دوافع الخيانة الزوجية .

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : . طارق موسى | المصدر : www.almostshar.com


دوافع الخيانة الزوجية .

 

د. طارق موسى .

     


لقد حدد الدين الإسلامي للمجتمع وللعالم بيقين كامل لا يقبل للشك أن الحياة الزوجية أساسها المودة والرحمة، ودعائمها الأمن والأمان والإخلاص، والتضحية والوفاء، زوجان يسلم كلا منهما للآخر روحه وجسده وديعة، وأمانة، شرفه، وكرامته، وعرضه ليحافظ عليها

 

ويصونها، فالحياة الزوجية معنى مقدس له قداسته واحترامه، يفرض على الزوجين مسؤوليات، ويحدد لكل منها حقوقاً وواجبات لكي تظل لسنة الله في خلقه دوامها واستمرارها، ولكي تستمر عمارة الكون وفق ما أراد الله، قال تعالى : "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة". ( الروم :21 ).

ولقد حمى الله فراش الزوجية بما يضمن طهارته وعفته بما شرعه من حدود وأقره من عقاب رادعة لأولئك الذين تسول لهم نفوسهم المريضة إلى تحويله لفراش غرام أثيم، ولكن مع ذلك فالخيانة الزوجية تطارد بآثامها الحياة الزوجية لبعض الزيجات، مما قد يترتب عليها من جرائم القتل انتقاماً للشرف وصوناً للكرامة، ودفاعاً عن العرض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَن مات دون عرضه فهو شهيد".


وهذا يؤدي في النهاية إلى هدم كيان الأسرة، والشك في نسب الأبناء وتشريدهم، إضافة إلى العار الذي يلحق بهم ويؤرق حياتهم.

فجريمة الخيانة لا تقتصر آثارها على مرتكبيها، وإنما تمتد لتشمل أبرياء دون ذنب جنوه أو إثم ارتكبوه، والمندفع إلى الخيانة الزوجية رجلاً أو امرأة شخصية مريضة تحتاج للفحص والتشخيص والعلاج.


ومن هذا المنطلق تراودنا أسئلة عديدة ...

- ما الدافع الذي يدفع إلى ترك علاقة شرعية والاندفاع نحو علاقة محرمة ؟


- ما الدافع الذي يدفع الفرد إلى ترك الأمان والاندفاع نحو الخوف والقلق ؟


- وما الدوافع التي تكمن وراء ترك المكافأة والثواب والاندفاع وراء الإثم والعقاب ؟


- أي دافع يدفع الفرد إلى تحمل المخاطرة والمغامرة بالسمعة والكرامة والعرض والشرف؟ ومن أجل تجربة محكوم عليها بالفشل مسبقاً ؟


- لماذا يبيع الخائنون تاريخهم ومستقبلهم ومستقبل ذويهم ؟

ومن هنا نستعرض بعض الأسباب التي عرضها علماء النفس وراء الخيانة الزوجية، يرى (الدكتور محمد بيومي والدكتور مصطفى فهمي) الأسباب الآتية :

1 – أن يكون الخائن (الزوج أو الزوجة) قد فشل في تعلم الأسس الصحيحة للدين، فالأديان جميعاً باركت الزواج، واعتبره الدين الإسلامي أسمى العلاقات المقدسة التي ينبغي احترامها، واعتبره أيضاً (ميثاقاً غليظاً)، وينبغي احترامه وعدم خيانته، قال تعالى: "وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذنا منكم ميثاقاً غليظاً" ( النساء :21 ).


2 – الاعتقاد بأن شريك الحياة ليس هو الشخص المطلوب، ورؤية كل الأشخاص فضل منه .


3 – عدم التوافق النفسي والجنسي بين الزوجين .


4 – عدم القدرة على احتواء الشريك .


5 – تدخل الغرباء والأصدقاء في حياة الزوجين .


6 – التجارب الجنسية قبل الزواج .


7 – أصدقاء السوء .