علاقةبين الزوجة واخت الزوج

الناقل : heba | المصدر : www.lahaonline.com

عندما نستمع لحكاوي زوجة فقدت السيطرة على مملكتها الذي طمحت إلى بنائها مع زوج يقدر الحياة الزوجية، فعملت جاهدة في سبيل التكيف مع عائلته، إلا أنه قد "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن" فتسير الأمور بشكل سيئ معهم، حيث تصطدم ببعض المواقف التي قد تقلب حياتها رأساً على عقبن فتحاول أخت الزوج إبداء سيطرتها والتدخل في حياة الأخ والتقليل من شأن شريكته،

 بينما تجاهد الزوجة لإبقاء العلاقة في مسارها الصحيح حتى تفقد السيطرة وتبدأ العدائية بينهما، من خلال هذا التحقيق، نحاول طرح قضية من منعطف مختلف تماماً عن المتعارف عليه، فالحماة دائماً هي الشخصية البارزة بالعديد من البحوث والتقارير، وهي متلازمة مع سيرنشُوب التوترات والخلافات وبالتالي الطلاق في بعض الأحيان، نازحين بذلك الدور الذي تلعبه أخت الزوج في الصراع الدائم تجاه الزوجة التي قد توازي أو تفوق الحماة، سنرى من خلال هذه السطور ماهية الخلل في العلاقة بينهما وكيفية إيجاد بيئة مترابطة بعيدة عن المشاحنات؟ وما دور الزوج (الأخ) في الحد من هذه النزاعات القائمة بين الطرفين؟

 

 

غيرة ظاهرة

علت الابتسامة وجه أم إبراهيم عندما عادت بذاكراتها سنوات إلى الوراء، حيث كانت تعيش وسط عائلة زوجها الذي يعد المعيل لإخوته بعد وفاة والديه، وتقول: قاسيت المرارة بمجرد دخولي حياتهم فلا أذكر أنني شعرت بفرحة العروس حتى شهر العسل لم أعرف له معنى في حياتي، وقد حملت بعد ثلاثة أشهر من زواجي وكنت أعاني من آلام الوحم، فتعمدت أخت زوجي الكبرى التي لم يرزقها الله بأطفال تجريحي قائلة: كيف لا تشعرين بالألم بينما تستحمين في اليوم عشر مرات.

 

حجج واهية

أم أحمد لم تنفك هي الأخرى من التسلط الذي حكم عليها من أخت زوجها وهي متزوجة وتسكن في بيت والديها ودائماً ما تعمل جاهدة على مضايقتها وإشعارها بأن الأمور دائماً تحت سيطرتها هي فقط... كما تحكي: ذات يوم كنت أتأهب للخروج مع زوجي للإفطار عند أهلي، فحمل لي زوجي حقيبة ابنتي ذات العامين بينما أنا أحملها وحال توديعهم لدى خروجنا قامت أخته بالاقتراب منا لتنزل الحقيبة من كتف زوجي قائلة: "عليك حمل ابنتك ودع الحقيبة لزوجتك، على الرغم من أن المسألة أسمى من ذلك فهو زوجي وعليه القيام ببعض الأمور لمساعدتي، وعندما ثرت على زوجي لكثرة تحملي تعمدها أذيتي حاولت هي بدورها إقناعه بعد عودتنا أن والدته - رحمها الله- ما كانت ستقبل أن يحمل ابنها الحقيبة في حياتها.

 

ضرورة حفظ الحقوق والواجبات

قد تخطت أخوات زوجي حدودهن، كما تقول أم سليمان، حيث تنصب الأفكار السلبية من أخت زوجي الكبرى لتطرق بها عقول أخواتها؛ فهي صاحبة تأثير قوي على الجميع؛ فقد نعتتني بالمستفزة، بينما كنت عروساً؛ لأني بوجهة نظرها أحاول التزين والظهور بمظهر جميل فقط لإغاظة أخواتها اللاتي لم يتزوجن بعد، ليس ذلك فحسب فلم يكن لي الحق في حرية التعبير عن تسمية أبنائي الاثنين فتارة اضطررت إلى إعطاء ابنتي اسم عمتها - رحمها الله- على أن أحظى بفرصة في المرة القادمة إلا أن الأمر لم يكن كذلك، فقد حملت بذكر وحاول زوجي إرضائي بشرائه لي خاتماً من الألماس ليسمي ابننا باسم والده - رحمه الله- فلم يكن أمامي خيار، إلا أن أكثر ما أزعجني تطفل إخوته في خصوصياتنا، حيث يتعمدون إغاظتي في تسمية ما أحمل في أحشائي دائماً وبطريقة الأمر، ومع أني لم أحمل للمرة الثالثة إلا أن الحديث ما زال وارداً على ألسنتهم استباقاً للأحداث، فلم أشعر تبعاً لذلك بلذة الإنجاب رغم أني رزقت بطفلين والحمد لله.

