كيف استطاع سيدنا يعقوب تمييز رائحة قميص ابنه يوسف على مسافة بعيدة ..!!
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
الغريب الخليلي
| المصدر :
www.paldf.net
ذاكرة الروائح
كيف استطاع سيدنا يعقوب تمييز رائحة قميص ابنه يوسف على مسافة بعيدة؟ وهل كشف العلماء أسراراً جديدة لحاسة الشم عند الإنسان؟ لنقرأ...
كثيرة هي الأباطيل التي ألصقها بعض المشككين بالقرآن الكريم، فهم يبحثون عن أي شيء غريب في القرآن ويقولون إن القرآن لا يوافق العقل أو المنطق أو الواقع، أو أنه يخالف الحقائق العلمية. ومن انتقاداتهم للقرآن ما جاء في سورة يوسف عليه السلام عندما وجد يعقوب ريح ابنه يوسف قبل أن يصل إلى بيته.
فبعد رحلة طويلة لسيدنا يوسف تنقّل فيها من حضن أبيه إلى ظلام الجبّ إلى السجن وأخيراً إلى عرش الملك، بقي أبوه يعقوب عليه السلام واثقاً بالله لم يفقد الأمل من رحمته، وبقي يتذكر ابنه ويأمل عودته بعد أن مضى على غيابه سنوات طويلة.
وعندما أرسل يوسف قميصه لأبيه وقبل أن يصل القميص أخبرهم يعقوب أنه يجد ريح يوسف، يقول تعالى: (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ) [يوسف: 94]. والغريب في هذه الآية الكريمة هو كيف استطاع سيدنا يعقوب أن يجد ريح ابنه على مسافة طويلة قبل أن يصل القميص إليه؟
إن هذا الأمر غير منطقي كما يدعي بعض المشككين، ولكن السؤال: هل كشفت الأبحاث العلمية عن أشياء تؤكد صدق ما جاء في القرآن؟
اكتشاف علمي جديد
من الأخبار العملية التي لفتت انتباهي أن العلماء وجدوا أثاراً لعضو ضامر يسمى vomeronasal في أنف الإنسان كان في يوم ما يلتقط الإشارات الكيميائية البعيدة الصادرة عن أشخاص آخرين، ويقول العلماء إن هذا العضو الحساس يقع في الدماغ خلف فتحتي الأنف.
إن هذا العضو الضامر كان عبارة عن ثقبين صغيرين يلتقطان الإشارات الكيميائية التي يفرزها أشخاص آخرون ويحتوي على مجموعة من الأعصاب تستطيع تحليل هذه الإشارات والتعرف على صاحبها!
هذه الخلايا العصبية كانت فعالة منذ آلاف السنين ولكنها فقدت حساسيتها مع الزمن ولم يعد لها مفعول يُذكر، ولكن وكما نعلم هنالك كثير من الحيوانات تتخاطب بلغة الإشارات الكيميائية، مثل النمل مثلاً. ويؤكد العلماء أن هذا العضو كان مستخدماً بفعالية كبيرة لدى البشر في عصور سابقة [1].
حتى إن العلماء اليوم يعتقدون بوجود إشارات كيميائية يتم تبادلها بين البشر ويحاولون دراسة هذه الإشارات وتأثيراتها واستكشافها، ويعتقدون بوجود مواد كيميائية تميز كل إنسان عن الآخر، بل وتميز الرجال عن النساء، حتى إن هذه المواد تؤثر على الجاذبية التي تمارسها المرأة على الرجل [2].
كما يؤكد الباحثون أن الكثير من الثدييات مثل الفئران تتخاطب بالرموز الكيميائية (مثلاً تفرز أنثى الفأر مواد كيميائية يستطيع الذكر تحليلها والإسراع إلى التزاوج!). ويقول العلماء إن الإنسان يستطيع أن يميز عشرة آلاف نوع مختلف من أنواع الرائحة [3].
اكتشفت الدكتورة ليندا باك Linda Buck أن أجهزة التحسس في أنف الإنسان تتلقى الروائح وتعاملها مثل الرسائل المؤلفة من أحرف ألفبائية ثم تحولها إلى الدماغ ليتعرف عليها، وبالتالي هناك إمكانية للتعرف على آلاف المواد الكيميائية [4].
والعلم اليوم يقرر حقيقة علمية وهي ثبات رائحة الإنسان وتميزها عن غيره. فلكل منا رائحة تختلف عن الآخر، حتى إنه ليمكننا القول بأن كل إنسان له بصمة كيميائية تتمثل في أن جسده يفرز مواد محددة تختلف عن أي إنسان في العالم، وتبقى هذه الرائحة مرافقه له في عرقه مثلاً منذ ولادته وحتى الموت.