الشيخ. أحمد عبداللطيف الكلحي .
قال تعالى : "وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم. إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم" إن الإسلام يهتم اهتماماً كبيراً باختيار الزوجة. ويطلب من الزوج التحري في اختيار الزوجة الصالحة. كما يطلب من الرجل أن يتحري الدقة في اختيار الزوج الصالح. والقرين المنشود لابنته دون تهاون في الأمر. وعندما يطلب الإسلام من والد الفتاة أو ولي أمرها ذلك التحري الدقيق فإنه يطلب لأنه في استطاعة الرجل إذا أساء اختيار الزوجة أن يستبدلها بأخرى دون أن يخسر. بعكس المرأة فإنه ليس باستطاعتها ذلك إلا بشق الأنفس. وان استطاعت فان خسارتها تكون أشد وأفدح. لذلك فإنها أحوج إلي دقة الاختيار من الرجل والاحتياط في حقها أوجب وأكرم. لذلك كان أوجب ما يجب علي الأب أو ولي الآمر أن يتوخي السيد الكريم الذي يكله زمام ابنته. والسيد الذي يحسن القوامة عليها ويراقب الله في حسن معاشرتها. إن من أهم مشكلات الزواج وصعوباته وانحلاله ناجم عن التسرع في اختيار شريك أو شريكة الحياة دون بحث وتدقيق. وكما سارع الشاب في انتقاء عروسه بمجرد سحره بجمالها. فوقع علي أم رأسه وقاسي الويلات.. وقل مثل تلك في الشابة المتسرعة! لهذا كله حضه الإسلام علي حسن اختيار الزوج أو الزوجة من ذوي الإخلاص والصلاح والدين والعفة والزوجة الصالحة هي أغلي كنز يعثر عليه المؤمن.. وفي سعيه لخيري الدنيا والآخرة .
فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما أنزلت "والذين يكنزون الذهب والفضة" انطلق عمر. وأتبع ثوبان- رضي الله عنهما- فأتي النبي صلي الله وعليه وسلم قال: يا نبي الله: إنه قد كبر علي أصحابك هذه الآية. فقال نبي الله صلي الله وعليه وسلم: "ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟.. المرأة الصالحة. التي اذا نظر اليها سرته. وإذا أمرها أطاعته. وإذا غاب عنها حفظته. وفي رواية أخري عن ثوبان رضي الله عنه.
ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا رسول الله: أي المال نتخذ؟ فقال صلي الله عليه وسلم: "ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً. ولساناً ذاكراً. وزوجة تعين أحدكم في أمر الآخرة". وقد جمع النبي صلي الله عليه وسلم في حديث شريف. أهم الأسباب المادية والزوجية التي يتحراها الناس في بحثهم عن الزوجة المنشودة فقال: "تنكح المرأة لأربع. لمالها وحسبها. ولجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك". سئل النبي صلي الله عليه وسلم أي النساء خير؟ فقال "التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله" وحدد عليه الصلاة والسلام صفة المرأة التي يجب ان يظفر بها المؤمن فقال:
"تنكح المرأة لأربع. لمالها ولحسبها. ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك"
ولقد أشار في الحديث إلي ما يفعله الناس في العادة. فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع. وآخر الخصال عندهم ذات الدين. فطالب عليه الصلاة والسلام ان يكون مطمع النظر في كل شيء. وبالذات فيما تطول صحبته الزواج ولهذا قال عليه السلام:
"لا تتزوجوا النساء لحسنهن فعسي حسنهن أن يرديهن ولا تتزوجهن لأموالهن فعسي أموالهن أن تطغيهن. ولكن تزوجهن علي الدين. ولأمة ذات دين أفضل " . وهكذا فالدنيا مليئة بالمتاع والزخرف. وبين المتاع والزخرف علي ذي الدين والمروءة ان يبحث عن المرأة الصالحة ويقول صلي الله عليه وسلم "إن الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.
المصدر : طريق الجنة .