نظرية التطور بين العلم والإيمان
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
أبومؤمن
| المصدر :
www.almwsoaa.com
نظرية التطور بين العلم والإيمان
دار جدل كبير حول هذه النظرية وأظهر العلماء تعارضاً مع الدين، ولكن ما هي حقيقة الأمر، وهل تتفق هذه النظرية مع القرآن، وماذا لو أصبحت حقيقة علمية؟!....
لقد شغلتني هذه النظرية منذ عشرين عاماً فدرستها وتأملتها وقرأتُ أقوال علماء الغرب من الملحدين المؤيدين لهذه النظرية، وقرأت أقوال علمائنا المسلمين الذين يرون أنها تتناقض مع تعاليم القرآن والسنة المطهرة، وإليكم أحبتي في الله ملخص ما وصلتُ إليه من نتائج، وأرجو أن تكون مقنعة للجميع.
في البداية نعطي فكرة عن نظرية التطور من الناحية العلمية
لاحظ كثير من العلماء التشابه بين المخلوقات منذ زمن الجاحظ وابن خلدون وكثير من علماء المسلمين، ولكن في منتصف القرن الثامن عشر نشر الباحث اليهودي الأصل تشارلز دارون نظريته حول تطور الكائنات الحية بأسلوب علمي في كتاب بعنوان: أصل الأنواع (عام 1859).
وتعتمد فكرة نظرية التطور (الحديثة) ببساطة على أن جميع المخلوقات نشأت بالتدريج من خلية واحدة، وبفعل "المصادفة" وتوافر الشروط الفيزيائية من درجة حرارة ورطوبة وهواء... تكاثرت هذه الخلايا وتولّد عنها سلسلة من المخلوقات بدءاً من النباتات وانتهاء بالإنسان. وقد لاحظ داروين التشابه الكبير بين المخلوقات وهذا ما دعاه لطرح النظرية.
والذي يتأمل هذه النظرية بشيء من التعمق، يلاحظ أن كلمة المصادفة والطبيعة والاصطفاء الطبيعي تتكرر كثيراً، ولا نجد أثراً لكلمة "خالق" أو ما يشير إلى مسبب لهذه السلسلة، وهذه أهم نقطة ضعف في النظرية.
فالخالق تبارك وتعالى صمّم الدماغ البشري على ألا يتقبل فكرة المصادفة، أو فكرة الخلق العشوائي، ولابد من وجود سبب لكل شيء يراه الإنسان من حوله. وهذه النظرية بقيت وستبقى دون دليل علمي لأنها تنكر وجود الخالق الحكيم سبحانه وتعالى.
هل أصل الإنسان من القردة؟
لقد تجنب داروين طرح هذه الفكرة مع أنه يشير إليها بشكل غير مباشر، إذ أن جميع المخلوقات تولدت من بعضها بفعل التطور الطبيعي بمرور ملايين السنين. وهذه الفكرة رفضها رجال الدين اليهودي والمسيحي في عصره لأنها تناقض تعاليم الإنجيل والتوراة.
ولكن ماذا عنا نحن المسلمين؟
نقول دائماً: إننا كمسلمين نعتقد أن كل ما جاء في كتاب الله جل وعلا، هو الحق وهو الصدق وهو الحقيقة المطلقة، أما النظريات العلمية فتتغير مع تطور العلوم ومرور الزمن. ولذلك نعتبر نظرية التطور على أنها غير ثابتة حتى تصبح حقيقة علمية، ويمكن أن نقول إن النظرية غير مكتملة بعد وتعاني من ضعف وأخطاء ونقص واضح.
فالله تعالى خلق الإنسان من تراب، فهذه حقيقة يقينية لا ريب فيها، ولكن الكيفية كجهولة بالنسبة لنا، فالله تعالى لم يخبرنا كيفية الخلق والمراحل التي مرّ بها خلق سيدنا آدم عليه السلام. يقول تعالى: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) [الكهف: 51].
هذه الآية تؤكد أن كل ما يقوله العلماء حول نشوء الإنسان وخلقه هو محاولات قد تصيب وقد تخطئ، ولا نجد الحقيقة الكاملة إلا في النظريات التي تتفق مع كتاب الله عز وجل. ونحن لا ننكر وجود تطور في عالم المخلوقات ولكن ليس بالشكل الذي ينادي به التطوريون.
تأملوا معي هذا التركيب المعقد لهذه الحشرة! إنها تعمل بتناسق محكم، فلا تصطدم أرجلها ببعض على الرغم من كثرة المفاصل وسرعة الحركة. هذه الحشرة لها قدرة على الرؤية تتفوق على الإنسان! فهي تعالج المعلومات القادمة لعيونها المركبة وتحللها خلال أجزاء من الثانية وتتخذ القرار المناسب من أجل اصطياد فريستها... سبحان الله، هل هذه الميزات جاءت بالمصادفة دون مسبب حكيم عليم؟!