تفسير بن كثير - سورة هود - الآية 78

الناقل : elmasry | المصدر : quran.al-islam.com

وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ

وقوله " يهرعون إليه " أي يسرعون ويهرولون من فرحهم بذلك وقوله " ومن قبل كانوا يعملون السيئات " أي لم يزل هذا من سجيتهم حتى أخذوا وهم على ذلك الحال وقوله " قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم " يرشدهم إلى نسائهم فإن النبي للأمة بمنزلة الوالد فأرشدهم إلى ما هو أنفع لهم في الدنيا والآخرة كما قال لهم في الآية الأخرى" أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون " وقوله في الآية الأخرى " قالوا أولم ننهك عن العالمين" أي ألم ننهك عن ضيافة الرجال " قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون" وقال في هذه الآية الكريمة " هؤلاء بناتي هن أطهر لكم " قال مجاهد : لم يكن بناته لكن كن من أمته وكل نبي أبو أمته . وكذا روي عن قتادة وغير واحد وقال ابن جريج : أمرهم أن يتزوجوا النساء ولم يعرض عليهم سفاحا وقال سعيد بن جبير : يعني نساءهم هن بناته وهو أب لهم ويقال في بعض القراءات " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " وهو أب لهم وكذا روي عن الربيع بن أنس وقتادة والسدي ومحمد بن إسحاق وغيرهم وقوله " فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي " أي اقبلوا ما آمركم به من الاقتصار على نسائكم " أليس منكم رجل رشيد " أي فيه خير يقبل ما آمره به ويترك ما أنهاه عنه .