يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا القول في تأويل قوله تعالى : { يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } يعني بذلك جل ثناؤه : يؤتي الله الإصابة في القول والفعل من يشاء من عباده , ومن يؤت الإصابة في ذلك منهم , فقد أوتي خيرا كثيرا . واختلف أهل التأويل في ذلك , فقال بعضهم : الحكمة التي ذكرها الله في هذا الموضع هي القرآن والفقه به . ذكر من قال ذلك : 4834 - حدثنا المثنى , قال : ثنا عبد الله بن صالح , قال : ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس في قوله : { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } يعني المعرفة بالقرآن , ناسخه ومنسوخه , ومحكمه ومتشابهه , ومقدمه ومؤخره , وحلاله وحرامه , وأمثاله . 4835 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله : { يؤتي الحكمة من يشاء } قال : الحكمة : القرآن , والفقه في القرآن . * - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } والحكمة : الفقه في القرآن . 4836 - حدثنا محمد بن عبد الله الهلالي , قال : ثنا مسلم بن إبراهيم , قال : ثنا مهدي بن ميمون , قال : ثنا شعيب بن الحبحاب , عن أبي العالية : { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } قال : الكتاب والفهم فيه . 4837 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا جرير , عن ليث , عن مجاهد قوله : { يؤتي الحكمة من يشاء . .. } الآية , قال : ليست بالنبوة , ولكنه القرآن والعلم والفقه . 4838 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , قال : قال ابن عباس : الفقه في القرآن . وقال آخرون : معنى الحكمة : الإصابة في القول والفعل . ذكر من قال ذلك : 4839 - حدثنا ابن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال : ثنا سفيان , عن ابن أبي نجيح , قال : سمعت مجاهدا قال : { ومن يؤت الحكمة } قال : الإصابة . * - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قول الله عز وجل : { يؤتي الحكمة من يشاء } قال : يؤتي إصابته من يشاء . * - حدثني المثنى , قال : ثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد : { يؤتي الحكمة من يشاء } قال : الكتاب , يؤتي إصابته . وقال آخرون : هو العلم بالدين . ذكر من قال ذلك : 4840 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : { يؤتي الحكمة من يشاء } العقل في الدين , وقرأ : { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } . 4841 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : الحكمة : العقل . 4842 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قلت لمالك : وما الحكمة ؟ قال : المعرفة بالدين , والفقه فيه , والاتباع له . وقال آخرون : الحكمة : الفهم . ذكر من قال ذلك : 4843 - حدثنا ابن وكيع , قال : ثنا أبي قال : ثنا سفيان , عن أبي حمزة , عن إبراهيم , قال : الحكمة : هي الفهم . وقال آخرون : هي الخشية . ذكر من قال ذلك : 4844 - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع في قوله : { يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة . .. } الآية , قال : الحكمة : الخشية , لأن رأس كل شيء خشية الله , وقرأ : { إنما يخشى الله من عباده العلماء } . 35 28 وقال آخرون : هي النبوة . ذكر من قال ذلك : 4845 - حدثني موسى , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي قوله : { يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة . .. } الآية . قال : الحكمة : هي النبوة . وقد بينا فيما مضى معنى الحكمة , وأنها مأخوذة من الحكم وفصل القضاء , وأنها الإصابة بما دل على صحته , فأغنى ذلك عن تكريره في هذا الموضع . فإذا كان ذلك كذلك معناه , كان جميع الأقوال التي قالها القائلون الذين ذكرنا قولهم في ذلك داخلا فيما قلنا من ذلك , لأن الإصابة في الأمور إنما تكون عن فهم بها وعلم ومعرفة . وإذا كان ذلك كذلك كان المصيب عن فهم منه بمواضع الصواب في أموره فاهما خاشيا لله فقيها عالما , وكانت النبوة من أقسامه , لأن الأنبياء مسددون مفهمون , وموفقون لإصابة الصواب في بعض الأمور , والنبوة بعض معاني الحكمة . فتأويل الكلام : يؤتي الله إصابة الصواب في القول والفعل من يشاء , ومن يؤته الله ذلك فقد آتاه خيرا كثيرا . وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ القول في تأويل قوله تعالى : { وما يذكر إلا أولوا الألباب } . يعني بذلك جل ثناؤه : وما يتعظ بما وعظ به ربه في هذه الآيات التي وعظ فيها المنفقين أموالهم بما وعظ به غيرهم فيها , وفي غيرها من آي كتابه , فيذكر وعده ووعيده فيها , فينزجر عما زجره عنه ربه , ويطيعه فيما أمره به , { إلا أولوا الألباب } , يعني : إلا أولوا العقول الذين عقلوا عن الله عز وجل أمره ونهيه . فأخبر جل ثناؤه أن المواعظ غير نافعة إلا أولي الحجا والحلوم , وأن الذكرى غير ناهية إلا أهل النهى والعقول .
