أنواع الحياء

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : ابن القيم | المصدر : www.aldiwan.org


يذكر ابن القيم - رحمه الله – أن الحياء عشرة أوجه : حياء جناية ، وحياء تقصير ، وحياء إجلال ، وحياء كرم ، وحياء حشمة ، وحياء استحقار النفس ( استصغارها ) ، وحياء محبة ، وحياء عبودية ، وحياء شرف وعزة ، وحياء المستحيي من نفسه .

1- فأما حياء الجناية : فمنه حياء آدم –عليه السلام – لما فر هاربا من الجنة قال الله تعالى له : ( أفرارا مني يا آدم ؟) قال : لا يا رب . بل حياء منك .

2- وحياء التقصير : كحياء الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، فإذا كان يوم القيامة قالوا : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك .

3- وحياء الإجلال : وهو حياء المعرفة ، وعلى حسب معرفة العبد بربه يكون حياؤه منه .

4- وحياء الكرم : كحياء النبي صلى الله عليه وسلم من القوم الذين دعاهم إلى وليمة زينب ، وطولوا الجلوس عنده ، فقام واستحيا أن يقول لهم : انصرفوا .

5- وحياء الحشمة : كحياء علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – أن يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن المذي لمكان ابنته منه .

6- وحياء الاستحقار ، واستصغار النفس : كحياء العبد من ربه عز وجل حين يسأله حوائجه ، احتقارا لشأن نفسه ، واستصغارا لها ، وقد يكون لهذا النوع سببان :

أحدهما : استحقار السائل نفسه ، واستعظام ذنوبه وخطاياه .

الثاني : استعظام مسؤوله ( وهو الله عز وجل ) .

7- وأما حياء المحبة فهو حياء المحب من محبوبه ، حتى إنه إذا خطر على قلبه في غيبته هاج الحياء من قلبه ، وأحس به في وجهه ولا يدري ما سببه .

وكذلك يعرض للمحب عند ملاقاته محبوبه ومفاجأته له روعة شديدة ومن قولهم : ( جمال رائع ) ، وسبب هذا الحياء والروعة مما لا يعرفه أكثر الناس . فإذا فاجأ المحبوب محبوبه ، ورآه بغتة ، أحس القلب بهجوم سلطانه عليه فاعتراه روعة وخوف .

8- وأما حياء العبودية : فهو حياء ممتزج من محبة وخوف ، ومشاهدة عدم صلاح عبوديته لمعبوده ، وأن قدره أعلى وأجل منها ، فعبوديته له توجب استحياءه منه لا محالة .

9- وأما حياء الشرف والعزة : فحياء النفس العظيمة الكبيرة إذا صدر منها ما هو دون قدرها من بذل أو عطاء أو إحسان ، فإنه يستحيي مع بذله حياء شرف نفس وعزة .

10- حياء المرء من نفسه : فهو حياء النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة من رضاها لنفسها بالنقص ، وقناعتها بالدون . فيجد نفسه مستحييا من نفسه ، حتى كأن له نفسين ، يستحيي بإحداها من الأخرى ، وهذا أكمل ما يكون من الحياء ، فإن العبد إذا استحيا من نفسه فهو بأن يستحيي من غيره أجدر .