· ويتّضحُ ذلك في الظواهرِ التالية:
1. كلُّ جسدِ المرأةِ عورةٌ، وكلُّه مثيرٌ لشهوةِ الرجل، بينما الأمرُ ليسَ كذلك بالنسبةِ للمرأة.
2. كلُّ حركاتِ وسكناتِ المرأةِ تفتنُ الرجل: ابتسامُها وضحكُها، تثنّيها ورقصُها، دلالُها وغنجُها.. إلخ.
3. الخيالُ يُثيرُ الرجلَ أكثرَ منَ الحسّ، لهذا يُعتبرُ العُريُ أقلَّ درجاتِ إثارةِ الغرائز، إذ سرعانَ ما يزهدُ الرجلُ فيما هو مكشوفٌ سهلُ المنال، ويتّجهُ بخيالِه إلى ما هو مستورٌ غامض، مثلما يزهدُ الرجلُ في أجسادِ النساءِ العارياتِ في المصايف..ويصلُ الأمرُ بالرجلِ إلى أن يُثيرَه صوتُ خلخالٍ مستترٍ تحتَ رداءِ المرأة، لهذا نهى اللهُ سبحانَه المؤمناتِ عن مثلِ هذا الأمرِ في قولِه تعالى في سورة النور: "وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ".. أمّا المرأةُ فهي حسّيّة، تثيرُها الملامسةُ والمداعبةُ أكثرَ من أيِّ شيءٍ آخر.
4. تهاجمُ الشهوةُ الرجلَ بمعدلاتٍ أكثرَ من المرأة، وربما تهاجمُه أكثرَ من مرّةٍ في اليومِ الواحد!
5. أثبتتِ الإحصائيّاتُ أنَّ نسبةً كبيرةً من الرجالِ تمارسُ العادةَ السرّيّة، بينما نسبةُ ذلك في النساءِ أقلُّ بكثير، وذلك لأنَّ شهوةَ الرجلِ تتركّزُ في خيالِه وفي موضعِ الذكورة، أمّا شهوةُ المرأةِ فتتوزّعُ على كلِّ جسدِها.. وإن كانت نسبةُ الفتياتِ اللاتي يمارسنَ العادةَ السرّيّةَ قد صارتْ في ازديادٍ مطّرد، لفرطِ مشاهدتِهنَّ للمشاهدِ المثيرةِ في التلفازِ والدشِّ والإنترنت
6. على عكسِ المرأةِ التي يمكنُ أن تُطلبَ للجماعِ في أيّةِ لحظة، يجبُ أن يكونَ الرجلُ في حالةِ شبقٍ وشهوةٍ جامحةٍ وإلا لتعذّرَ عليه الاتصالُ الجسديّ، لهذا لا بدَّ أن يكونَ أسهلَ وأسرعَ استثارةً من المرأة.
7. يشتهي الرجلُ أيَّ امرأةٍ حتّى ولو كانَ يكرهُها، بل ربّما دفعه كرهُها لاغتصابِها تأكيدًا لسيطرتِه عليها، بينما تنفرُ المرأةُ من الرجلِ الذي تكرهُه، وتشعرُ بالغثيانِ لو لامسَها، ويمثّلُ الأمرُ بالنسبةِ لها لحظاتٍ مقزّزةً ومؤلمة.. لهذا لا تُسلّمُ المرأةُ جسدَها إلا لرجلٍ تحبُّه، أو على الأقلِّ لا تنفرُ منه.. والمرأةُ السويّةُ لا تنتمي إلا لرجلٍ واحدٍ فقط، وتحتاجُ لفترةٍ بعدَ افتراقِها عنه لكي تعتادَ رجلا آخر.
8. لا يستطيعُ الرجلُ الاستمرارَ بدونِ زواجٍ لفترةٍ طويلةٍ بعدَ وفاةِ زوجتِه، على عكسِ المرأةِ، حيثُ تتفرّغُ معظمُ الأراملِ لتربيةِ أبنائهنَّ دونَ أن تتزوّجَ مرّةً أخرى.
9. يميلُ الرجلُ السويُّ لتعدّدِ الزوجات، ولا تُشبعُه امرأةٌ واحدةـ وإن كانت ظروفُه الاقتصاديّةُ هي العاملَ الأكبرَ في تقليمِ أظافرِه في هذا المضمار!! ـ على عكسِ المرأةِ السويّة، التي تنتمي انتماءً كلّيًّا عاطفيًّا وجسديًّا لرجلٍ واحدٍ فحسب.
