الإرادة هي جوهر النجاح والتغيير، ولأن شهر رمضان هو شهر الكرم والجود، فدائما ما تكون أجواؤه مناسبة لتأصيل فكرة، أو تغيير عادة سيئة، فلماذا لا تقتنص هذه الفرصة الذهبية، وتبدأ في تغيير عاداتك، لتكسوها بلباس التميز مستعينا ببركات الشهر الكريم من بعد الله عز وجل؟
تذكر عزيزي الصائم القاعدة الإسلامية في الحياة وهي الاعتدال، فلا إسراف ولا تبذير، ولا إفراط ولا تفريط، وإنما "خير الأمور أوسطها".. حاول أن تستدعي تلك الكلمات عند رؤية أصناف الطعام على مائدة رمضان العامرة. ولا تنجرف وراء الشهية بدلاً من سد الجوع، واستغل النظام الذي يوفره لك الصيام في مواعيد الأكل، واحصل معنا في السطور التالية على تأشيرة للخروج من شهر رمضان الكريم، ببروتوكول لنظام غذائي صحي ومتوازن، بعيدا عن الإسراف، يحكم حياتك الغذائية في رمضان وما بعده.
- ثبت موعدا خاصا لكل وجبة، فانتظام الجدول الزمني لتناول الطعام أهم ما يوفره لنا الصيام، وبذلك تضمن تعويد جهازك الهضمي على استقبال الغذاء في زمن ثابت، فالأزمنة المتباعدة بين الوجبة والأخرى تجعل الجهاز الهضمي يشعر بالحرمان، فيمتص أول غذاء يتناوله امتصاصًا كاملاً.
- استحضر النية أثناء الأكل على أن تكون بهدف التقوي به على طاعة الله تعالى لتكون مطيعا بالأكل، فإن أكلت لأجل قوة العبادة لم تصدق النية إلا بأكل ما دون الشبع؛ حيث إن الشبع يمنع من العبادة ولا يقوي عليها.
- لا يجوز الإسراف في الأكل، ويُكره أن يزيد عن الشبع وهذا ما أمرنا به الله عز وجل في قوله تعالى: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}.
- لا تضع الأطباق الرئيسية على المائدة قبل الشروع في تناول الطعام.
- مع بدء الأكل سم الله وكل باليد اليمنى، وصغر اللقمة وجود مضغها ولا تمد يدك لأخرى ما لم تبتلعها فإن ذلك عجلة في الأكل تؤدي إلى الإفراط فيه.
- ابدأ وجبتك بتناول سكريات يليها طبق من الشوربة قليل الدسم.
- تناول الأغذية الغنية بالألياف مثل السلطة الخضراء، قبل البدء بالطبق الرئيسي.
- احرص على توازن مكونات الوجبة الواحدة، بين البروتينات والفيتامينات والأملاح والقليل من الدهون والنشويات.
- الأصل ألا تضع في طبقك الذي تأكل فيه إلا ما تستطيع أن تأكله من الطعام، فإذا احتجت المزيد فضع في طبقك قليلا منه، وهكذا، ولا تملأ الإناء بالطعام الكثير فتضطر لأكله.
- توقف لفترات قصيرة أثناء تناولك الطعام، ولا تتحدث والطعام في فمك.
- ساعد جسمك على هضم الطعام أولاً فأولاً وبشكل جيد، وذلك بأن تأكل وتمضغ طعامك ببطء شديد، ويكون ذلك في بداية الأمر بأن تعد حتى الرقم 20 مثلاً قبل أن تبتلع اللقمة، والأفضل أيضًا أن تضع الشوكة والسكين على الطبق بمجرد أن تنتهي من اللقمة الأولى ثم تأخذهما عندما تبدأ في اللقمة الثانية.
- اترك مائدة الطعام بمجرد الانتهاء من تناوله.
- تناول ثلاث وجبات رئيسية يوميا مع تجنب تأخير وجبة العشاء، على أن تكون قبل النوم بساعة على الأقل.
- لا تدع جهازك الهضمي يصل لمرحلة الجوع الشديد، ويمكن تحقيق ذلك بتناول وجبات خفيفة قليلة السعرات بين الوجبات الرئيسية.
- لا تحرم نفسك من الأطعمة المفضلة لديك، ويمكن تناولها بكميات محدودة وعلى فترات متباعدة.
- اجعل للأسماك حصة أسبوعية في غذائك، فدهون الأسماك أكثر صحة.
- قلل من تناول الحلويات واستبدل بها الفواكه.
- أكثر من شرب الماء ما بين الإفطار والسحور.
- لا ينبغي أن تزيد في كمية طعامك عما يملأ ثلث معدتك بحيث تترك ثلثًا آخر للأشربة التي تزودك بالماء الضروري لتعويض ما تفقده من السوائل أثناء اليوم، وتوفر ما يلزم لإذابة الأطعمة وتحريك المواد المهضومة داخل الدورة الدموية. وهذا مصداقاً لقول سيد الخلق صلوات الله عليه "فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"
- لابد أن تبقي على ثلث معدتك خالياً من الطعام والشراب من أجل السماح للرئتين بالحركة اللازمة لتتمكن من التنفس الطبيعي.
- تذكر دائما أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة قد يؤدي إلى انتفاخ المعدة وعسر هضم.
- حاول أن تزيد عدد الخطوات التي تسيرها في اليوم الواحد بمعدل ألفي خطوة (2000)، وهذا عدد غير كبير، ويمكنك إنجازه إذا حاولت في كل يوم أن تصلي التراويح في مسجد أبعد قليلا مما صليت فيه في اليوم الذي سبقه، فتزيد من ثوابك بتلك الخطوات وأيضا تحسن من صحتك وهضمك لطعام الإفطار.
ختاما نهمس في أذنك.. تمتع بنعمتي الطعام والشراب، لكن بلا إسراف فالكثرة تنافي الطبيعة التي فطرنا الله عليها، والتي علينا الالتزام بها، وباتباعك النقاط المضيئة السابقة وجعلها منهاج حياة، تكون قد ضمنت تثبيت قدمك على أول الطريق لتصحيح عاداتك الغذائية الخاطئة، لتنعم بجسم صحي ونشيط، وحياة مرنة وهادئة.