هشام و أبو النجم

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : Assma Abarrahou‎ | المصدر : www.facebook.com



هشام و أبو النجم

أرق هشام ليلة فقال لحاجبه :ابغي رجلاً عربياً فصيحاً يُحادثني ويُنشدني ,فطلب له ما طلب ,فوقف على (أبي النجم ) ,فأتى .فلما دخل به إليه قال : فمن كان أبا مثواك ؟قال :رجلين :كلبياً وتغلبياً , أتغدى عند أحدهما وأتعشى عن الأخر.فقال ما لك من الولد ؟ قال :ثلاث بنات وبُنيّ ,فقال هل زوجت بناتك ؟قال :نعم ,زوجت اثنتين واحدة تجمز (تسرع) ,في بيوتنا كأنها نعامه ,قال :فما وصيت به الأولى ؟وكانت تسمى بره ,قال :

أوصيتُ من برة َ قلباً حُراً ... بالكلب خيراً والحماة شرّا
لا تسأمي ضرباً لها وجراً ... حتى يروا حُلوَ الحياة مُراً
وإن كستك ذهبــاً ودراً.... والحــيَّ عُميهم بشر طــرّا

فضحك هشام وقال :فما قلت للأخرى ؟قال :قلت :

سُبي الحماة وابهتي عليها ... وإن رنتْ فازْدلفي إليها
وأوجعي بالفهر ركبتيها ... ومرفقيها واضربي جنبيها
لا تخبري الدهر بذاك ابنيها

فضحك هشام حتى بدت نواجدهُ ثمّ قال :ما قلت في الثالثه وفي تأخير تزويجها ؟قال : قلت :

كــأن ظلامة أخت شيــبانْ ... يتــيمةٌ ووالــداها حيَّــان
الجيدُ منها عـطلٌ والآذان...وليس في الرجلين إلاخيطان
فهي التي يذعر منها الشيطان

فقال هشام لحاجبه :ما فعلت بالدنانير المختومة التي أمرتك بقبضها ؟ قال هاهي عندي ووزنها خمسمائة , قال: فادفعها إلى أبي النجم ليجعلها في رجلي ظلامة مكان الخيطان.

**

آنسته بخاتمي

قيل إن أبا العباس السفاح كان يوماً مشرفاً على صحن داره ينظرها ومعة امرأته أم سلمة ,فعبثت بخاتمها فسقط من يدها إلى الدار ,فألقى السفاح خاتمة .فقالت :يا أمير المؤمنين ,ما أردت بهذا ؟قال: خشيت أن يستوحش خاتمك فآنستهُ بخاتمي غيرةً عليه لا نفراده.

**

اسمه "لا أدري"

نظر المأمون إلى غلام حسن الوجه في أحد المواكب فقال له :ياغلام ما اسمك ؟قال : لا أدري .قال :أو يكون أحدٌ لا يعرف اسمه؟ فقال :يا أمير المؤمنين ,اسمي الذي أعرف (لا أدري) ,فقال المأمون :
وسميت "لا أدري" لأنك لا تدري
بما فعل الحب المبرح في صدري.

**

غلام يغلب ابن شعبة !

قال المغيرة بن شعبة :ما غلبني أحدٌ قط إلا غلام من بني الحارث بن كعب وذلك أني خطبتُ امرأة من بني الحارث , وعندي شاب منهم , فاصغى إلى ,فقال أيها الأمير رأيت رجلاً يقبلها .قال فبرئت منها .فبلغني أن الفتى تزوجها .فأرسلت إليه فقلت: ألم تخبرني أنك رأيت رجلاً يقبلها ؟قال نعم : رأيت أباها يقبلها !

**
أعجبه جماله :

وقيل أن سليمان بن عبد الملك خرج من الحمام يريد الصلاة ونظر في المرآة فأعجبة جماله , وكان حسن الوجه ,فقال أنا الخليفه الشاب ,فلقيته إحدى جواريه ,فقال :كيف ترينني ؟فتمثلت :
ليس فيما بدا لنا فيكَ عيبٌ ...عابهُ النـاسُ غـير أنك فان ِ
أنت نعم المتـاع لو كنت تبقى ...غير أن لا بقاء للإنسان
ورجع فحمَّ (أصابه الحمى ), فما بات تلك الليلة إلا ميتاً.

***