اعتادت بطولة كأس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم في السنوات الاخيرة على دفعنا بالقوة الى متابعة مباراتها النهائية، ليس من باب الدعوة الى الاستمتاع ب «وجبة دسمة»، بل من باب اداء واجب. ولا شك في ان واقع «عدم الاهمية» لا ينطلق من كون البطولة مخصصة ل «أندية الظل» في «القارة العجوز» فحسب، بل تفرضها «قمة القمم» المقررة الاربعاء المقبل بين مانشستر يونايتد وتشلسي الانكليزيين في نهائي دوري ابطال اوروبا على ملعب «لوزنيكي» في موسكو. ما يشفع في لقاء اليوم يتمثل في الحشرية التي تحيط بحظوظ زينيت سان بطرسبورغ الروسي الذي بدأ مشواره في البطولة دون بوصلة او خارطة طريق، قبل ان يجد نفسه، عن جدارة واستحقاق، على مرمى حجر من الكأس المرموقة. الصورة التي ارتبطت بزينيت تتمثل في تلك المباراة «التاريخية» التي نجح خلالها في سحق بايرن ميونيخ الالماني «العريق» بنتيجة خيالية قوامها اربعة اهداف دون رد في جولة الاياب من الدور نصف النهائي في روسيا. ومن هذا المنطلق، تترقب الجماهير استكمالاً ل «القصة الرائعة» التي خطّها لاعبو المدرب الهولندي الفذ ديك ادفوكات. صحيفة بريطانية تساءلت قبل ايام: هل يشعر أي ناد انكليزي بالغيرة ازاء خوض ناد اسكتلندي (غلاسكو رينجرز) المباراة النهائية لبطولة كأس الاتحاد الاوروبي؟ معلوم ان ثمة نوعاً من «عدم الهضم» بين الانكليز والاسكتلنديين على خلفيات تاريخية وسياسية، ورغم هذا الواقع، رأت الصحيفة نفسها ان كأس الاتحاد لا يمكن، بأي حال من الأحوال، ان تشكل أولوية بالنسبة الى الاندية الانكليزية التي تعتبر ان مسابقة دوري الابطال هي بمثابة «الملِك»، والدوري الممتاز بمثابة «الملكة»، وما عدا ذلك لا يعدو عن كونه جوائز ترضية. ويبدو ان الصحيفة نفسها تغاضت او فلنقل أغفلت اهمية مسابقة كأس انكلترا التي تعتبر احدى اقدم بطولات كرة القدم، ويمثل الفوز بها حلماً بالنسبة الى الكثير من النجوم ليس آخرهم بالطبع الدولي الهولندي رود فان نيستلروي، لاعب مانشستر يونايتد السابق وريال مدريد الاسباني الحالي، والذي تحقق حلمه في العام 2004 عندما قاد فريق «الشياطين الحمر» الى انتزاع اللقب على استاد الألفية في كارديف (ويلز) على حساب ميلوول (2 -صفر) من خلال تسجيله الهدف الثاني من ركلة جزاء