مالي أسمع أجراس الكنائس ترن وصوت القرآن يعلو في حلق المآذن يئن وموج البحر يصيح كسكران كأنه جن مالي أحس بهزة تزلزل كرتي الأرضية وبفيضان حزن يغرق أعماقي وكل ما فيّ فيترك في الحقل الشوك ويقتلع الوردة الجورية فهل الملاك في الأرض محكوماً بأن يقتل على يد جنية ؟ مالي أرى الشرف ينعي رحيل أعز رجاله و الموت يسرق أتقياء الشرق ويترك جهاله والرصاصة لا تصيب من العالم إلا عزاله والدنيا تحتضن الأقزام وتدفن من الشرق جباله فاليوم مال الميزان يا عرب وتقطعت حباله فقد مات الصوفي هشام ابن الوجيه وحفيد الإمام فهل تحل يا عرب النبال مكان الحسام ؟ أم يستطيع الغراب أن يلبس ثوب الحمام ؟ فما عدت أخشى الخنجر بعد أن دفنت في صدري السهام فاقرأ يا شرق الفاتحة ونكس الأعلام الأرض تودع اليوم رجلاً من زمن الكرام وكأنها تقول بعلو صوتها على الدنيا من بعدك يا صوفي السلام فما عاد لنا يا فاطمة في هذا الزمان مقام فيوم لن نرى فيه أبونا بألف شهر وشهر لن نراه فيه بألف عام فكيف بالله عليك يا فاطمة سنحيا كيف سنداوي قلوبنا من ألم السقام ؟ كيف سننام ملء جفوننا وأبونا في سريره لا ينام فأجيبوني هيا يا أبناء هشام أم جفت الحروف في ثغركم وتبخر الكلام واستهويتم العزلة ودخلتم بإرادتكم دائرة الإعتصام فسدي النوافذ يا أمي والأبواب هيا سديها بإحكام لن نأمن الدنيا بعدما راح من الأنام هشام فيا مقابر الشرق اسمعي : مات أبي فقيام