 

وما خفي كان أعظم

تروي أم هديل بتعجب كيف أن أخت زوجها لم تعد تتمالك نفسها حيث بدت الغيرة تأسرها بشكل أوضح مما سبق تقول: دائماً ما تحاول الأخت الكبرى لزوجي إشعار الجميع بأنني أحقد عليها ولا أحبها مع أن هذا يعكس شعورها تجاهي وبعد زواج ٍ دام خمسة أعوام بدت غيرتها تظهر لدرجة أنها تفوهت علي بألفاظ نابية أمام زوجي وذلك لأنه امتدحني أمامهم فصدم زوجي من ردة فعلها وعاتبها بعد انسحابي من الجلسة، وأيضاً في أحد الأيام جاءت زائرة إلى بيتهم وعندما سألت عمن أكون؟.. قالت لها إحداهن إني زوجة أخيهم فتعجبت الزائرة وذكرت أني صغيرة ولا يظهر علي أني أمٌ لطفلين، عندها ردت عليها الأخت الكبرى بقولها: "أنتِ تحبين مجاملة الناس كثيراً ورفع معنويات من أمامك" على الرغم أني ما زلت شابة - ولله الحمد- فقد تزوجت في الحادية والعشرين من عمري.

 

لابد من إتقان مهارات التعامل مع الزواج:

الخلل في العلاقة بين الزوجة وأخت الزوج هي قضية اجتماعية لها أبعادها المتشعبة وترى الدكتورة منى حجازي أخصائية علم نفس إكلينكي أن من أهم أسباب التوتر في العلاقة ما يلي:

- طريقة التنشئة والتركيبة الأسرية التي ربت فيه الزوجة وأخت الزوج وما مر على مسمعها (الزوجة) من افتعال أهل الزوج للمشكلات وتدخلهم في حياة الزوج، كذلك الخوف من زوجة الأخ على غرار ما يسمع من (أخذها للأولاد وإبعادهم عن بيت الجد والعمة، سيطرتها على الزوج وتنحيته بعيداً عن أهله... والكثير من الأمور المترسبة من خلال التربية التي على أساسها يتم التعامل.

- الغيرة النابعة من الشعور بفقدان شيء عزيز؛ فبعد أن كان هذا الأخ هو ملك لعائلته أصبح هناك شريكه، وقد يكون هذا الأخ يصرف من دخله على أخته إن كان بشكل مباشر أو غير مباشر، فاختلف الأمر بعد زواجه، وقد أصبح لديه التزامات أخرى، فتشعر الأخت أن هذه الزوجة امتصت حقاً من حقوقها.

 

- كذلك الغيرة ما بينهم قد تنجم في بداية دخول الزوجة بما أنها اندمجت مع أسرة جديدة، فهي تحاول التظاهر بأنها الأفضل، فإما أن تقبلوا بي أو لا؛ بمعنى أن هناك دائماً صراعاً في بداية الزواج خشية رفض أسرة الزوج لها، هذا الصراع يندرج تحته كثير من الأنماط فمثلاً:

• حديث الأهل أو الصديقات لها قبل الزواج حيث صاغوا حديثهم لها على أساس تنبيهها "لاتفسحي لهم المجال، لا تفعلي لهم كذا، كوني قوية.... عندها تدخل الزوجة بنية التسلط خشية من أهل الزوج.

• نمط الزوجة التي تريد كسب رضا أهل الزوج، فكلما أفرطت في ذلك بإعطائهم كل شيء تمادوا في السعي لتملكها والسيطرة عليها.

- غيرة الأخت الكبرى أو القريبة من عمر الزوج من هذه الزوجة فهي كانت تقدم له العديد من الأمور من أكل وشرب وضيافة أصدقائه.. وتجدها حتى ليلة الزفاف هي من تقوم بجميع المهام غير مدركة أن هذا آخر يومٍ لها، وقد أصبح لزوجته في المشاركة معه بالحياة أكثر من علاقتها بأخيها لتوكل هذه المهام لأخرى ويسحب البساط منها فتقيم الحرب الباردة مع الزوجة وذلك بإلقاء الأوامر والتوجيهات (البسي كذا، أخي يحب أن يأكل ويشرب كذا، عليك بتقديم الفطور له وووو.. قد تتحمل الزوجة ذلك خصوصاً في بداية الزواج؛ لشعورها بنوع من الخجل ومحاولتها كسب رضا الجميع إن كانت بسيطة وغير قوية كفاية، لكن بعد فترة لن تحتمل ذلك، فتندلع الحروب بينهم وتتفاقم المشكلة أكثر في حال كانت الزوجة تسكن مع أهل الزوج.

