداث السودان!
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
احمد جلال
| المصدر :
www.korabia.com
احمد جلال
* «سيبوا الناس يفشوا غلهم من خلال الإعلام الخاص.. هم يملكون مساحة من الحرية لا يملكها التليفزيون الرسمى فدعوهم يخرجون شحنة الغضب الهادر لدى المواطنين».. هكذا صدمنا أنس الفقى وزير الإعلام تحت قبة مجلس الشعب أثناء مناقشة أحداث أم درمان وحين يتحدث مسئول حكومى من الطراز الرفيع بهذا الشكل فإننا بالتأكيد نكون أمام أزمة أعمق بكثير من تلك التى تفجرت على أرض السودان الشقيق ذلك لأن ما ذكره أنس الفقى يعنى مباشرة أننا أمام مجرد محاولات لتنفيس الغضب والاحتقان.. عبر كلمات رنانة فى وسائل الإعلام ثم تنتهى المكلمة إلى لا شيء!
وزير الإعلام المصرى يضرب لنا مثلاً جديداً يؤكد من خلاله أن حكومتنا الرشيدة عاجزة عن إدارة الأزمات.. عاجزة عن أن تستفيد من خبرات وإمكانيات علماء أجلاء فى مجالات شتى من أجل استعادة حقوق وكرامة المصريين التى أهدرت فى أحداث مباراة أم درمان وكذا على أرض الجزائر بعد انتهاء مباراة القاهرة بفوز مصر بهدفين للا شيء وإحالة بطاقة التأهل إلى مباراة فاصلة.
كنت أنتظر من أنس الفقى أن يعلن حالة الطوارئ ويستدعى رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط التى تعد المتحدث الرسمى باسم مصر من أجل التعرف على خططه فى كيفية مخاطبة وسائل الإعلام العالمية.. كنت أنتظر تحركاً سريعاً بعقد مؤتمر صحفى عالمى يكشف فيه القائم على إعلام الدولة إلى أى درجة امتهنت كرامة المصريين وتعرضت الاستثمارات المصرية للتخريب بسبب حملات الكراهية المتصاعدة التى كانت تبثها بعض وسائل الإعلام الجزائرية وسط صمت القبور الذى قرر النظام الجزائرى أن ينتهجه حيال ما يحدث للمصالح المصرية على أرضه.
لكن أنس الفقى لم يفعل.. واكتفى بتشجيع بعض أنصاف الإعلاميين على أن يهدروا حق مصر بحملاتهم الموتورة التى ظلت تسب وتشتم كل ما هو جزائرى وكأنها برامج تخاطب مجموعة من الصيع والبلطجية.. ولا أبالغ إذا قلت إن هؤلاء السطحيين قدموا أكبر خدمة للإعلام الجزائرى الذى نجح فى أن يستقطب الإعلام العالمى ويظهر الإعلام المصرى على أنه يشعل فتيل حرب الكراهية ضد بلادهم.
وإذا كان وزير الإعلام المصرى يفكر بهذه الطريقة.. فلا عجب إذن أن نرى الهيئة العامة للاستعلامات تغط فى سبات عميق ولا عجب أن نقرأ تقريراً مطولاً يشمل سطوراً تنم عن جهل مطبق تنشره وكالة أنباء الشرق الأوسط يزعم من خلاله كاتبه أن الفيفا يتحدى مصر وأنه استبدل لوائح التأهل ليحرم مصر من التأهل بهدف اعتبارى رغم أنه طبقها فى لقاءات الملحق الأوروبى وملحق أوقيانوسيا وآسيا.. ما يعنى أن «أخينا» الذى خط هذه السطور.. لا تبعد معلوماته عن كرة القدم معلوماتى عن القضاء.. لأن الفيفا أرسى هذه القواعد قبل بدء التصفيات.. ولم يبدلها فجأة ليحرم منتخب مصر مما أسماه حضرته تعنت الفيفا ضد مصر.
