عدنان أحمد كيفي .
قد نجد في النساء من ترهق زوجها، فتطالبه بخادمة وخادمتين مع قدرتها على القيام بشؤون البيت، واستغنائها عمن يخدمها، وسائق وسائقين.. وما يدعوها لذلك إلا حب المباهاة والمفاخرة والتقليد الأعمى. وهذا أحد المنغصات للحياة الزوجية السعيدة، لما فيه من كلفة على الزوج، وإدخال عنصر غريب لا حاجة له في البيت، وبقاء الزوجة في البيت بلا عمل يشغل بالها، ويولد في نفسها أعمالاً أخرى هي ثقل على كاهل الزوج لتملأ الفراغ الذي تحس به. نهى صلى الله عليه وآله وسلم الزوجة عن تكليف الزوج فوق طاقته فقال: (أيما امرأة أدخلت على زوجها في أمر النفقة وكلفته ما لا يطيق لا يقبل الله منها صرفاً ولا عدلاً إلا أن تتوب وترجع وتطلب منه طاقته). وما يقال للزوجة، يقال للزوج؛ إذ عليه ألا يكلفها فوق طاقتها، بل يجب أن يراعي قدرتها وطاقتها على العمل.
لا يجوز للمرأة أن تفعل شيئاً إلا بإذن زوجها بما في ذلك صيام التطوع.. فعن السيدة عائشة - رضي الله عنها - عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه). ولا تخرج من بيته إلا بإذنه.. قال صلى الله عليه وآله وسلم: (.. أن تطيعه ولا تعصيه، ولا تتصدّق من بيتها شيئاً إلا بإذنه، ولا تصوم تطوعاً إلا بإذنه، ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قنب، ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه). انظري إلى كلمة (زوجي هل تأذن لي؟) ما أجملها من كلمة تخرج من ثنايا شفتيك.. وهي قاعدة استوحتها أمك الأولى عائشة بنت الصديق وهي تخاطب زوجها وحبيبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اشتد عليها الخطب في حادثة الإفك ونزل بها ما لا تتحمله الجبال الشم (هل تأذن لي أن أمرض في بيت أبي)؟. رضا الزوج مُقدَّم على بر والدي الزوجة، ويفهم من الآية 15 من سورة لقمان {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} أي صحبتهما بالمعروف ولو كانا مشركين لا تقديمهما على الزوج. بينما على الرجل أن يؤثر رضا والديه على رضا زوجته وأولاده.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت). وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما استفاد امرؤ فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة، تسرّه إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله).
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حق الرجل على المرأة إنارة السراج وإصلاح الطعام وأن تستقبله عند باب بيتها فترحب به وأن تقدم إليه الطشت والمنديل وأن توضئه وألا تمنعه نفسها إلا من علة)، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لا تؤدي المرأة حق الله عز وجل حتى تؤدي حق زوجها). ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الزوجة عن الممارسات التي تؤدي إلى حدوث الخلافات فقال: (من شر نسائكم الذليلة في أهلها، العزيزة مع بعلها، العقيم الحقود، التي لا تتورع عن قبيح، المتبرجة إذا غاب عنها زوجها، الحصان معه إذا حضر، التي لا تسمع قوله، ولا تطيع أمره، فإذا خلا بها تمنعت تمنع الصعبة عند ركونها ولا تقبل له عذراً ولا تغفر له ذنباً).
نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن المنّ على الزوج فقال: (لو أن جميع ما في الأرض من ذهب وفضة حملته المرأة إلى بيت زوجها ثم ضربت على رأس زوجها يوماً من الأيام، تقول: من أنت؟ إنما المال مالي، حبط عملها ولو كانت من أعبد الناس؟ إلا أن تتوب وترجع وتعتذر إلى زوجها). وحذر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مواجهة الزوجة لزوجها بالكلام اللاذع المثير لأعصابه فقال: (أيما امرأة آذت زوجها بلسانها لم يقبل منها صرف ولا عدل ولا حسنة من عملها حتى ترضيه).
ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الهجران باعتباره مقدمة للانفصام وانقطاع العلاقات فقال: (أيما امرأة هجرت زوجها وهي ظالمة حشرت يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون في الدرك الأسفل من النار إلا أن تتوب وترجع). وفي الختام أود أن أؤكد أنه لا توجد في الدنيا امرأة عاقلة تنكث غزلها بيدها وتهدم بيتها وتشتت أسرتها مهما كانت الأسباب، كما لا يوجد في الدنيا رجل عاقل ينغص على أنثاه ويناصبها العداء ثم يلتحف معها في مضجعه في لحاف واحد وقلب واحد ومصير واحد ومستقبل واحد.. فإذا حصل ما يعكنن الحياة الزوجية المستقرة فعلينا أن نتأكد من عدم لف الشيطان معنا في اللحاف. والله المستعان.
المصدر : صحيفة الجزيرة ، العدد : 12155 .