- معاملة أخت الزوج لأخيها كما كان يعامل قبل الزواج من الأخطاء الشائعة فهي لا تقدم أي اعتبار لدورة حياته الجديدة فيظل التوجيه والإرشاد والتدخل في كل كبيرة وصغيرة وذلك جراء الشعور بالغيرة فتبدأ الخصومة والمكيدة أحياناً مما يجعل له الأثر السيئ في نفس الزوج لشعوره بالضياع إما زوجتي أو أختي.

- أحد الأسباب ترجع لعدم فهم كلاً من الزوجة وأخت الزوج حقوقها وواجباتها ونطاق التدخل المسموح لهما به تجاه الزوج، فليس للزوجة الحق في منعه من زيارة أهله وحل مشكلاتهم واستقبالهم في بيته لأنهم جزء منه، بالمقابل على أخت الزوج أن تدرك وجوب عدم تخطي الخطوط الحمراء بتدخلها في كل كبيرة وصغيرة بحياته ولتفهم أنه انفصل بحياته منذ لحظة زواجه، بهذا سيكون الاحترام بينهم قائماً والحياة أفضل بكثير.

- وجود رواسب داخلية سابقة في حياة أخت الزوج من "اعتماد كلي على الأخ كأب لهم، طلاق، العنوسة، العقم، الشعور بالنقص وحب السيطرة".

تؤكد الدكتورة منى على ضرورة الالتحاق ببرامج تأهيل المقبلين على الزواج ليس فقط لتهيئتهم كيفية التعامل مع (الزوج، الزوجة) بل مع الزواج بشكل عام، وأنه من أهم الوصايا التي تقدم للمقبلين على الزواج من الشباب أنه "عليك قدر الإمكان تقدير حياتك الزوجية فلو أن لك قصراً وسط العائلة افصل عيشتك واترك عروسك تهنأ وتستمتع ببيتها ومملكتها الخاصة؛ فإشراكك أحداً في مملكتها يعد أحد أسباب نفورها وافتعالها للمشكلات.

وكثير ما تبدأ المشكلات من أخوات الزوج لأن المرأة عندما تتزوج تحاول جاهدة العمل على بناء حياتها، فلا يكون لديها أي خطط سالبة أو نفسية سيئة، فتصطدم ببعض الأمور والمواقف كالتي ذكرت في البداية.

ولنقسم أخوات الزوج لمجموعات:

• أخت الزوج الكبرى التي كثيراً ما تحاول السيطرة على الزوجة ومن واجب الاحترام يتقبل الزوج ذلك ويطيعها دائماً فتغتاظ الزوجة وتعتبر ذلك سيطرة منها عليه وبما أنها جديدة وسط العائلة، فهي تحاول توضيح الفرق بين مفهوم الاحترام والسيطرة للزوج خصوصاً إن كانت أخت الزوج قوية ومتسلطة.

• الأخت التي هي بعمر الزوجة دائماً ما ينتابها شعور بالغيرة من زوجة الأخ لطريقة لبسها وحديثها وصداقاتها لتقاربهما في السن.

• أما الأخت الصغرى فلا تشكل هاجس خطر على حق الزوجة لأنها تحاول دائماً كسب أخيها وطاعته لنيل حبه ورعايته فتتقرب بذلك أكثر من الزوجة.

موقف الزوج والزوجة:

إن لسلبية الزوج دوراً كبيراً في تفاقم المشكلة، فقد يفقد السيطرة على الطرفين (الزوجة وأخت الزوج) إن تهرب الزوج من مسؤولياته تجاههما وأرجأ حل النزاع لهما فيكون قد فتح لهما الأبواب ليفعلا ما يحلو لهما، وفي حال تدخله عليه مراعاة مسألة عدم التحيز للزوجة أو الأخت بحيث لا يفقد أحدهم، بل عليه إنصافهم متجاهلاً بذلك نوع الصلة التي تربطهم به وهو المستفيد دائماً من جعل العلاقة جيدة حتى لو اضطر إلى تقليل زيارات زوجته لأسرته فلما لا فهي أم أولاده والرابط بينهم فمن غير مصلحته أن يربي أبناءه على كره أهل الأب وعماتهم من خلال ما يرونه ويسمعون عنهم.

أما الزوجة فعليها محاولة الحفاظ على زوجها وعائلتها والتحكم في انفعالاته بمعنى عدم التكلم وقت الانفعال من موقفٍ ما وفتح الموضوع مع نفس الشخص عندما يكون الوضع أكثر هدوءًا ليكون الرد عقلانياً أكثر منه هجومياً والحديث عن سبب إثارة المشكلات كاستفسار، وإذا لم تجد الزوجة جواباً فإنه يكفيها إيصال رسالة تظهر تذمرها من هذا الموقف.