· إنَّ للأنثى الدورَ الأهمَّ والأصعبَ في حفظِ النوع، فهي تقومُ بالحملِ والولادةِ، وهما عمليتانِ شاقّتانِ حيويًّا وتهلكُ بسببِهما الكثيرُ من الإناث، كما أنّها كأمٍّ تتحمّلُ القسطَ الأكبرَ والأعظمَ في رعايةِ الصغار.. ولكنَّ للأنثى فترةَ خصوبةٍ محدّدة، أقصر كثيرًا من الفترةِ التي يكونُ فيها الرجلُ قادرًا على الإنجاب، وذلك لأنّ بويضات المرأة تحملُ أثرَ عمرِها، ممّا يعملُ على أن تقلّ خصوبتُها مع تقدّم السنّ، حتّى تصل إلى العقم مع تخطّي الأربعين.. ويعبّر الأطبّاء عن ذلك بقولهم: إنّ بويضات المرأة تولد معها.. أمّا الرجل، فإنّه يظلّ قادرا على الإنجاب حتّى بعد تخطّى السبعين!.. بالإضافة إلى أنَّ إنجابَ الأنثى طفلا واحدًا يحتاجُ إلى ثلاثِ سنواتٍ تقريبًا (9 شهورٍ للحملِ وعامينِ للرضاعة)، بينما يستطيعُ الرجلُ في هذه السنواتِ الثلاثِ تخصيبَ مئاتِ النساء.. فلو كانَ الرجلُ ميالا بالفطرةِ للارتباطِ بأنثى واحدة، فإنّ هذا يعني أنَّه من المستحيلِ تعويضُ النقصِ في أعدادِ البشرِ بعدَ الكوارثِ والحروب التي لا تتوقّفُ عبرَ التاريخ، ممّا يعني أنَّ أعدادَ البشرِ كانت ستتقلّصُ باستمرارٍ حتّى يتلاشى البشر... لهذا فإنَّ استمرارَ النسلِ يحتاجُ لأعدادٍ كبيرةٍ منَ الإناث، بينما لا يحتاجُ الأمرُ سوى لذكرٍ أو اثنينِ للقيامِ بعمليةِ التزاوج.. هذه المواصفاتُ في الذكرِ والأنثى تستدعى التالي:
§ نظرًا للدورِ الحيويِّ والجوهريِّ الذي تمثّلُه الأنثى لاستمرارِ الحياة، ونظرًا لأنّها تجدُ نفسَها ضعيفةً ضدَّ ذِ الذي تمثّلُه الأنثى لاسمرارِ الحياة، في نفسِ الوقتِ الذي تجدُ أخطارِ البيئةِ والمجتمع، خاصّةً أثناءَ الحملِ والرضاعة، فإنّها تشعرُ باحتياجٍ عميقٍ لذكرٍ قويٍّ يحميها ويُساعدُها في تحمّلِ هذه المسئوليّة، لذلكَ تكونُ المرأةُ أكثرَ عاطفةً وحبًّا.
§ أمّا بالنسبةِ للذكر، فلا بدَّ أن يكونَ هناكَ ما يدفعُه لتحمّلِ هذه المسئوليّة، لهذا كان لا بدّ أن تتمتّعَ الإناثُ بقدرٍ هائلٍ من الجاذبيّة، ويتّسمَ الذكرُ بقدرٍ هائلٍ من الشهوةِ والشبقِ الجسديّ، بحيثُ يجدُ نفسَه مضطرًا لملازمةِ الإناث، وتحمّلِ مسئوليّتِه عنها بالتالي.
§ يجبُ أن يكونَ الذكرُ ميّالا بفطرتِه لتعدّدِ الزوجات، حتّى يتيسّرَ للحياةِ نسلٌ غزيرٌ يعوّضُ الفقدَ بعدَ الحروبِ والمجاعاتِ والأوبئةِ والكوارثِ الطبيعيّة.
· رأينا أنَّ هناكَ تشابهًا بينَ الشهوةِ في ذكورِ الإنسانِ والحيوان.. وإن كانت هناك اختلافاتٌ جوهريّةٌ بينَ الرجلِ والذكورِ في باقي الحيوانات، نحتاجُ هنا لإيضاحِها:
1. الحيواناتُ لها مواسمُ تزاوج، أما الرجلُ فليس لشهوتِه ميعاد.. خاصة مع تعرضه للقصف الغريزيّ المستمرّ عبر القصص والروايات والأفلام والمسلسلات وأزياء العاريات في الشارع!
2. والذكرُ في الحيواناتِ يتشمّمُ الأنثى ليعرفَ إن كانت مخصّبةً أم لا، فإن كانت مخصّبةً لم يقربْها، فالتزاوجُ لديه لا ينفصلُ عن هدفِه الحيويِّ في استمرارِ النسلِ والحفاظِ على النوع، أمّا الرجلُ فلا توجدُ لديه مثلُ هذه الاعتبارات، وبعضُ المرضى المنحرفينَ من حثالةِ الرجالِ لا يتورّعونَ حتّى عنِ اغتصابِ الحوامل!!
3. والحيواناتُ تستطيعُ أن تتزاوجَ بسهولةٍ بدونِ أيِّ تعقيدات.. فقط تؤدّي طقوسَ التزاوجِ بمجرّدِ البلوغ.. أمّا الرجلُ فلا بدَّ أن يُكملَ تعليمَه ـ إن كان من المتعلمين ـ ويحصلَ على وظيفة، ويجلبَ الشقةَ ويشتريَ الأثاثَ ويدفعَ المهرَ... إلخ... فهو في هذا يخضعُ لمقاييسِ الدينِ والمجتمعِ والاقتصاد.. كلُّ هذا يعملُ على تأخيرِ سنِّ الزواجِ بعدَ البلوغِ لسنوات، تشتعلُ فيها الشهواتُ وفضولُ التجريب، تبعًا لمسلّمة: الممنوعُ مرغوب.
4. والحيواناتُ لا تعرفُ الخداعَ ولا تتنصّلُ من مسئوليّتِها، ولا تتلاعبُ بالإناث.. أمّا الرجلُ فيمكنُ أن يشتملَ على كلِّ هذه النقائصِ وأسوأ.
5. والحيواناتُ غيرُ مكلّفة، ولا توسوسُ لها الشياطين، فهي لا تخرجُ عن فطرتِها، والغريزةُ لديها تهدفُ لحمايةِ النوع، أمّا الرجلُ فقد ينحرفُ بالغريزةِ انحرافاتٍ لا مبرّرَ لها، تعملُ على تحطيمِ الروابطِ الاجتماعيّةِ والأخلاقيّة.. كالزنا والاغتصابِ والشذوذِ الجنسيِّ مثلا.