فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ القول في تأويل قوله تعالى : { فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم } يعني بذلك جل ثناؤه : فإن أخطأتم الحق , فضللتم عنه , وخالفتم الإسلام وشرائعه , من بعد ما جاءتكم حججي وبينات هداي , واتضحت لكم صحة أمر الإسلام بالأدلة التي قطعت عذركم أيها المؤمنون , فاعلموا أن الله ذو عزة , لا يمنعه من الانتقام منكم مانع , ولا يدفعه عن عقوبتكم على مخالفتكما أمره ومعصيتكم إياه دافع , حكيم فيما يفعل بكم من عقوبته على معصيتكم إياه بعد إقامته الحجة عليكم , وفي غيره من أموره . وقد قال عدد من أهل التأويل . إن البينات هي محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن . وذلك قريب من الذي قلنا في تأويل ذلك , لأن محمدا صلى الله عليه وسلم والقرآن من حجج الله على الذين خوطبوا بهاتين الآيتين . غير أن الذي قلناه في تأويل ذلك أولى بالحق , لأن الله جل ثناؤه , قد احتج على من خالف الإسلام من أخبار أهل الكتاب بما عهد إليهم في التوراة والإنجيل وتقدم إليه على ألسن أنبيائهم بالوصاة به , فذلك وغيره من حجج الله تبارك وتعالى عليهم مع ما لزمهم من الحجج بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن ; فلذلك اخترنا ما اخترنا من التأويل في ذلك . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر أقوال القائلين في تأويل قوله : { فإن زللتم } : 3199 - حدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي في قوله : { فإن زللتم } يقول : فإن ضللتم . 3200 - وحدثني محمد بن سعد , قال : ثني أبي , قال : ثني عمي , قال : ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس قوله : { فإن زللتم } قال : والزلل : الشرك . ذكر أقوال القائلين في تأويل قوله : { من بعد ما جاءتكم البينات } : 3201 - حدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو بن حماد , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { من بعد ما جاءتكم البينات } يقول : من بعد ما جاءكم محمد صلى الله عليه وسلم . 3202 - وحدثني القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثنا حجاج , عن ابن جريج : { فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات } قال : الإسلام والقرآن . 3203 - وحدثنا عن عمار , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع . { فاعلموا أن الله عزيز حكيم } يقول : عزيز في نقمته , حكيم في أمره .
القول في تأويل قوله تعالى : { فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم } يعني بذلك جل ثناؤه : فإن أخطأتم الحق , فضللتم عنه , وخالفتم الإسلام وشرائعه , من بعد ما جاءتكم حججي وبينات هداي , واتضحت لكم صحة أمر الإسلام بالأدلة التي قطعت عذركم أيها المؤمنون , فاعلموا أن الله ذو عزة , لا يمنعه من الانتقام منكم مانع , ولا يدفعه عن عقوبتكم على مخالفتكما أمره ومعصيتكم إياه دافع , حكيم فيما يفعل بكم من عقوبته على معصيتكم إياه بعد إقامته الحجة عليكم , وفي غيره من أموره . وقد قال عدد من أهل التأويل . إن البينات هي محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن . وذلك قريب من الذي قلنا في تأويل ذلك , لأن محمدا صلى الله عليه وسلم والقرآن من حجج الله على الذين خوطبوا بهاتين الآيتين . غير أن الذي قلناه في تأويل ذلك أولى بالحق , لأن الله جل ثناؤه , قد احتج على من خالف الإسلام من أخبار أهل الكتاب بما عهد إليهم في التوراة والإنجيل وتقدم إليه على ألسن أنبيائهم بالوصاة به , فذلك وغيره من حجج الله تبارك وتعالى عليهم مع ما لزمهم من الحجج بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن ; فلذلك اخترنا ما اخترنا من التأويل في ذلك . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر أقوال القائلين في تأويل قوله : { فإن زللتم } : 3199 - حدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي في قوله : { فإن زللتم } يقول : فإن ضللتم . 3200 - وحدثني محمد بن سعد , قال : ثني أبي , قال : ثني عمي , قال : ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس قوله : { فإن زللتم } قال : والزلل : الشرك . ذكر أقوال القائلين في تأويل قوله : { من بعد ما جاءتكم البينات } : 3201 - حدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو بن حماد , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { من بعد ما جاءتكم البينات } يقول : من بعد ما جاءكم محمد صلى الله عليه وسلم . 3202 - وحدثني القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثنا حجاج , عن ابن جريج : { فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات } قال : الإسلام والقرآن . 3203 - وحدثنا عن عمار , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع . { فاعلموا أن الله عزيز حكيم } يقول : عزيز في نقمته , حكيم في أمره .