كيف يكون صوت وكالة الأنباء الرسمية الناطقة باسم مصر بهذه الضحالة؟.. وكيف يقتنع العالم وليس مجرد الفيفا فقط بأن هناك تجاوزات تعرض لها المصريون والأبواق التى تخاطبهم إما صامتة أو جاهلة أو تصرخ فى دائرة مغلقة بأسلوب غير لائق يستغله الآخرون فى تشويه صورتنا؟
وإذا كان الحال على المستوى الرسمى يدعو للأسى.. فإن التحرك المصرى على المستوى الكروى لا يقل عنه تسطيحاً فقد تعامل اتحاد الكرة مع كل ما جرى بجهل إدارى منقطع النظير.. كان يعلم أن هناك حالة تربص لكنه لم يضع كاميرا محمولة لتصوير أى أحداث قد تقع داخل الملعب أو فى أتوبيس اللاعبين.. رغم أنه كان حريصاً على وجود هذه الكاميرات فى مرات سابقة بدعوى الحقوق الحصرية للمنتخب وبما أنه لا توجد حقوق حصرية فى الوقت الحالى فلا داعى لهذه الكاميرا!!
وظلت السلبية هى شعار اتحاد الكرة طوال رحلة السودان تماما مثلما كان الأمر فى رحلة الجزائر خلال لقاء البليدة الذى فازت به الجزائر 3 / 1 .. وحين شعر أن الدنيا كلها من حوله تتحرك شن حملة تبرع ولو بفيديو من أجل مصر فى أسلوب لا ينم أبداً عن احترافية فى العمل الإدارى ولا أدرى كيف سيفرق اتحاد الكرة بين المستندات الصحيحة إن وجدت والمستندات المضروبة التى شاهدنا بعضها يبث على الهواء مباشرة من دون أى تدقيق مثل صورة إشهار الأسلحة البيضاء التى كانت فى مباراة محلية بالجزائر ولقطة حرق كتاب قيل إنه الإنجيل رغم أنه لم يكن كذلك.. ولكنها الهوجة التى جعلت كثيرين يتعاملون دون إعمال العقل.
الملف المصرى الموجه إلى الفيفا مجرد حقن مسكنة لن يؤدى إلى شيء وفى الأغلب سينتهى الأمر باعتماد صعود الجزائر وربما تكون العقوبات من نصيب مصر للأسف الشديد بسبب أحداث الأتوبيس الجزائرى التى استثمرها روراوة جيداً رغم أنه ليس عضواً بالفيفا.. أه بالمناسبة هل يدرك المسئولون فى مصر أن لدينا عضواً باللجنة التنفيذية اسمه هانى أبوريدة لم يقدم شيئاً يذكر فى هذه الأزمة!
* هنرى ميشيل راجل مبالغ فيه.. لكن إذا كان لكل شيء ضار أمر نافع، فإن هذا الرجل قد يكون مفيداً لمرضى هبوط ضغط الدم.. وينصح الأطباء المشجعين الزملكاوية الذين يعانون هبوطاً فى الضغط بمشاهدة مباريات فريقهم بالدورى المحلى لرفع الضغط أما هؤلاء المصابون بارتفاع فى الضغط فعليهم أن يرفعوا أكف الضراعة لله أن يلهمهم الصبر والسلوان وألا يشاهدوا مباريات الزمالك لحين رحيل هذا الميشيل أو تقديم الخديو عباس المتمسك به استقالته.. أيهما أقرب!
* وصلتنى هذه الرسالة من شاب جزائرى وأنشرها كما هى دون أى تدخل مني: «أنا جزائرى محب لمصر وأعتقد أن الفريق المصرى سيبقى الأفضل فى إفريقيا ونيابة عن شعب الجزائر الطيب أعتذر عما حدث للمصريين فى السودان ولا أبالغ لك يا سيدى إذا قلت إننى أكره عنصرين أشعلا الفتنة.. الأول أقصد به جريدة فى الجزائر «رفض ذكر اسمها» والثانى عمرو أديب لأنهما سبب تدنى العلاقة بين البلدين.. أنا أعمل فى أوراسكوم وأتمنى أن تستمر هذه الشركة العملاقة بيننا لأن الاستثمار العربى أفضل من الأجنبي».. هكذا قال شاب جزائرى.. وهكذا طالبت ألا نصف الشعب الجزائرى كله بأنه إرهابى ونسب ونلعن فيه كما فعل البعض.. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.