مارد الطاقة .. كيف نتعامل معه ؟

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : عبد العزيز بن عبد الله المقبل | المصدر : www.almostshar.com


مارد الطاقة .. كيف نتعامل معه ؟

 

د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل  .

 

 

تعاني بعض الفتيات من الوسواس القهري ، الذي تشعر أنه ينشب مخالبه في دواخلها ، ويستولي مع مرور الوقت على مناطق جديدة من جسدها ونفسها؛ مرة في الوضوء، ومرة في الصلاة، ومرة في النظافة...

وفي ظني أن وراء ذلك سببين :

الأول: وجودها في بيئة لا تخلو من مشكلات مزمنة، إما أن تلقي تلك المشكلات بظلها على الفتاة، باعتبارها واحدة من أعضاء البيت. وإما أن تشغل تلك المشكلات الأهل عن حاجات الفتاة العاطفية، خاصة في المراحل التي تكون حاجتها لها أشد .. فتنتابها المخاوف، وربما كان أشد المخاوف فتكاً الوسواس القهري.

والسبب الثاني: ضعف نفسية تلك الفتاة، فهي قابلة للتأثر أكثر من غيرها، وهو ما يجعل مقاومتها أقل، ومن ثم تقبلها للوساوس أسرع.

في المواقف التي يعتدى فيها على الإنسان، ويشعر فيها بالظلم، أو تمس ذاته بلون من الإهانة تنبعث من داخله طاقة دفاعية .. والناس هنا يختلفون في (تصريف) هذه الطاقة؛ فهناك من يترك لنفسه العنان لتنطلق على سجيتها مدافعة ومهاجمة، دون أن يبالي بأي كلمة تخرج في تلك اللحظات .. وحين ينتهي خروج (مارد) الطاقة، ويشعر بالتنفيس قد يعتذر عن قسوته في الرد.

وهناك من لا يجرؤ على الرد لسببٍ أو آخر فيكبت (مارد) تلك الطاقة داخله، ومع تكرار ذلك الكبت تتحول نفسه إلى (تربة) صالحة لاستنبات بذور الأمراض النفسية، ومنها الوسواس القهري.
وهناك موقف جميل وسطي، يستطيع فيه الإنسان – في مثل تلك المواقف – التنفيس دون أن يجرح كرامة أحد، أو يسفّ في أخلاقه، وذلك حين يسمح لـ(مارد) تلك الطاقة بالخروج ولكن عبر (فلتر) يحجز الكلمات الحادة، أو يكون لديه القدرة على (إلباس) مفرداته أكسية (زاهية) يمارس معها التنفيس، ويضمن عدم جرح مشاعر الآخرين، وفوق هذا تكون لها نتائج إيجابية.

وإذا كان النموذج الأول صاحب نفسية (عنيفة)، فإن النموذج الثاني صاحب نفسية (ضعيفة). ليبقى النموذج الثالث (خير) الأمور.. إذ يتباعد الناس من الأول، ويهدمون (أسوار) الثاني، ويتعاملون مع الثالث باحترام.