حُلُم ثـان

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : عبد السلام مصباح | المصدر : www.arabicpoems.com

حُلُم ثـان
 
1-
 
أَحْلُمُ
 
أَحْلُمُ بِامْرَأَةٍ قَادِرَةٍ
 
أَنْ تَنْزِلَ مِـنْ بُرْجِ الْحُوتِ
 
مُعَمَّدَةً بِالْعُشْبِ
 
بِرَائِحَةِ الأَرْضِ
 
وَتُطْلِقَ صَرْخَتَهَا
 
فِي وَجْهِ الْبَحْرِ
 
وَفِي وَجْهِ قَبِيلَتِهَا
 
ثُمَّ تَمِيلُ إِلَى أَعْطَافي
 
لِتُؤَثِّثَ بِالْحُبِّ
 
وَبِالدِّفْءِ
 
أُنُوَثَتَها
 
وَنُبُوءَتَهَا .
 
2-
 
أَحِلَمُ
 
أَحْلَمُ بِامْرَأَةٍ قَادِرَةٍ
 
أَنْ تَتَشَعَّبَ كَالْغَيْمَةِ
 
فِي جَسَدي ،
 
أَنْ تَتَشَكَّلَ كَالَّلوْحَةِ
 
فِي أَوْرِدَتِي
 
وَشرَايِينِي ،
 
وَتَسِيحَ
 
تَسِيحَ كَنُورِ الرُّؤْيَةِ
 
فِي الْحَرْفِ
 
وَفِي الْقَلْبِ .
 
3-
 
أَحْلُمُ
 
أَحْلُمُ بِامْرَأَةٍ قَادِرَةٍ
 
أَنِ تَتَحَمَّلَ طَيْشِي
 
نَزَوَاتِي
 
وَحَمَاقَاتِي ،
 
أَنْ تَتَحَمَّلَ
 
كُلَّ جُنُونِ الشُّعَرَاءِ
 
وَكُلَّ جُنٌونِ الْعُشَّاقِ
 
وَلاَ تَنْفَعِلُ .
 
4-
 
أَحْلُمُ
 
أَحْلُمُ بِامْرَأَةٍ قَادِرَةٍ
 
أَنْ تَسْمَحَ لِلطِّفْلِ الرَّابِضِ
 
فِي أَعْمَاقِي
 
كَيْ يَقْفِزَ فَوْقَ عِبَادَاتِ الأَوْثَانِ
 
َوَفَوْقَ تَقَالِيدِ
 
وَعَادَاتِ الْمَرْأَةِ الشَّرْقِيَّة
 
أَنْ تَضْرِبَ عَرْضَ الْحَائِطِ
 
بِالأَعرَافِ الْمُنْدسَّةِ
 
تَحْتَ الْجلْدِ
 
وَتَحْتَ وَسَائِدِنَا
 
أَنْ تَعْبَثَ بِالتَّارِيخِ الْمَدْسوسِ
 
وَبِالْكُتُبِ الصَّفْرَاء
 
وَبِأَرْبَابِ الْوَثَنِيَّه .
 
5-
 
أَحْلُمُ
 
أَحْلُمُ بِامْرَأَةٍ قَادِرَةٍ
 
أَنْ تَرْسُمَ بُرْجَ الْحُوتِ
 
بِأَلْوَانِ الطَّيْفِ،
 
وَتُجَلْجِلٌ بِِالْحَرْفِ
 
وَبِالْحُبِّ
 
تَمَاثِيلَ الْقشِّ
 
وَتُدْخِلَنِـي مَرْعَاهَا
 
لِتُقَاسِمَنِـي الْعُشبَ الأَخْضَرَ
 
وَالْخُبْزَ الأَسْمَرَ
 
وَبَعْضَ التِّيـنِ
 
وَتُشارِكَنِي الْبَحْرَ الشَّاسعَ
 
وَالُّلغَـةَ الْمَوْشُومَةَ بِالشِّعْرِ
 
وَبِالْقُبُلاَتِ
 
وَبِالأَلَقِ .
 
6-
 
أَحْلُمُ
 
أَحْلُمُ بِامْرَأَةٍ قَادِرَةٍ
 
أَنْ تَتَجَدَّدَ عِشْقاً فِـي الْيَوْمِ
 
وَجُنُوناً فِي الَّليلِ
 
وَتَنْزِلَ ثَانِيَةً
 
عَشراً
 
أَلْفاً
 
مِنْ بُرْجِ الْحُوتِ
 
إِلَى بُرْجِ الْحَملِ
 
مُهَفْهَفَة
 
كَيْ تُلْبِسَنْي الطَّيْلَسانَ
 
وَتُجْلِسَنِـي فَوْقَ الْعَرْشِ
 
لأَحْكُمَ مَمَلَكَةَ الْعُشَّاقِ
 
وَمَمَلَكَةَ الشُّعَرَاءِ
 
حَتَّى آخِرَ نَبْضِ
 
فِي الْيَاءِ
 
وَحِينَ يُلاَمِسُنِي
 
يَسحَقُنِي الْجُرْحُ الأَخْضَرُ
 
وَالَحُزْنُ الأَخْضَرُ
 
تَسْتَقْبِلُنِي
 
كَالطِّفْلِ الْعَائِدِ
 
مِنْ حَجَرَاتٍ الدَّرْسِ
 
وَتُلْقِفَنِي ثَدْيَيْهَا الْمَعْجُونَينِ
 
بِرَائِحَةِ الأَرْضِ
 
بِدَمِ الشُّهَدَاءِ
 
وَنَبْضِ الشُّعَرَاءِ .
 
وَلاَ تَحْفَلْ .