القول في تأويل قوله تعالى : { يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } يعني بذلك جل ثناؤه : يؤتي الله الإصابة في القول والفعل من يشاء من عباده , ومن يؤت الإصابة في ذلك منهم , فقد أوتي خيرا كثيرا . واختلف أهل التأويل في ذلك , فقال بعضهم : الحكمة التي ذكرها الله في هذا الموضع هي القرآن والفقه به . ذكر من قال ذلك : 4834 - حدثنا المثنى , قال : ثنا عبد الله بن صالح , قال : ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس في قوله : { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } يعني المعرفة بالقرآن , ناسخه ومنسوخه , ومحكمه ومتشابهه , ومقدمه ومؤخره , وحلاله وحرامه , وأمثاله . 4835 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله : { يؤتي الحكمة من يشاء } قال : الحكمة : القرآن , والفقه في القرآن . * - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } والحكمة : الفقه في القرآن . 4836 - حدثنا محمد بن عبد الله الهلالي , قال : ثنا مسلم بن إبراهيم , قال : ثنا مهدي بن ميمون , قال : ثنا شعيب بن الحبحاب , عن أبي العالية : { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } قال : الكتاب والفهم فيه . 4837 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا جرير , عن ليث , عن مجاهد قوله : { يؤتي الحكمة من يشاء . .. } الآية , قال : ليست بالنبوة , ولكنه القرآن والعلم والفقه . 4838 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , قال : قال ابن عباس : الفقه في القرآن . وقال آخرون : معنى الحكمة : الإصابة في القول والفعل . ذكر من قال ذلك : 4839 - حدثنا ابن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال : ثنا سفيان , عن ابن أبي نجيح , قال : سمعت مجاهدا قال : { ومن يؤت الحكمة } قال : الإصابة . * - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قول الله عز وجل : { يؤتي الحكمة من يشاء } قال : يؤتي إصابته من يشاء . * - حدثني المثنى , قال : ثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد : { يؤتي الحكمة من يشاء } قال : الكتاب , يؤتي إصابته . وقال آخرون : هو العلم بالدين . ذكر من قال ذلك : 4840 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : { يؤتي الحكمة من يشاء } العقل في الدين , وقرأ : { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } . 4841 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : الحكمة : العقل . 4842 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قلت لمالك : وما الحكمة ؟ قال : المعرفة بالدين , والفقه فيه , والاتباع له . وقال آخرون : الحكمة : الفهم . ذكر من قال ذلك : 4843 - حدثنا ابن وكيع , قال : ثنا أبي قال : ثنا سفيان , عن أبي حمزة , عن إبراهيم , قال : الحكمة : هي الفهم . وقال آخرون : هي الخشية . ذكر من قال ذلك : 4844 - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع في قوله : { يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة . .. } الآية , قال : الحكمة : الخشية , لأن رأس كل شيء خشية الله , وقرأ : { إنما يخشى الله من عباده العلماء } . 35 28 وقال آخرون : هي النبوة . ذكر من قال ذلك : 4845 - حدثني موسى , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي قوله : { يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة . .. } الآية . قال : الحكمة : هي النبوة . وقد بينا فيما مضى معنى الحكمة , وأنها مأخوذة من الحكم وفصل القضاء , وأنها الإصابة بما دل على صحته , فأغنى ذلك عن تكريره في هذا الموضع . فإذا كان ذلك كذلك معناه , كان جميع الأقوال التي قالها القائلون الذين ذكرنا قولهم في ذلك داخلا فيما قلنا من ذلك , لأن الإصابة في الأمور إنما تكون عن فهم بها وعلم ومعرفة . وإذا كان ذلك كذلك كان المصيب عن فهم منه بمواضع الصواب في أموره فاهما خاشيا لله فقيها عالما , وكانت النبوة من أقسامه , لأن الأنبياء مسددون مفهمون , وموفقون لإصابة الصواب في بعض الأمور , والنبوة بعض معاني الحكمة . فتأويل الكلام : يؤتي الله إصابة الصواب في القول والفعل من يشاء , ومن يؤته الله ذلك فقد آتاه خيرا كثيرا .
القول في تأويل قوله تعالى : { وما يذكر إلا أولوا الألباب } . يعني بذلك جل ثناؤه : وما يتعظ بما وعظ به ربه في هذه الآيات التي وعظ فيها المنفقين أموالهم بما وعظ به غيرهم فيها , وفي غيرها من آي كتابه , فيذكر وعده ووعيده فيها , فينزجر عما زجره عنه ربه , ويطيعه فيما أمره به , { إلا أولوا الألباب } , يعني : إلا أولوا العقول الذين عقلوا عن الله عز وجل أمره ونهيه . فأخبر جل ثناؤه أن المواعظ غير نافعة إلا أولي الحجا والحلوم , وأن الذكرى غير ناهية إلا أهل النهى والعقول .