حاولت أن أكون أنثى وأفعل ما تفعله النساء فأكون في الظاهر سيدة وجارية في الخفاء أمسح البلاط في النهار وأرقص له في المساء وأتحلى بصفات الأنثى فأكون الأولى في المكر والأولى في السحر والأولى في الدهاء حاولت أن أكون أنثى وأمثل كما تمثل النساء فتظاهرت بالخجل حين تكلموا عن الجنس والحب والرجال قصصت جناحي وكسرت رماحي ووافقتهم على أن المرأة بدون رجل كقطعة أرض جرداء مع أن الرجال ينسوننا في السراء ويذكروننا في الضراء حاولت أن أكون أنثى وأتواضع كما تتواضع النساء فأضعت هويتي وفقدت إلى حقيقتي أي إنتماء لبست عباءتهن شربت ماءهن وكل هذا لم يرضن كل هذا لم يكفني بل جعلني عطشى للحظة ارتواء حاولت أن أكون أنثى وأتنازل كما تتنازل النساء فرميت على نفسي أسيداً وعشت تحت إبطه ذبابة بالكاد تتنفس بعض الهواء وصرت صفراً على الشمال فهو في المقدمة وأنا يا ويلي صرت في الوراء حاولت أن أكون أنثى وأتجمل كما تتجمل النساء فطويت ديوان شعري وأسدلت له شعري لأبدو بأجمل شكل وأكمل بهاء عقدت لساني وشددت لجامي واشتريت بحريتي السكينة معه والهناء أدعيت الوداعة تظاهرت بالقناعة حتى اعتقد أني نسخة عن حواء حاولت أن أكون أنثى فدللته كما تفعل النساء فتوجته سلطاناً وألبسته مرجاناً وعينته على سفينتي رباناً حتى توهم أنه الأمل وكل الرجاء كبرته نفخته عبأته ملأته فعشق كرسي الحكم وصدق أني ككل الشرق لاأحلم بأكثر من زوج وبيت وأبناء حاولت أن أكون أنثى واحلم بما تحلم به النساء فحمدت الله على الستر وعلى ما أصابني من بلادة وجهالة وارتخاء فاعتذرت من الحلم ووضعته في فصل الخيبة الأخير فصل الإنتهاء فوالله حاولت أن أكون أنثى وأفكر كما تفكر النساء لكن البعد بيننا كبعد الأرض عن السماء فما استطعت أن أكون أنثى ولا حتى نسخة عن حواء فالشرق جاهز منذ بدء الخليقة لشن الحرب على المرأة وشن العداء فاعتذر منك طموحي واعتذر منكن معشر النساء فما استطعت أن أعيش مثلكن في الأرض ولا أن أمسك حلمي المعلق بالسماء قدري أن أكون امرأة ويا ويلي فأنا امرأة في شرق يعتبرني مواطنة من الدرجة الثانية فهذا ما قدر علي وهذا ما نص عليه الشرق والقضــــــــــــــــاء